“الأفروسنتريك” و”الفن التشكيلي المقاوم”.. في العدد الجديد لمجلة “مصر المحروسة”
الجمعة 28-06-2024 17:10
في مقال رئيس التحرير تكتب د. هويدا عن حركة “الأفروسنتريك” التي تحاول تزييف التاريخ المصري القديم، وتدعي أن لها حقوقا تاريخية فيه، وقد قامت “صالح” بتفنيد ادعاءات هذه الحركة وأشارت إلى أن المصريين القدماء لم يتركوا تفصيلة واحدة من حياتهم السياسية والاجتماعية بل وحتى الاقتصادية إلا وسجلوها على جدران المعابد وفي البرديات العديدة والمحفوظ الكثير منها في كبريات متاحف العالم، فلماذا لم يسجلوا أي أبعاد للوجود الإفريقي في مصر القديمة؟!. كذلك أشارت إلى الأهداف الخبيثة وراء حركات تدفعها أيديولوجيات قد تغيب عن البعض وضربت المثل بحركة” كيميت” وفيلم “كليوباترا” الذي أنتجته منصة نتفيلكس.
وفي باب “ملفات وقضايا” يناقش الدكتور حسين عبد البصير قضية الأفروسنتريك من زاوية أخرى، حيث يؤكد أن الدراسات الحديثة، مثل دراسات الحامض النووي، أظهرت أن المصريين القدماء كانوا مرتبطين جينيًا بشعوب شرق البحر الأبيض المتوسط والشرق الأدنى أكثر من ارتباطهم بشعوب أفريقيا جنوب الصحراء. وأشارت دراسات الهياكل العظمية إلى أن المصريين القدماء كانوا متقاربين في الصفات الجسدية، مما يوضح التجانس في أصولهم العرقية.
ويضم عدد المجلة التي تصدر بإشراف الإدارة المركزية للوسائط التكنولوجية برئاسة د. إسلام زكي، عدة أبواب أخرى منها باب كتب ومجلات وفيه يستعرض الكاتب اللبناني وسام قدوح كتاب “أوراق مغترب في الخواطر المعلَّقة” للكاتب وجيه ريان جامع معبرا عن أدب الرحلة، جامعا بين الحقيقة والخيال، حيث عبر فيه الكاتب عن رؤية أردني للجغرافيا والمجتمع. ويضم الكتاب ثلاثة أجزاء تمثل رحلة هذا الكاتب إلى بلجيكا، حيث يصرح وجيه ريان بأن :”أغلب الخواطر الإحدى عشرة الأولى مستوحاة من التاريخ البلجيكي والحضارة الغربية”، كذلك أشار ريان في متن الكتاب إلى أن هذه الخواطر تحوي قصصا حقيقيّة واقعيّة، بعضها تاريخية تخصُّ التاريخ البلجيكي.
وفي باب أخبار وأحداث يستعرض الكاتب أكرم مصطفى “أزمة الثقافة.. استبداد الأفكار وتزييف الوعي” للباحث مهدي حنا ويتعرض لأسبابَ الانهيار الذي تعاني منه الثقافة العربية في العصر الراهن على مستويات عدة. ويناقش حنا أبرز المحن والأزمات التي تتعرّض لها المجتمعات العربية من غزو للأفكار وممارسات تؤثّر بشكل مباشر على ثقافة الأجيال القادمة، تلك التي أصبحت مُغيَّبة عن واقعها الموضوعي جملةً وتفصيلاً. ويرى حنا أن هناك العديد من الأمور المشتركة التي تشكِّل سمات الشخصية العربية، ويمكن من خلالها تجاوز أزمة الثقافة التي يعاني منها جيل الشباب، ومنها: ضرورة الخروج عن المألوف، وتحكيم العقل في مسائل الحياة، والاعتماد على الذكاء والعلوم المتاحة وليس فقط على التاريخ والتراث اللذَين يحتاجان إلى التدقيق لاستخلاص ما يتناسب مع طبيعة العصر ومتطلباته منهما.
وفي باب علوم وتكنولوجيا تترجم سماح ممدوح مقالا في علم النفس بعنوان “4 ركائز أساسية لإيجاد المعنى في الحياة” للنكولن براون، حيث يعرض براون تصوره عن أسباب السعادة الأمريكية من خلال دراسة أجراها استطلاع لشركة”هاريس بول” أفادت بأن ثلث الأمريكيين فقط يشعرون بالسعادة. ويتساءل وماذا عن الآخرين؟ نعم ليسوا كذلك! ويرى الكاتب أنه في العصر الذي يشجعنا الآخرون على ترقية مكانتنا في العالم باستمرار، وبالتالي، ترقية شعورنا تجاه وجودنا فيه، فإن البحث عن السعادة لا يصبح مملاً فحسب، بل محبطًا أيضًا. ويصير التأمل الذاتي، جزءًا اضطراريا من ثقافتنا، ويطلب منا إعادة تقييم وظائفنا وعلاقاتنا ومنازلنا وحياتنا المثالية. وحينها لا تكون النتائج مرضية كفاية.
وفي باب فنون تشكيلية يناقش الناقد التشكيلي شادي أبو ريدة الفن التشكيلي العربي المقاوم بين ما أسماه “الهضم والقضم”، حيث يرى أبو ريدة أنه لولا مقاومة عدد لا بأس به من الفنانين العرب المخلصين لفنهم وشرقيتِهم وعروبتهم للهجمات الثقافية التي تأتينا من الغرب، وتفعيلهم للجهاز المَناعي الثقافي العربِي، بتكوين جماعات ومدارس فنية تضع الفن العربي على درب التجديد والتحديث، وتحافظ على الهوية والتراث العربِي فِي آن لأصيب الفن العربي في هذه الحقبة الخطيرة بالتصحر الوجداني والتحجر البصري.
وفي باب “كتاب مصر المحروسة” تواصل الدكتورة فايزة حلمي ترجمتها لسلسلة مقالات تحت عنوان” الجميع مدمن” للكاتب كاردر ستاوت، حيث يرى أن هناك صلة قوية بين الإدمان والصدمات التي لم يتم حلها. ويؤكد ستاوت أن هناك صلة قوية بين الإدمان والصدمات التي لم يتم حلها، لا يجب أن تكون الصدمة دائمًا عبارة عن إيذاء جسدي أو جرح أو مشاهدة حدث مفجع أو مخيف، يمكن أن تكون الصدمة مربكة ومحيرة وتأتي من المشاعر القوية المنبثقة مِن الطفولة؛ قد يعاني الطفل الذي يشعر بالتجاهل أو الهجر أو التجاهل من صدمة عاطفية، قد لا يشعر الطفل الذي يكبر مع والد أناني؛ بأنه محبوب أو مدعوم وينتابه إحساسا بأنه عديم القيمة. ويؤكد الكاتب أنه يتم تخزين هذه المشاعر في النفسية الصغيرة وغير الناضجة، وغالبًا ما تتحول إلى معتقدات مؤذية، تعمل هذه المعتقدات في نهاية المطاف؛ كمحفز لتنشيط الإدمان لاحقًا في الحياة، الصدمة لا تخلق الإدمان؛ لكنها جزء من الطاقة المحيطة به.