طـــفـولة بــلا رحــمـة..

قصة قصيرة

بقلم د.شـاكـر كـريـم عبد

ابتهال طفلة صغيرة لايتجاوز عمرها العاشرة

تركت الدراسة وبدأت مجبرة على التسول في تقاطع أحد الطرق

تأتي في وقت مبكر صباح كل يوم وقد غالبها النعاس

في يوم بارد فتكورت حول جسدها النحيل

وملابسها البالية

التي لاتكاد تستر جسدها المنحول

على رصيف ذلك التقاطع

حيث تغط في نوم عميق

حتى وهي نائمة ماتزال يدها ممدودة إلى المارة

تستجدي الصدقات

لاتزعجها منبهات السيارات ولاهدير محركاتها

ولا حتى صافرات انذار مواكب المسؤولين

التي تمر على مدار الساعة من أمامها ،

اقرانها أكلوا وشربوا مالذ وطاب مبكرا

وتدثروا بألحفتهم الناعمة والجميلة.

ماذنب الطفلة ابتهال ؟

وماذا لو تدحرجت من الرصيف وهي غارقة في نومتها هذه

ودهستها عجلات السيارات الفارهة والحديثة المسرعة.

عبرت إلى الجهة الثانية التي تغفوا فيها هذه الطفلة وأيقظتها

فأخبرتني بكل التفاصيل عن حياتها …

والدها مصاب بالشلل النصفي..

وان أمها تتركها تتسول هنا وهي تذهب بتقاطع آخر لتتسول

وتأتي إليها في الليل لتأخذها إلى البيت

وتقوم بأخذ ما حصلت هي عليه من وارد التسول،

قمت بتصويرها وهي نائمة دون علمها

وعندما أيقظتها وضعت بيدها مبلغ صغيرا تلقفته بلهفة ثم أخبرتها اني أريد تصويرها فعبست

وولت هاربة واحتراما لرغبتها لن انزل الصورة الأصليةلهاوهي نائمة التي قمت بالتقاطها لها.