عندما تتبدد الأحلام…

كانت ترتب اغراض البيت و تبخره .ﻓﺘﺎﺓ ﺟﻤﻴﻠﺔ . رشيقة القوام ، ﻭﺟﻬﻬﺎ ﻧﺎﻋﻢ وشعرها بني . ذات عينين خضراوين. ﺗﺮﺗﺪﻱ ﻓﺴﺘﺎﻥ ﺳﻬﺮﺓ محبب لديها تركوازي ﺍﻟﻠﻮﻥ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺍﻛﻤﺎﻡ ﻭﺗﻀﻊ ﺷﺎلاً على كتفيها. ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﻤﺎﻳﻞ رافعه شعرها بقرديلة حمراء ..تمسك بمبخرة صغيرة ، و تدور فيها وسط البيت وهي تدندن بأغنية محببة لديها… وفجأة سمعت صوت خطوات قادمة، فخرجت حالاً الى باحة البيت ، تنظر يمينا وشمالا.. ثم عادت مسرعة وهي داخلة ..ينتابها شعور بالخفة والمرح ، فتعثرت دون ان تدري بالسجاد، وسقطت المبخرة منها على الارض .. وانفلات رباط شالها ، ووقع.. وتبعثرت قطع الجمر المتقدة على سجاد الصالة ..شهقت بقوة.. و سمعت صوته جاءها من الخلف :هل انت بخير ؟ التفتت اليه ، وطالعته بعين باكيه وطمئنته بايماءة منها . ارخى راسه و تابع كلامة ، قائلا: – انتبهي لنفسك اكثر في المرات القادمة. وكمن يستعيد انفاسة من جديد ، تأكدت من ان الجمر في المبخرة لم يكن متقدا واحكمت قبضتها جيداً ، كي لا يحدث ذلك مرة ثانية.. اعادت الشال الى مكانه محاذرة من أن ينبهها ان تضع الشال بإحكام على رأسها ، وتكون في موقف لاتحسد عليه امامه ، كانت تعرف أن الغيرة تنهش فيه ، حينما يرى انها في حال يستجلب نظر الاخرين اليها.. لكنها في عقلها الباطني راحت تسبح في بحيرة من الفرح العاصف ، مذ رأت ان حبيبها جاء ليشعل بوجها ذلك الضوء الاخضر الذي تعتبره مثابة الانطلاق باتجاه حضنه الدافئ كزوج وكفتى احلام انتظرته طويلا ، انشدت تماما الى وجوده منتظرة ان يقول لها ، ها انا جئت كي اعلم اهلك بيوم الخطوبة ضمن ايام العيد… مشت بسرعه و قلبها يقرع طبول لأول مره تحس بإحساس جميل و كل شيء يفوق الوصف ..يرغمها على الضحك… و يجعلها كالفراشة في حديقة مليئة بالورد ..منتعشة و حالمة . رعشة مستمره تهز جوفها ..و نسمات دافئة تنعش روحها.. و سعادة لا تضاهى مرت من خلال شعورها ان قلبه قفز من خلال قفصه الصدري و لحق صدى نبضات قلبها .. .. تغرق بعد ساعة من ذلك في نوم كله كوابيس واحلام مزعجة… تفاجأت انه يجلس على سريرها ويمسد شعرها بنعومة ببنانه اقترب منها سقطت من سرير نومها على الارض بقوة وصاحت بألم” اخ ” وتبددت احلامها السعيدة..

بقلم دكتور/ شاكر كريم

دولة العراق