عقد فرع المنظمة العالمية لخريجي الأزهر بالوادي الجديد، ندوة بعنوان “التوكل على الله مقام جليل من مقامات الإيمان”، بمسجد الرحمة بمدينة موط.
الخميس 25-07-2024 14:01
أكد خلالها فضيلة الشيخ محمد صبر محمود، مدير الدعوة والإعلام الديني بمنطقة وعظ الوادي الجديد، عضو فرع المنظمة، على أن التوكل على الله تعالى مقام جليل عظيم الأثر، من أعظم واجبات الإيمان وأفضل العبادات المقربة إلى الرحمن، وأعلى مقامات توحيد الله جل وعلا، فإن الأمور كلها لا تحصل إلا بالتوكل عليه والإنابة إليه والاستعانة به، ولقد عظّم الله من شأن التوكّل وجعله منزلةً من منازل الدين, وقرنَه بالعبادة في قوله: (فَعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ) [هود:123]، وجعله سببًا لنيل محبّته (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكّلِينَ) [آل عمران:159]، وجعله شرطًا لحصول الإيمان به (وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ) [المائدة:29].
أشار إلى أن عباد الله حقا الذين إذا نابهم أمر من الأمور فروا إلى الله تعالى منيبين إليه متوكلين عليه، فييسر الله العسير ويسهل الصعاب ويحقق للعبد كل ما يريد وهو مطمئن البال هادئ النفس مرتاح الضمير، ما هو التوكل؟ هو: صدق اعتماد القلب على الله تعالى في جلب المنافع ودفع المضار من أمور الدنيا والآخرة مع فعل الأسباب الشرعية التي أمر الله بها، التوكل على الله مع الأخذ بالأسباب هو ما فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم في حادث الهجرة، عندما أذن الله له بالهجرة لم يترك الأمور تجري على أعنتها دون تخطيط أو ترتيب، فالإسلام لم يجعل التوكل طرحا للأسباب واتكالا على الله، كلا، بل لابد أن تأخذ بالأسباب، وتهيء للأمر عدته، وتأخذ له أهبته ، وتستعد له بكل ما تملك من طاقات وإمكانيات.
فلقد هيأ رسول الله صلى الله عليه وسلم الرفيق الذي يرافقه في رحلته وهو أبو بكر الصديق، وهيأ الغار الذي يختبئ فيه وهو غار ثور، وهيأ الدليل الماهر الخبير بالصحراء وهو عبد الله بن أريقط ، وهيأ من يأتي لهما بالزاد وهي ذات النطاقين أسماء بنت أبي بكر الصديق، فمن تأمل حادث الهجرة النبوية من أولها إلى ما جرى بعدها يدرك أن التخطيط في حياة النبي صلى الله عليه وسلم كان قائما، وأن التخطيط جزء من السنة النبوية، أما الذين يميلون إلى العفوية بحجة أن التخطيط وإحكام الأمور ليسا من السنة فهؤلاء يجنون على أنفسهم وعلى مجتمعهم .