الملتقي اللاتيني السادس ناقش بوليفيا 199 عامًا من الاستقلال
الخميس 01-08-2024 13:44
ابراهيم شحاتة
نظم برنامج الشؤون اللاتينية بمركز الحوار للدراسات السياسية والإعلامية أمس الثلاثاء ال30 من يوليو ٢٠٢٤ الملتقي اللاتيني السادس بعنوان ” بوليفيا 199 عامًا من الاستقلال” بمشاركة عديد من السفراء والخبراء والباحثين في الشأن اللاتيني.
وقد تناول الملتقي عدد من المحاور الهامة التي سلطت الضوء على تاريخ استقلال بوليفيا بالإضافة إلى التنمية الاقتصادية في بوليفيا، كما تتطرق الملتقي لموقف بوليفيا من القضايا العربية وفي القلب منها موقفها من القضية الفلسطينية.
حيث قدم المستشار حسام علام المحاضر في القانون الدولي ورقة عمل بعنوان “بوليفيا وجهود الاستقلال”، أوضحت حق الدول في تقرير المصير طبقًا للاتفاقيات الدولية وقرارت الأمم المتحدة، وفي ضوء ذلك تتطرق لموقع بوليفيا الجغرافي الذي جعلها تتوسط 5 دول لاتينية وهي البرازيل والأرجنتين وبيرو وشيلي وبارجواي، موضحًا، أن بوليفيا نالت استقلالها بعد كفاح دام 15 عامًا ضد الاستعمار بداء في عام 1910 وانتهي عام 1925، على يد المحرر سيمون بوليفار.
بينما تناولت الدكتورة سماح على مقرر برنامج الدراسات الاقتصادية بالمركز جانب الأوضاع الاقتصادية والتنموية في بوليفيا؛ موضحة أن بوليفيا اتبعت سياسات قوية وبرامج اجتماعية متنوعة لمواجهة الفقر فضلا عن اتباعها خطة اقتصادية لتعزيز النمو الاقتصادي؛ من خلال الاهتمام بمجالي التعليم والصحة، موضحة أن الاقتصاد البوليفي يعتمد بصورة أساسية على قطاع التعدين الذي يشغل 26% من الاقتصاد البوليفي، كما تطرقت خلال الورقة التي قدمتها في الملتقي إلى نقاط القوي والضعف في الاقتصاد البوليفي، مؤكدة أنه رغم كل التحديات التي تواجهه بوليفيا إلا أن الحكومة الحالية استطاعت تحقيق تقدم ملحوظ في التقليل من معدلات الفقر وزيادة الوصول إلى الخدمات الأساسية مثل التعليم والرعاية الصحية.
وعلى صعيد متصل عرضت الأستاذة وردة محمد الباحثة بمركز الحوار ورقة بعنوان “بوليفيا والقضايا العربية” والتي سلطت الضوء على موقف بوليفيا تجاه عديد من القضايا وبالأخص فيها القضية المركزية للدول العربية؛ وهي القضية الفلسطينية، مؤكدة على أن الموقف البوليفي هو موقف مشرف وداعم لحقوق الشعب الفلسطيني في نيل استقلاله وتقرير مصيره، واتضح هذا الموقف من خلال الإجراءات التي اتخذتها بوليفيا ولعل أبرزها اعتراف بوليفيا بفلسطين كدولة مستقلة في ديسمبر 2020، فضلا عن الدعم البوليفي للفلسطينيين بعد طوفان الأقصى وإدانة أعمال الاحتلال الإسرائيلي على كافة الأصعدة وداخل المحافل الدولية والمنتديات الإقليمية، ناهيك عن ادانتها للانتهاكات الإسرائيلية وعمليات الاستيطان التي تقوم به دولة الاحتلال.
وجدير الذكر أن الملتقي قد شهد مداخلات عبر الزوم من مؤرخين وسياسيين بوليفيين، من بينهم المؤرخ الأستاذ ماركو سانتيفانييز، باحث وصحفي بوليفي والذى تحدث عن تاريخ بوليفيا من أجل الاستقلال موضحًا أنه قد تكون بوليفيا من أواخر الدول اللاتينية التي نالت استقلالها؛ مبينًا دور العديد من الحركات التحررية في تحرير بوليفيا، ولعل أبرز تلك الحركات أو الثورات هي ثورة “شوكى كاى”، التي تبعها تدخل عسكري من بعض الدول اللاتينية لدعم التحرر في بوليفيا مثل بيرو والأرجنتين.
كذلك أشار إلى أن تعديل الدستور في عام 2009، ووضع نظام جديد في بوليفيا كما اعطي من خلاله الحقوق لكافة فئات المجتمع كلا على قدر المساواة، وأعطي اهتمام كبير بالقطاع الاقتصادي لاسيما في مجال التعدين والبترول، فضلاً عن التغيير الجذري في القطاع الاجتماعي؛ حيث أُعيد للسكان الأصليين وهم الهنود الحمر وضعهم الاجتماعي من خلال شغل عديد المناصب في المجتمع البوليفي.
وفي هذا السياق أكد السفير عبد الفتاح عز الدين سفير مصر في كوبا سابقًا وعضو الهيئة الاستشارية بمجلة شؤون للاتينية أهمية تعزيز التعاون المصري اللاتيني بصورة عامة وكذلك التعاون المصري ببوليفيا، خاصة وأن بوليفيا لديها مقومات اقتصاديه هامة يمكن من خلالها تعزيز التعاون الثنائي خاصة في القطاعي الزراعة والتعدين موضحًا أن هذين القطاعين هم من أهم القطاعات الإنتاجية في بوليفيا، وأشار إلى وجود نقلة نوعية في بوليفيا منذ تعديل الدستور في عام 2009 على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية خاصة وأن هذا التعديل الدستوري اعترف بحقوق الشعوب الأصلية وفتح الباب أمام هذه القوميات، موضحًا أن إيفون موراليس الرئيس البوليفي آنذاك طالب بإعادة مناقشة الاتفاقيات الأجنبية كافة، فضلاً عن سعيه لدخول بوليفيا تجمع (ألبا) وهو اختصار لكتلة التحالف البوليفاري من أجل شعوب أمريكتنا، بهدف ضمان امدادات الطاقة والغاز إلى بوليفيا بأسعار ثابته وعادلة للشعب البوليفي؛ إذ تقوم فنزويلا الدولة القائد في التجمع بوضع خطة أسعار للطاقة لمدة 10 سنوات بينها وبين دول التجمع بأسعار أقل من الأسعار العالمية بهدف دعم شعوب ألبا، كما عمل على القضاء على الأمية بصورة كاملة في بوليفيا مستفيدًا من البرنامج الذي اتبعته كوبا في الستينيات من القرن الماضي مما يعبر عن قناعة تامة بأهمية التعليم.
وفي ذات السياق أكد السفير عماد الدين محمود سفير مصر في جواتيمالا ومستشار مجلة شؤون للاتينية على أهمية تعزيز العلاقات المصرية البولفارية من خلال دراسة وسائل لتعزيز النقل والتبادل التجاري بين البلدين، وفي هذا السياق قدم التهنئة لدولة بوليفيا بمناسبة الاحتفال بالعيد الوطني.
كما اكد السفير عبدالمنعم عمر سفير مصر في الاكوادور سابقًا، بضرورة تعزيز التعاون الدبلوماسي مع الدول اللاتينية بصورة عامة وأعطى أولوية لهذه الدول بصورة أكبر مبيًا أن عدد الدول اللاتينية 34 دولة في حين أن التمثيل الدبلوماسي لمصر في هذا الدول هو 12 بعثة دبلوماسية وهو عدد غير كافي بصورة كبيرة ويتطلب مجهود كبير، مؤكدًا ضرورة تشكيل بعثات شعبية وثقافية مصرية لاكتشاف الفرص الاستثمارية في دول أمريكا اللاتينية وتعزيز التعاون المشترك بين مصر وهذا المنطقة الهامة.
وفي هذا السياق أوضح الدكتور حمادة شعبان أستاذ اللغة التركية بجامعة الازهر الشريف وباحث بوحدة الرصد والتحليل بمرصد الازهر أن الازهر ومرصد الازهر يقوموا بدور رائد في تعزيز التواصل مع دول أمريكا اللاتينية وإيصال الحقائق لهم عن الأوضاع في مصر ومخاطر الإرهاب.
وجدير الذكر أن الباحث محمد ربيع الديهي مدير تحرير مجلة شؤون للاتينية ومساعد مدير المركز للدراسات والبحوث قد أدار الملتقي اللاتيني مؤكدًا على أهمية الدور الذي يلعبه الملتقي في تعزيز المعرفة بالشأن اللاتينية والعلاقات المصرية اللاتينية والتعرف على قضايا الدول اللاتينية بصورة موضوعية، مبينا أن الملتقي اللاتيني هو مبادرة من برنامج شؤون للاتينية بمركز الحوار بهدف تعزيز العلاقات المصرية اللاتينية وتسليط الضوء على قضايا الدول اللاتينية ويعقد الملتقى في الثلاثاء الأخير من كل شهر.