الصين تعلن أنها ستدافع عن كوريا الشمالية
الخميس 17-08-2017 01:49
نشر موقع “برافدا.رو” مقالا تناول تطورات أزمة كوريا الشمالية، وأشار إلى خروج الصين رسميا عن حيادها في هذا النزاع، وتلقيها في المقابل تهديدا أمريكيا بإعلان الحرب التجارية عليها.
جاء في المقال:
اليوم لم يعد يوجد أي شك في أن تورُّم الدمل الكوري الشمالي قد وصل إلى مرحلته النهائية، وأنه أوشك أن ينفقئ. لكن هناك انطباعا يبقى سائدا بأن الكلمة الأخيرة ستكون لبكين هنا.
وإذا نظرنا إلى سلسلة الأحداث كاملة في إطار ترتيبها الزمني، فلعله سيكون علينا أن نبدأ من يوم 08 أغسطس/ آب الجاري عندما بدأ يزداد دوران عجلة الإعداد للحرب بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية، آخذة معها العالم كله تقريبا. ففي ذلك اليوم ظهرت معلومات تفيد بأن الصاروخ الكوري الشمالي العابر للقارات، قادر على حمل رأس نووي، وأن بيونغ يانغ الحانقة جدا بسبب عقوبات الأمم المتحدة، وعدت بأن ترد على ذلك “بإجراءات عملية”.
والرئيس الأمريكي دونالد ترامب لم يستطيع تجاهل هذا التهديد المباشر، ووعد كوريا الشمالية “بنار وغضب لم يشاهد العالم قط لهما مثيلا”.
ورد بيونغ يانغ كان جاهزا، ولمحت إلى أنه لم يبق إلا القليل، وأنها على وشك أن تغطي قاعدة “غوام” (قاعدة عسكرية بحرية وجوية ضخمة على أرض جزيرة غوام الأمريكية غرب المحيط الهادئ – المترجم) بصواريخ “هواسونغ-12”. أما ترامب الذي أدرك أن تحذيره السابق لم يكن “قاسيا بما يكفي”، وعد الكوريين الشماليين “بمتاعب لا يستطيعون حتى تخيلها”.
ولاحقا، جاءت معلومات جديدة من الولايات المتحدة تفيد بأن خيارات الحل العسكري أصبحت جاهزة، وأن من الممكن استخدامها في أي لحظة في حال قيام كوريا الشمالية بأي تصرف طائش. وإثر ذلك، كتب الرئيس ترامب في تغريدة على تويتر يوم الجمعة الماضي: “آمل بأن كيم جونغ أون سوف يجد طريقا آخر”. وبعد ذلك بساعتين كتب الرئيس ترامب تغريدة أخرى، أرفقها بصور للقاذفات الاستراتيجية “بي–بي 1” في قاعدة “غوام” العسكرية. ومن الجدير ذكره كذلك أن رئيس البنتاغون أكد بدوره استعداد واشنطن للعمل الأكثر حسما مع كوريا الشمالية.
وكيفما يبدو عليه الحال، فلقد بدأ العالم يستعد تدريجيا للحرب، وأعلنت أستراليا عن وقوفها بالكامل إلى جانب الولايات المتحدة، وفي حلف الناتو أصبح القرار جاهزا لمصلحة الولايات المتحدة، ذلك خلافا لألمانيا التي دعت إلى ضبط النفس وحذرت من نشوب حرب نووية. وحين وضعت اليابان صواريخ “باتريوت” على أهبة الاستعداد القتالي، جاء على الفور تهديد بيونغ يانغ بأنها ستطلق 4 صواريخ متوسطة المدى من طراز “هواسونغ -12” إلى قاعدة “غوام” الأمريكية عبر أجواء اليابان ذاتها.
وفي هذا الصخب العام لم يكن مسموعا صوت لاعب عالمي رئيس وهو الصين، التي قالت بعد فترة صمت كلمتها، التي تحولت إلى مقالة افتتاحية في صحيفة “غلوبال تايمز”. وصرحت بكين بأن “من الضروري أن يفهم جميع الأطراف أنه عندما تهدد تصرفاتهم المصالح الصينية، فإن رد فعل الصين سوف يكون قاسيا”.
وفي هذه الحالة، أوضحت القيادة الصينية أنه في حال تهديد كوريا الشمالية الولايات المتحدة بصواريخها، فان الصين ستقف على الحياد التام. ولكن، ما إن توجه واشنطن وسيئول صواريخهما إلى كوريا الديمقراطية، رغبةً في إسقاط النظام الكوري الشمالي القائم، فإن الصين سوف تفعل كل شيء لمنع ذلك.
وبعبارة أخرى، لا داعي إلى قراءة ما بين السطور. فبكين ستدافع عن بيونغ يانغ بكل الوسائل بما فيها العسكرية منها. ولا حاجة إلى التذكير بأن الصين تصرفت كذلك في الأعوام ما بين 1950-1953 ضد الولايات المتحدة دفاعا عن كوريا الشمالية.
لقد حاولت بكين في الوقت الحالي أن تعيد واشنطن إلى رشدها، وأن تذكرها بأن عدم التروي في التلاعب بالسلاح النووي له أخطار غير محسوبة النتائج. غير أن رد واشنطن لم يتأخر كثيرا: إن الولايات ستبدأ في إجراء تحقيق حول انتهاك حقوق الملكية الفكرية في الصين،
وحصولها على تكنولوجيات بطريقة غير مشروعة، وإن ترامب سيعلن عن ذلك رسميا في وقت قريب. ووفقا لصحيفة “بوليتيكو”، فإن نتائج هذه التحقيقات سوف تؤدي إلى زيادة حجم الرسوم على السلع الصينية المصدرة إلى أمريكا وبعض الدول الأوروبية.
هذا، وفي المكالمة الهاتفية، التي أجريت أمس ليلا بين رئيسي البلدين، دعا الزعيم الصيني الولايات المتحدة إلى تجنب اللهجة القاسية في التعامل مع كوريا الشمالية، وأعلن عن إمكانية الرد من جانب الصين في حال قيام الولايات المتحدة بأعمال عسكرية ضد جارتها كوريا الشمالية.
ترجمة وإعداد: ناصر قويد