كتب صحيفة التايمز الدولية
كتبت:سـومه إبراهيم
لقي 107 أشخاص مصرعهم وأصيب 238 آخرون الجمعة 11 سبتمبر/ أيلول بحادث سقوط رافعة في الحرم المكي أثناء تواجد كثيف لحجاج بيت الله الحرام في المكان.
وأعلن الدفاع المدني السعودي عبر حسابه على موقع “تويتر” أن عدد فرقه الموجودة في الموقع 15 فرقة، إضافة لفريق البحث والإنقاذ السعودي والهلال الأحمر والشؤون الصحية”.
وأعلن المتحدث الرسمي برئاسة شؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي أحمد بن محمد المنصوري أنه في تمام الساعة الخامسة وعشر دقائق من عصر اليوم الجمعة، ونتيجة للعواصف الشديدة والرياح القوية والأمطار الغزيرة والحالة الجوية السيئة على العاصمة المقدسة سقط جزء من إحدى الرافعات في المسجد الحرام على جزء من المسعى في المسجد الحرام والطواف.
ويأتي هذا الحادث في الوقت الذي يستعد فيه مئات آلاف المسلمين من مختلف أنحاء العالم لأداء فريضة الحج في وقت لاحق من الشهر الحالي.
ووثقت الصور التي تداولها مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت، الضحايا وهم مضرجون في دمائهم وآثار الحطام بسبب سقوط جزء من الرافعة مخترقة أحد السقوف على ما يبدو.
ووجه الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة بتشكيل لجنة تحقيق لمعرفة أسباب الحادث، من جهته أوضح المدير العام للعلاقات العامة والإعلام في إمارة منطقة مكة المكرمة سلطان الدوسري أن أمير منطقة مكة يتابع مع الجهات المختصة الحادث.
وباشرت فرق الهلال الأحمر السعودي أعمال الإنقاذ في حادث سقوط الرافعة المتحركة بأكثر من 68 فرقة إسعاف.
وأوضح المدير العام لإدارة الحج والعمرة خالد الحبشي أن 49 مصابا نقلوا للمستشفيات القريبة من الحرم المكي بالإضافة لمعالجة عدد من الحالات التي كانت إصابتها طفيفة ولا تستدعي النقل، مشيرا إلى الاستعانة بفرق إسعاف من المراكز في مكة المكرمة وجدة والطائف وعرفة للدعم والمساندة بالإضافة إلى الفرق الموجودة في نقاط الفرز على باب علي وباب المروة والشبيكة وباب السلام في الحرم المكي .
وشهدت مكة المكرمة هطول أمطار غزيرة مصحوبة برياح شديدة وعواصف رعدية شملت ضواحيها والمحافظات التابعة لها.
وذكر الدفاع المدني السعودي في وقت سابق أنه وفقا للتقارير الصادرة من الرئاسة العامة للأرصاد، “تتعرض منطقة مكة المكرمة خلال الساعات القادمة إلى حالات جوية ممطرة”. وأهاب الدفاع المدني بكافة المواطنين والمقيمين بأخذ الحيطة والالتزام بتعليمات وإرشادات الدفاع المدني.
وتشهد مناسك الحج، الذي يعد واحدا من أكبر التجمعات البشرية في العالم، بين الحين والآخر حوادث خاصة تلك التي تكون بسبب التدافع حين يسعى الحجاج لإكمال المناسك، وكان أشدها خلال السنوات الماضية وفاة مئات الحجاج في تدافع عام 2006.
وقررت السلطات السعودية بعد 2006 البدء بتوسيع مناطق المناسك الأساسية في الحج وتحسين نظام المواصلات في مكة في محاولة لمنع مثل هذه الكوارث. ولا تزال أعمال التوسيع قائمة ولهذا السبب تنتشر رافعات بناء في محيط الحرم في مكة المكرمة.
يذكر أن المنطقة المحيطة بمكة المكرمة معززة بنقاط التفتيش وغيرها من الإجراءات لمنع الناس من الوصول لمناطق الحج بدون ترخيص، فيما لجأت السلطات السعودية لزيادة تلك الإجراءات الهادفة لتقليل التجمعات التي يمكن أن تؤدي للتدافع والحد من الحرائق والتهديدات، وخاصة في الأعوام الماضية مع تنامي التحديات الأمنية في الشرق الأوسط.
ومن الإجراءات الأخرى التي نفذت العام الماضي تقليص الأعداد المسموح بها من الحجاج لأسباب تتعلق بالسلامة مع تنفيذ أعمال التوسيع للمسجد الحرام.