ads
رئيس التحرير
ads

مفتي الجمهورية:تلقّيت دعوةً كريمةً لأُجالس التاريخ في مدينة خوارزم، فاستقبلتني هذه المدينة العريقة بأصواتها وعبق تاريخها المهيب

الخميس 17-10-2024 17:16

كتب

ابراهيم شحاتة 
مفتي الجمهورية:تلقّيت دعوةً كريمةً لأُجالس التاريخ في مدينة خوارزم، فاستقبلتني هذه المدينة العريقة بأصواتها وعبق تاريخها المهيب،تلك البقعة المهمة من الجغرافيا التي تستنشق عبير العلم، والتي تعد عاصمة للفكر الإنساني، ومسقط رأس العلوم التي تمازجت فيها الفلسفة بالرياضيات، والعقل بالوجدان،
تجولت في شوارع خوارزم التي تنبض بالحياة، حيث تروي الأزقة حكايات العلماء والفلاسفة الذين غيّروا مسار التاريخ، استمتعت بالتأمل في المعالم الرائعة التي تُظهر براعة العمارة الإسلامية، من المساجد القديمة إلى المكتبات التي كانت يومًا ما مركز إشعاع فكري، كل مكان زرته كان يحمل في طياته عبق الحروف التي خطها الخوارزمي وأقرانه، وكأنني أسمعهم يتحدثون بلغة العلم والمعرفة.
في لحظةٍ شعرت فيها كأنني أسير على أعتاب زمنٍ قديم، وأرض خالدة احتضنت أحد أعلام الفكر الإنساني، العالم الجليل محمد بن موسى الخوارزمي، عالم الرياضيات والفلك والجغرافيا الشهير، والذي يعد من أوائل علماء الرياضيات المسلمين، والذي ألّف بأعماله معالم عصره، وبنى جسورًا علمية بين العقول، لتكون الرياضيات لغته، والفلسفة أداته، التي كشف بها أسرار الكون.
لم يكن الخوارزمي مجرد عالم رياضيات فحسب، بل رائدًا استثنائيًا جمع بين المنهج العقلي والتحليل الرياضي، فأسهم في بناء الأسس التي عليها قامت الحضارات، وما زال صدى إنجازاته يتردد في كل معادلة تُكتب، وفي كل ابتكار علمي يُنجز، فبفضل جهوده انتقلت البشرية من متاهات الغموض إلى أفق الوضوح واليقين، ليبقى اسمه محفورًا في ذاكرة الإنسانية، وعلمه منارةً هاديةً لكل من يسعى للمعرفة.
تلك هي خوارزم، التي ما زالت تحتضن عبق إرثه، وتجعل من كل زاويةٍ فيها شاهدةً على عبقريته التي لا تنطفئ، فأمام عظمة هذا العالم الكبير، تقف الكلمات عاجزة عن الوصف، والوجدان محاطٌ بالاحترام والتقدير.
ads

اضف تعليق