رعاية المسلمين الجدد في الغرب رسالة دكتوراه بكلية الدعوة الاسلامية بالقاهرة
الأربعاء 26-06-2024 19:16
كتب:ا.د.محمودالصاوي
نوقشت اليوم رسالة دكتوراه بكلية الدعوة الإسلامية قسم الثقافة الإسلامية، بعنوان ( منهج الإسلام في رعاية المسلمين الجدد في الغرب وتطبيقاته المعاصرة )
الباحث :أحمد عبد الحميد علي بيومي حسان
إشراف أصحاب الفضيلة: الأستاذ الدكتور/ طلعت محمد عفيفي سالم، الأستاذ المتفرغ بكلية الدعوة الإسلامية.
والأستاذ الدكتور/ عادل محمود عبد الخالق، الأستاذ المتفرغ بكلية الدعوة الإسلامية بالقاهرة.
وتتكون لجنة المناقشة من أساتذة متخصصين بجامعة الأزهر، وهم:
الأستاذ الدكتور/ المرسي محمود إبراهيم المرسي شولح، أستاذِ ورئيسِ قسمِ الدعوةِ بكليةِ أصولِ الدينِ والدعوةِ بالمنصورة.
والأستاذ الدكتور/ علي عثمان منصور شحاتة، أستاذِ ورئيسِ قسمِ الثقافةِ بكليةِ الدعوةِ الإسلاميةِ بالقاهرة. وأوصت اللجنة بمنح صاحبها درجة الدكتوراه بمرتبة الشرف الأولي
تدور فكرة الدراسة حول توضيح منهج الإسلام في رعاية المسلمين الجدد في الغرب ، وإبراز أسسه الصحيحة، وحماية المسلمين الجدد من الأفكار المنحرفة والمتطرفة، ومن الفرق الضالة التي تتلقفهم؛ مستغلةً جهلهم بالإسلام الصحيح لتحقيق مآرب خبيثة، وإرشاد المراكز الإسلامية والمهتمين بدعوة المسلمين الجدد في الغرب إلى مواضع الحاجة التي تحفظ على المسلمين الجدد دينهم، وتصلح دنياهم على النحو الذي لا يترتب عليه مشقة، أو ضرر لا يحتمل.
إن الإحصاءاتِ تُجمعُ على أنَّ الإسلامَ هو أسرعُ الدياناتِ انتشاراً في الأرض، فالداخلونَ في الإسلامِ يزيدون، وقوافلُ المهتدين في هذا الزمان تتوالى.
إلا أنَّ الإحصاءاتِ – أيضا – تشير إلى أن من يعيشُ على تعاليمِ الإسلامِ من المسلمینَ الجدد، أو يترجمُ الإسلامَ إلى واقعٍ عمليٍّ لا یمثل سوى ثلاثين بالمائة، وربما تلقفتْهُ أفكارٌ شاذةٌ بعيدةٌ عن حقيقةِ الإسلامِ بوسطيتِهِ وسماحتِه، وربما ارتدُّوا قبلَ أن يجدوا حلاوةَ الإيمان، ويتعرَّفوا على جمالِ وحقائقِ الإسلام، خصوصاً في العالمِ الغربيّ الذي يشهدُ تطوراً فكرياً وعلمياً، ويَعِجُّ بأفكارٍ وشهوات، وهذا ما جعل الدعاةَ والمفكرينَ المهتمينَ بدعوةِ المسلمين الجددِ يبحثونَ في الأسبابِ الرئيسةِ لذلك، فوجدوا أنها تعودُ إلى أمورٍ، منها أن مهمةُ الدعاةِ – في الغالب – تتوقفُ عندَ نطقِ المسلمين الجدد بالشهادتين، وعدمُ وجودِ منهجيةٍ دعويةٍ تتعاملُ بحكمةٍ مع النبتةِ الجديدةِ، وتراعِي ظروفَها، ثم إن الرعايةُ والعنايةُ بالمسلمينَ الجددِ بعد دخولهِمِ الإسلامَ لا تتجاوزُ أكثرَ من عشْرة بالمائة.
وهذا مخالف لمنهج الإسلام في الدعوة الذي طبقه بصورة عملية رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، الذي كانت مهمته الدعوية لا تتوقفُ عند مجرد تلقين المدعوين الشهادتين، بل كان الحرص يزيد والاهتمام يتضاعف بالمهتدين الجدد عن غيرهم؛ لأن العبرة بالثبات على الإسلام وليست بمجرد الدخول فيه. إن المسلم الجديد الذي يُتْرَكُ لشأنه بدون رعاية أو عناية بعد نطق الشهادتين يواجه تحدياتٍ ضخمةً من شياطينِ الإنس والجن، تبدأ بمقاطعة أهله وذويه واضطهادِهم له وكأنه جلب لهم العار، ثم انفضاضِ أصدقائه عنه، وربما طردته أسرته من البيت، أو أبقت عليه مع تعاملات سيئة، أو محاولةِ التأثير عليه بمداخلَ عاطفية، وربما يجدهم يشربون الخمر، أو يأكلون الخنزير، فإما أن يتصادم معهم، وإما أن ينعزل عنهم، وإما أن يتساهل ومع الوقت يذوب وينصهر.
إنه يسبح ضد التيار، حياته تتغير رأساً على عقب، طريقةُ أكله وشربه وملبسه ونمط حياته، كأنما يخرج من جلده، فهو أشبه بالمولود الجديد الذي يحتاج إلى رعاية شاملة، والبذرةِ التي تحتاج إلى تعهّدٍ، فإما أن نرعى النبتة، وإما أن تذبل وتموت، أو تنمو نمواً خبيثاً.
وقد جاءت الدراسة في مقدمة وتمهيد وثلاثة أبواب وخاتمة.
أما المقدمة فتناولت: أهمية البحث، وأسباب اختياره، والدراسات السابقة…
ثم جاء التمهيد لبيان مصطلحات عنوان البحث.
لينتقل البحث بعده إلى الباب الأول ذي العنوان التالي: التأصيل الشرعي لرعاية المسلمين الجدد، ويهدفُ هذا البابُ إلى توضيحِ مظاهرِ اهتمامِ الإسلامِ بالمسلمينَ الجدد، وإبرازِ أسسِ المنهجِ الصحيح، وقواعدِه الثابتة، كالعذرِ بالجهلِ والتيسيرِ والترغيبِ وفتحِ بابِ الأملِ والرجاءِ والتدرج .
ثم كان الباب الثاني بعنوان: منهجية الإسلام في رعاية المسلمين الجدد، متناولا محاورَ منهجِ الإسلامِ في بناءِ المسلمِ الجديدِ عَقَدِياً وإيمانياً وأخلاقياً وعلمياً، واجتماعياً وأثَرَ ذلكَ على الدعوةِ عمومًا وعلى المسلمينَ الجددِ بشكلٍ خاص .
ويهدفُ البابُ إلى بناءِ الشخصياتِ التي تحملُ رسالةَ الإسلامِ بوسطيةٍ واعتدال، بعيدًا عن مناهجِ المنفلتينَ والمتطرفين، وإزالةِ التصوراتِ الخاطئةِ ورواسبِ الماضي وردِّ الشبهات.
وانتظم الباب الثالث بعنوان: رعاية المسلمين الجدد بين الواقع والمأمول، ليتناول التحدياتِ التي تواجهُ المسلمينَ الجددِ وسبلَ التغلبِ عليها، كالتحدياتِ الفكريةِ والاقتصاديةِ والاجتماعيةِ والإعلامية، وتم بيان سبُلَ تقويمِ العملِ الدعويِّ في المراكز ِالتي ترعَى المسلمينَ الجدد.
وقد انتهت الدراسة في الخاتمة إلى أبرز نتائج الدراسة وتوصياتها, وكان من أهم تلك النتائج: أنَّ الإسلامَ له منهجٌ مميزٌ في رعايةِ المسلمينَ الجدد، قائمٌ على أصول ثابتة من القرآن الكريم، وطَبَّقَه بصورةٍ عمليةٍ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ، والأخذُ به ضروريٌّ لتقديمِ رسالةِ الإسلامِ الصحيحة، ولبيانِ الضرورياتِ التي يجبُ على كلِّ مسلمٍ جديدٍ أن يعرفَهَا ويحيطَ بها، ويُدركَها كمدخلٍ لِفَهمِ الإسلامِ شريعةً وعقيدةً وسلوكاً.
كما توصلت الدراسة إلى أن الخطابَ الدعويَّ معَ المسلمينَ الجددِ يختلفُ أسلوباً وهدفاً عن غيرِهِم، إنَّهُ فقهُ الدعوةِ الذي شرَعَهُ الإسلام، وطبَّقه النبيُّ صلى الله عليه وسلم عندمَا فرَّق بين مراتبِ المدعوِّين، فلمْ يُلزِمِ اللاحقَ بما ألزمَ به السابق، واكتفَى من البعضِ بالحدِّ الأدنى.