ads
رئيس التحرير
ads

كل يؤخذ منه ويرد” بقلم /محمد صبحي . عضو هيئة تدريس بجامعة الازهر. كلية الإعلام

السبت 08-10-2022 08:27

كتب

إن وجود الأب العاقل الواعي الحكيم المتصف بالفراسة في حياة أطفاله يعطيهم من الحماية والرعاية، والقدوة والسلطة والتكامل الأسري،

لأنهم بحاجة إلى أن يشعروا بأن هناك إرشاداً يختلف نوعاً ما عما يجدونه عند الغير.

لأنه هو الراعي الأساسي للأسرة، بالإضافة إلى الأم. فهما المسؤولان عنهما،

فوجودهما في حياة أولادهم يعتبر من العوامل الضرورية.

والقائد الجيد الذي يتحمل المسؤولية ويتصرف بحكمة في الأوقات الصعبة ،

ويستغل الظروف لتغيير مسار النتائج ويبثّ في وطنه روح الحماسة والمثابرة

عند الآخرين بالحكمة والدقة في الكلام والتنظيم وصناعة الحدث والقدرة على اتّخاذ القرار المُهم:

لأنها من أهم صفات نجاحه :فهو لا ينتظر الأحداث،

بل يصنعها ويؤثر في الآخرين، ويوجّههم لتحقيق الأهداف المطلوبة من خلال رؤيته الثاقبة

وذلك للفراسة  التي اكتسبها من عصارة التجارب الحياتية وافرازا للحوادث وتدبر للأمور، التي تأتي نتيجة قناعة راسخة،

والله عز وجل:يقول﴿يُؤْتِي الحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ﴾ (البقرة: 269) لأن الحكمة “ضالة المؤمن، حيث وجدها فهو أحق بها”.

وقال البعض (الفِراسة الإيمانيَّة. سببها نورٌ يقذفه الله في قلب عبده،

والله عز وجل لم يخلق الخلق عبثاً ولا لعباً، وإنما لحكمة. فالتنبؤ بما سيحدث للإنسان

في المستقبل واستعماله آيات القرآن في كلامه على سبيل الاستشهاد والاستدلال على حكم معين، فهو جائز بلا شك،

بل إن القرآن هو أصل الأدلة لكن يشترط لذلك أن يكون المستدل على علم بمعنى الآية التي يستدل بها،

وقال ابن مسعود رضي الله عنه:

أفرس الناس ثلاثة: بنت صاحب مدين حيث قال:

{يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ ؛وامرأة العزيز حيث قالت: {عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا} 

وأبو بكر حيث استخلف عمر .

فالقيادة المصرية لديها رؤية وفراسة ثاقبة عن الأزمات التي ستحدث في المستقبل

ليس من باب الخيال والعبث ‘يل من خلال العلم والإدراك والدراسات والأبحاث والعقلية الذّةللقائد الحكيم  وبحكمة والتي هي مزيج ما بين المعرفة والخبرة والفهم العميق

في أوقات يصعب فيها التخلي عن مبادئها،

وهي قادرة على التقدم  والنظر إلى الصورة بشمولية وموضوعية.

فالقيادة السياسية دائما تفكر في البدائل مما جعلها تتخذ أهم الخطوات الاستباقية التي ظهرت جليا في التعامل مع أزمات كثيرة منها على سبيل المثال

كورونا ومحاربة الإرهاب. فهذه  هي فراسة القائد المحب لوطنه. 

فالاستدلال بالقرآن في موضعه هوأمرحميد‘ ويكثر استشهاد الكثير من الناس بآيات مَساقاتها الكاملة لا تدلُّ على ما استشهدوا به،

كما فعَل بعضهم بوَضْع رسمٍ (للدش الفضائي أو أي وسيلة من الوسائل الإعلامية

(وكتَب تحتها جزءَ آيةٍ، وهي قوله تعالى: {يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ}[الحشر( 2).

ولو نظرْتَ إلى مَساق الآية كاملًا لعلمْتَ أنَّها في يهود بني النضير،

بل الناظر في كلامهم أنه يشتبه المراد بغير المراد ، كالأشجار المتشابهة مع اختلاف أثمارها كالرمّان والزيتون.

وهذا خلاف ما أكدته القيادة المصرية الحكيمة التي لديها من الفراسة والكياسة والحكمة

التي تبحث عن الضالة المنشودة لانشغالها بحال الواقع  المحلي والدولي والعبور بمصر إلي بر الأمان و لبناء والطن والحفاظ عليه والارتقاءبالشعب المصري .

لأن القيادة السياسية تملك قوة معنوية ليست عند غيرها، وتستدل وتعلم ما لايعلمه غيرها.

فوطينتها وثقة الناس بها ومحبتهم لها وعشقها لبلدها وشعبها وأرضها فى قلوب الناس طوال الوقت

وهذا يعد من الفراسة .

لأن هناك مقدمات هي التي تقود إلى النتائج.

فكثرة التَّجارب، والاستفادة من مدرسة الحياة؛ والاستفادة من العمر والتَّجارب،

وأخذ الحَيْطة لأمر الدِّين والدُّنيا، تُكْسِب صاحبها الحلم والحِكْمَة واستشارة ذوي الخبرة .

وهذا ما ذكره لقمان الحكيم عندما سئل: أنَّى أُوتي الحِكْمَة؟

قال: «بشيئين: لا أتكلَّف ما كُفِيت، ولا أضيِّع ما كُلِّفت.

ولو سألنا أستاذاً يعلم أحوال تلاميذه: من سيحصل على المركز الأول في نتيجة الامتحان؟

ومن سيرسب؟ فإنه يستطيع أن يحددهم، وهذا ليس علما بالغيب،

بل فراسة وذكاء وخبرة في التنبؤ بالنتائج.

309328511_521987956405822_4555826445816824492_n-134x180

ads

اضف تعليق