كتب صحيفة التايمز الدولية
كتب :عمر حشيش
أنا و صديقى و الأرض الغرام بالذات كبر لا يستطيع أى منا التخلص منه إلا بالمعرفه وإذا أردت أن تعرف عليك أن تقرأ وإذا قرأت كثيراً وجدت عالم من الفلاسفة يمطروك بوابل من الحكمة التى تعنى الكثير والكثير لأُناس جعلت من الغروب ساعة ومن الشروق ساعة ومن حب الذات شماعة منذ أيام التقيت بصديق يعمل فى الحقل الدبلوماسى لأحدى الدول العربية فى فرنسا حين قص لى موقفاً جعلنى أؤكد أن التاريخ هو الوجهه الأساسية لمعظم نواحى الحياه وجعلنى أجزم بأن ذاكرة الأمه قد أُضعفت بفعل فاعل ومع سبق الأصرار والترصد وبدأ صديقى الكلام بالحديث عن جار له فلسطينى من عرب 48 يعد بالنسبة له الاب والعم والخال يقول صديقى ظللت اتحاور معه حتى ساعات الصباح وأثناء حديثى هذا أشعلت سيجاره من ولاعتى الخاصة ووضعتها فوق الطاوله وبعد فترة اردت إشعال سيجارة أخرى ونظرت إلى الطاوله فلم أجد ولاعتى وأحسست أن صديقى وضعها فى جيبه فطلبت أعواداً من الثقاب وأشعلت سيجارتى وأخذت أستمتع بالحوار عن الوطن العربى وما آلت إليه الأمور فى أغلبه وهموم فلسطين من مؤتمرات و أسلوب عواجيز السلام كان الحديث منصفاً فى أغلب الأوقات لأبو عمار رحمه الله عليه وبعد ساعات من الحوار قلت له اعطينى ولاعتى فرد مؤكدا لن أعطيها لك وتكرر نفس الشمهد مرات ومرات حتى فقدت أعصابى التى كادت أن تترجم إلى أشياء أُخرى وحين رأى ثورتى هذه قال كيف لك أن تصر على إسترداد ولاعتك برغم من كونها لا تتعدى ولاعه سجائر وبرغم أيضاً من العشرة التى نمت بيننا والصداقة الكبيرة التى أحاطتنا أرأيت تقاسيم وجهك اثناء غضبك إنى رأيت ثورة البركان تخرج من عينيك فكيف لكم إجبارنا على توقيع بعض قصاصات الورق التى تجعلنا نتنازل عن أرضنا كيف ؟؟
وانتهت حكاية صديقى وشعرت وقتها أن السلام القائم على الظلم قد مات وأن أصحاب السلام العادل أيضاً قد ماتو ولا يوجد غير الذي ينشد الحان الظلم فى كل المحافل فقضية هذا الرجل هى قضية حق هذا الحق لن نستطيع تجزئته على مراحل فأى سلام هذا الذى ينشدون ؟
وأى وعود تلك التى ولدت وتموت داخل القبور ؟
لتكون وعوداً مهلكة واهية فمصدرها هو البيت الأبيض و الصهيونيه العالميه وما أدراك ما البيت الأبيض فالإنتصار بالنسبة لهم يعنى وسائل كثيرة فإن خسروا الحروب عليهم إثارة الفتن وشق الصفوف وصناعة الأزمات وضرب الأقتصاد وتجيش العالم هذه هى الاساليب التى يتبعونها فالمواجهه بالنسبة لهم خاسرة ولكن الدخول من خلف الباب الامريكى هو المكسب بالنسبة لهم تحت رعاية القوة العظمى التى يحسب لها العالم ألف حساب فلن تقوم لنا قائمة ونحن على أبواب عالم جديد يستهدف السلام والإسلام من كل جانب ونسوا أن الإسلام دين وعى وأستناره وموقف وليس تآمرا فى الخفاء .
لذلك نتمنى أن نخرج من حالة الإسترخاء العام الذى نعيش فيه ويعيش فينا ويسيطر على معظم عقول الشباب بدون مبرر لن ننهض بكثير من الحماقات ومجموعة من السلبيات التى تحيط بنا من كل جانب إنها حالة من الصحوه و الهياج الفكرى لابد أن نتمسك بها ونستغلها فى صالح قضايانا العادلة حتى تعود الأرض ونحافظ على العرض وتعود إلى صديقى ولاعته , وإلى الأمه مشاعلها.