ads
رئيس التحرير
ads

الاتِّجَاهُ الصُّوفِيُّ عِنْدَ أَهْلِ السُّنَّةِ حتي الْقَرْنِ الْخَامِسِ الْهِجْرِيِّ في دكتوراه بمرتبة الشرف

الثلاثاء 16-07-2024 00:36

كتب

أ.د محمود الصاوي
نوقشت اليوم الاثنين رسالة علمية بقسم الأديان والمذاهب بكلية ‏الدعوة الإسلامية بالقاهرة، جامعة الأزهر، قدمها الباحث محمد إسماعيل محمد حسانين حاتم، لنيل درجة العالمية الدكتوراه بعنوان: (الِاتِّجَاهُ الصُّوفِيُّ عِنْدَ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ حَتَّى الْقَرْنِ الْخَامِسِ الْهِجْرِيِّ – دِرَاسَةٌ تَحْلِيلِيَّةٌ)، وأجيزت الرسالة بتقدير مع مرتبة الشرف الأولى..
وقد أشار الباحث إلى المراحل التي مَرَّ بها التصوف ابتداءً من القرن الأول الهجري؛ حيث شُكِّلَتْ أعمال القلوب: كالإخلاص والمحبة والرضا والتوكل والخشية، الركيزة والأساس الذي ارتكز عليه بناء التصوف عند السلف، فكان التأسي بالنبي  وأصحابه، ثم ظهر الزهد وترك الدنيا في القرن الثاني، ثم العزلة والانقطاع في القرن الثالث، فالتدوين والتأليف ووضع القواعد فيما بعدُ.
ويَهدُفُ هذا البحثُ إلى إبراز الصورة الصحيحة للتصوف السني، ودور علماء أهل السنة المنيرِ في توجيه هذا الاتجاه الروحي وفق تعاليم الدين الحنيف، ويَكْمُنُ الغرضُ من البحث في إبراز جانب مُشْرِقٍ من تاريخ العلاقة بين أهل السنة والتصوف، وسعياً لإدخال السرور على البشر؛ بنشر جوانب الهدى والرشاد التي جاء بها دين الإسلام، انطلاقاً من رسالته في نشر نور الهدى الذي جاء به خير البرية وسيد المرسلين سيدنا محمد ، الذي أرسله ربه  رحمةً للعالمين؛ لِيُنِيرَ للبشرية طريق الفلاح والنجاة من الضلالات، ويُرشِدَهَا بنوره إلى دروب الخير والاستقامة؛ حتى تبلغَ منازلَ القربِ من الله تعالى، وتَنْعَمَ في الآخرة بنعيم جنات الخلد، التي وعد الله بها المؤمنين.
كما كشفت الدراسة عن الدور البارز الذي قام به أئمة أهل السنة والجماعة في تأسيس منهج للتصوف الإسلامي القائم على اتباع الكتاب والسنة وفهم السلف، مانعين من الانحرافات التي بدأت تظهر في طريقة التصوف؛ حيث ركزوا في تصوفهم على تزكية الباطن بقدر تزكية الظاهر، من دون إهمالٍ لواجبات الشريعة الظاهرة؛ فالاتجاه الصوفي عند أهل السنة والجماعة حتى القرن الخامس الهجري كان متماشياً مع تعاليم القرآن والسنة، ولم ينحرف عنها.
قسّم الباحث رسالته إلى مقدمةٍ، وتمهيد، وثلاثة أبواب، وخاتِمة، وقد خلصت الدراسة فيها إلى نتائج عدة، من أهمها:
– تبين أن التصوف عند أهل السنة والجماعة في القرون الخمسة الأولى، نشأ وتطور على أساس صحيح منبثقٍ من التربية النبوية القائمة على تزكية النفس وتطهير القلب.
– خلصت الدراسة إلى أهمية التصوف في السلوك إلى الله تعالى، وضرورة مراعاة أصوله وقواعده حتى يؤتي ثماره في تحقيق مرضاة الله تعالى، كما أظهرت الدراسة أهمية تهذيب النفس ومجاهدتها بالرياضات الروحية كالحرمان والإقلال من المباحات، وكذلك المداومة على الطاعات والقربات، وغير ذلك من وسائل التزكية.
– بيّنت الدراسة أهمية وجود الشيخ العارف بطريق الله؛ لإرشاد السالك وتوجيهه في سيره ورحلته إلى الله تعالى، وضرورة توفر الشروط والصفات اللازمة فيمن يصح اتخاذه شيخًا في طريق السلوك إلى الله تعالى، كالعلم والورع وحسن السيرة.
– كشفت الدراسة عن آداب المريد مع شيخه من اتباع وطاعة وتوقير وإكرام، وتجنب معصيته أو الاحتقار له أو التقصير في حقه، كما بيّنت بعض واجبات المريد وأخلاقه في سيره نحو الله، كالصدق والصبر وحسن الظن والتوكل على الله تعالى.
– اتضح من خلال الدراسة أهميةُ الممارسات الروحية، مثل: الذكر والخلوة والصمت والسهر والسفر في تزكية النفس وترقيتها والارتقاء بها إلى مستوى الإحسان، كما كشفت الدراسة عن فوائد الصمت وآدابه، وكيف يساعد على حفظ اللسان وتجنب الذنوب والمعاصي ويعين على التفكر والتدبر.
– توصلت الدراسة إلى أن التصوف عند أهل السنة والجماعة ساهم بشكل كبير في تعميق الإيمان وتجديده من خلال معرفة الله  وإفراده بالعبادة، كما أظهرت الدراسة أثر الممارسات الصوفية في تطوير السلوك العملي وتهذيب الأخلاق، من خلال ترسيخ مكارم الأخلاق والتحلي بصفات الكمال، ومن خلال الجمع بين العلم والعمل والحرص على الالتزام بمقتضى الشريعة.
– بيّنت الدراسة المنهج الوسطي والاعتدالي الذي اتّبعه أهل السنة والجماعة في التصوف، من خلال التوفيق بين مقتضيات الشرع ومقاصد الطريق، كما كشفت عن الدور البارز لكبار أئمة أهل السنة والجماعة مثل الإمام أبو حامد الغزلي في تبيين التصوف الصحيح وتنقيته من الشوائب.
– أظهرت الدراسة حقيقة التجربة الصوفية عند الإمام الغزالي، وكشفت عن الدور الكبير لكتاب “إحياء علوم الدين” للإمام الغزالي في تقعيد قواعد التصوف السني وتبيين حقيقته بعيداً عن الانحرافات..
– خلصت الدراسة إلى أن أهل السنة والجماعة اعتنوا بتنقية قلوبهم وتطهيرها من أدناس الذنوب والأخلاق الرذيلة، من خلال المحاسبة والمراقبة والمجاهدات الروحية، كما أكدوا على أهمية التوازن بين العزلة ومخالطة الناس، حيث حثّ أصحاب الاتجاه الصوفي على قدر مناسب من الانقطاع والانفراد بالعبادة، مع بذل النصح للناس والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
– خلصت الدراسة إلى أن تصوف أهل السنة اتسم بالتواضع ونبذ الرياء والسمعة؛ حيث كان الهدف الأسمى هو رضا الله تعالى ولقاءه، وليس مجرد شهرة الناس أو جلب مدحهم.
وقد تكونت لجنة الحكم والمناقشة من الأستاذِ الدكتور/ عادل محمد محمد درويش، أستاذ الأديان والمذاهب بقسم الأديان والمذاهب بكلية الدعوة الإسلامية بالقاهرة– جامعة الأزهر “مشرفًا رئيسًا”.
والدكتور/ سيد أحمد عبد المرضي سيد، مدرس الأديان والمذاهب بقسم الأديان والمذاهب بكلية الدعوة الإسلامية بالقاهرة– جامعة الأزهر – جامعة الأزهر “مشرفًا متابعًا”.
والأستاذة الدكتورة/ هدى محمود درويش،‏ أستاذ ورئيس قسم الأديان المقارنة والعميد الأسبق بكلية الدراسات والبحوث الأسيوية – جامعة الزقازيق. “مناقشًا خارجيًا”.‏
والأستاذ الدكتور/ سمير عبد المنعم حسن عثمان، ، أستاذ الأديان والمذاهب بقسم الأديان والمذاهب بكلية الدعوة الإسلامية بالقاهرة – جامعة الأزهر “مناقشًا داخليًا”.

ads

اضف تعليق