كتب صحيفة التايمز الدولية
كتب/ صلاح الدي بلتاجي
لم تكن “هدى” مثل كل النساء، بل كانت طيبة مسالمة، وجهها البشوش يريح الجميع، تقطن فى منزلها بقرية فيالة بالمحلة الكبرى منذ سنوات، لم يسمع أحد لها صوت، تعيش بهدوء ربما لا يعرف كثيرون اسمها، فهى سيدة “فى حالها” كما يصفها جيرانها، عاشت سنوات عمرها الخمسة وأربعين فى هدوء ورحلت فى هدوء دون أن يشعر بها أحد، حتى اكتشفوا جريمة قتلها.عثور أهالى القرية على جثة “هدى” مقتولة داخل منزلها، مع وجود آثار وشواهد عنف عديدة بالمنزل، أصاب الجيران بحالة من الخوف والقلق، جعلهم يهرعون سريعاً لمركز شرطة المحلة للإبلاغ عن الواقعة، حيث سارع ضباط الشرطة بالانتقال لمكان البلاغ، ليجدوا سيدة فى العقد الخامس من عمرها مقتولة وبها عدة إصابات وجروح، فيما يشهد منزلها حالة من البعثرة والعنف، الأمر الذى يرجح أن تكون السرقة كلمة السر وراء ارتكاب هذه الجريمة.”لا يوجد لـ”هدى” أعداء أو خلافات مع أحد”.. هكذا قال الجيران لضباط المباحث، الذين ازدادت الدنيا أمامهم تعقيداً، فالضحية لا تجمعها أية خصومات مع أحد، عاشت عمرها كله مسالمة لا يسمع أحد لها صوتاً، ولا يوجد غريب بالمنطقة تحوم حوله الشكوك، ومسرح الجريمة بخيل لا ينطق بكثير من التفاصيل لمساعدة فريق البحث الجنائى فى مهمته للوصول إلى الجانى والقبض عليه. وفى سباق مع الزمان لتحديد القاتل، نجحت المصادر السرية والتحريات لأجهزة الأمن بمديرية أمن الغربية فى التوصل لمعلومات كانت بمثابة أول الخيط للوصول للجانى، حيث أكد أحد الجيران مشاهدته لسيدة تحوم بالقرب من المنزل قبل الحادث،
وأنها حضرت لذات المنطقة قبل الحادث بأيام وسألت عن الضحية، ونجح رجال المباحث فى تكوين صورة عن الجانية من خلال الاستماع لأقوال شهود العيان عن مواصفاتها وملامحها، لتصب النتائج النهائية فى مكان واحد، وتشير لاسم واحد، لسيدة مسجلة جرائم سرقات.وتحركت قوة أمنية من مديرية أمن الغربية استهدفت مكان وجود المتهمة وألقت القبض عليها، لتنهار أمام رجال المباحث معترفة بجريمتها،
حيث قالت المتهمة إنها تمر بضائقة مالية ألمت بها منذ عدة أشهر، وخططت لسرقة أحد المنازل، واستغلت وجود الضحية بمفردها وتسللت لمنزلها لسرقة مجوهراتها، لكن الضحية شعرت بها وحاولت الاستنجاد بالجيران فقررت التخلص منها ولم ترحم تسولاتها ولم تشفع لها دموعها لتهرب بالمسروقات.كواليس الواقعة بدأت بتلقى مأمور مركز شرطة المحلة بلاغاً من الأهالى بالعثور على جثة “هدى ع.ا” 45 سنة ربة منزل مقيمة بقرية فيالة وبها إصابات وجروح، فوجه اللواء جمال عبد البارى مساعد وزير الداخلية للأمن العام بتشكيل فريق بحث قاده اللواء أيمن لقيه مدير مباحث الغربية، وبجمع المعلومات وتكثيف التحريات توصلت جهود فريق البحث إلى تحديد مرتكبة الواقعة “إلهام ع.م” 32 سنة، ربة منزل، مقيمة بالمحلة، وتبين أنه سبق اتهامها فى قضيتين “سرقة ومشغولات ذهبية”، وعقب تقنين الإجراءات تم ضبط المتهمة، وبمواجهتها بما أسفرت عنه التحريات اعترفت بارتكاب الواقعة، فوجه اللواء طارق حسونة مساعد وزير الداخلية مدير أمن الغربية باتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيال تلك الواقعة.