مدى صواريخ كوريا الشمالية يقلق الولايات المتحدة
الثلاثاء 01-08-2017 13:06
نشرت صحيفة “نيزافيسيمايا غازيتا” مقالا بقلم فلاديمير سكوسيريف عن التجارب الصاروخية الكورية الشمالية، يشير فيه إلى محاولة واشنطن تهدئة بيونغ يانغ بواسطة القاذفات الاستراتيجية.
كتب سكوسيريف:
حلقت قاذفتا قنابل أمريكيتان في سماء كوريا ترافقهما مقاتلات يابانية وكورية جنوبية، بالتزامن مع توجيه دونالد ترامب الاتهامات إلى بكين بأنها تساعد بيونغ يانغ على كسب الأموال، متوعدا بأنه سيضع حدا لذلك. وقد عدت الصين هذه الاتهامات نوعا من الابتزاز. وقال الزعيم الصيني شي جين بينغ إنه سوف يسحق أي عدوان.
وقد استنتج خبراء الغرب واليابان وكوريا الجنوبية من الحسابات الرياضية وبعد مناقشاتهم أن الصاروخ الكوري الشمالي، الذي أُطلق يوم الجمعة 28 يوليو/تموز، كان يستطيع الوصول إلى دينفير وشيكاغو.
فقد كتب ديفيد رايت، عضو اتحاد علماء الولايات المتحدة في مدونته، بأنه لو حلق الصاروخ في المسار المعياري العادي، لكان مداه قد بلغ 10 آلاف كيلومتر.
بيد أن وزارة الدفاع الروسية أعلنت أن مؤشرات تحليق الصاروخ تشير إلى أنه صاروخ بالستي متوسط المدى، وأنه قطع مسافة أكثر بقليل من 700 كلم.
ومع ذلك قررت واشنطن استعراض قوتها، وأرسلت قاذفتي قنابل من نوع B-1B أقلعتا من قاعدة غوام باتجاه شبه الجزيرة الكورية بمرافقة مقاتلات يابانية وكورية جنوبية.
في حديث إلى الصحيفة، أشار معلق وكالة تاس العقيد المتقاعد فيكتور ليتوفكين إلى أن “المسار المعياري – هو عندما يحلق الصاروخ بمنحنى بالستي، من دون الارتفاع إلى الأعلى، بل نحو أبعد مدى”. وأضاف “ليس لدى كوريا الشمالية صواريخ عابرة للقارات، وإن ما بحوزتهم لا يزيد مداها عن 2000 كلم، في حين أن الصواريخ العابرة للقارات يزيد مداها عن 5500 كلم. كما أن محطاتنا للإنذار المبكر الموجودة في إركوتسك يمكنها مراقبة دائرة نصف قطرها يمتد من ألاسكا إلى الهند، وتحدد بدقة مسار تحليق الصاروخ ومكان سقوطه”.
ومن الواضح أن الأمريكيين يتعمدون إثارة ضجة حول إطلاق هذه الصواريخ، لأنهم يريدون إثارة العالم لتبرير أعمالهم ضد كوريا الشمالية. صحيح ومن دون شك أن كوريا الشمالية تنتهك قرارات مجلس الأمن الدولي. ولكن “الأمريكيين يشيطنون كوريا الشمالية، ويستعرضون نيتهم عدم تسوية هذه المسألة. مع أنه يمكن تسويتها. إذ إن كل ما هو مطلوب توقيع اتفاق عدم الاعتداء وعدم تغيير نظام الحكم. وهذا ما لا يريده الأمريكيون. لأن كوريا الشمالية هي ذريعتهم، والهدف هو الاقتراب من السواحل الروسية والصين ونشر عناصر منظومة الدرع الصاروخية في كوريا الجنوبية”، – بحسب ليتوفكين.
وقد وضع إطلاق الصاروخ العلاقات الأمريكية الصينية والروسية على رأس جدول الأعمال الدولي. فقد كتب ترامب في تويتر: “لقد خيبت الصين آمالي”، وأضاف: “لقد سمح لها قادتنا السابقون الأغبياء بالحصول على مليارات الدولارات سنويا من التجارة. ومع ذلك لم يفعلوا أي شيء لمصلحتنا في مسألة كوريا الشمالية. واكتفوا بالكلام فقط. ونحن لن نسمح باستمرار هذا. لأن الصين تستطيع تسوية هذه المشكلة”.
كما صب وزير خارجية الولايات المتحدة ريكس تيلرسون جام غضبه على الصين وروسيا، وسماهما الممولين الرئيسين لتطوير برامج الأسلحة الصاروخية-النووية لكوريا الشمالية. ومع أن تيلرسون تحدث عن التسوية السلمية، فإن الجنرال تيرنس أوشينسي، قائد القوات الجوية الأمريكية في المحيط الهادئ، قال إنه إذا صدرت الأوامر فـ “نحن مستعدون لتوجيه ضربة سريعة قاتلة” إلى كوريا الشمالية.
وقد عدت الصين التهديدات الأمريكية خدعة. فقد صرح مدير مركز الدراسات الكورية في أكاديمية العلوم الاجتماعية في شنغهاي ليو مين بأن “الخيار العسكري الذي يهدد به الأمريكيون لن يحصل. لأن الرهان كبير. وهذا يشبه الابتزاز، أكثر من الإمكانية الحقيقية”.
هذا، وقد تزامن هذا التوتر الجديد حول كوريا مع الذكرى الـ 90 لتأسيس جيش التحرير الشعبي في الصين. وقد أجري بهذه المناسبة عرض عسكري في منطقة منغوليا الداخلية ذات الحكم الذاتي شارك فيه 12 ألف عسكري وفرق الدبابات والقوات الجوية وغيرها من الفصائل العسكرية الصينية، وقد أشار الزعيم الصيني شين جين بينغ في خطابه بهذه المناسبة إلى أن الأمة الصينية بحاجة إلى جيش قوي الآن أكثر من أي وقت مضى.
ترجمة وإعداد: كامل توما
المصدر/روسياالوم