مستشارة شيخ الأزهر تلقي محاضرة افتراضية للمبعوثين بالخارج حول «الأزهر ودوره في رعاية وخدمة الطلاب الوافدين»
الجمعة 01-11-2024 12:56
لقت الأستاذة الدكتورة نهلة الصعيدي، مستشارة شيخ الأزهر لشؤون الوافدين ورئيسة مركز تطوير تعليم الطلاب الوافدين والأجانب بالأزهر، اليوم الثلاثاء، محاضرة افتراضية عبر الإنترنت للمبعوثين الأزهريين في الخارج تحت عنوان: «الأزهر ودوره في رعاية وخدمة الطلاب الوافدين»، والتي نظمتها إدارة رعاية وتأهيل المبعوثين بالإدارة العامة لشئون المبعوثين والإيفاد بمجمع البحوث الإسلامية، بهدف تعزيز التواصل بين الأزهر والمبعوثين الأزهريين في الخارج، وإبراز دور الأزهر في دعم ورعاية الطلاب الوافدين على المستويات العلمية والنفسية والاجتماعية.
في بداية المحاضرة، أكدت الدكتورة نهلة أن الأزهر الشريف يُولي اهتمامًا خاصًا بالمبعوثين، نظرًا لدورهم المحوري في التعريف برسالة الأزهر وتعزيز قيمه الإسلامية السمحة، مشيرةً إلى أن المبعوثين يمثلون حلقة وصل بين الأزهر وطلاب العلم في مختلف دول العالم، مما يسهم في نشر الفكر الأزهري الوسطي وتوضيح معاني الإسلام الحقيقية، فضلاً عن دورهم في تعزيز التواصل الثقافي والعلمي بين الأزهر والدول التي ينتمون إليها.
كما تناولت المحاضرة جهود الأزهر الشريف في رعاية الطلاب الوافدين وتقديم الدعم الأكاديمي والنفسي لهم، وكيفية التغلب على التحديات التي قد يواجهونها أثناء تجربتهم الدراسية في الأزهر، مستعرضةً البرامج والمبادرات التعليمية التي يقدمها الأزهر للطلاب الوافدين من مختلف دول العالم، بالإضافة إلى تسليط الضوء على أهمية التعرف على ثقافات البلدان المختلفة، وكيف يسهم الأزهر في تعزيز قيم التعايش السلمي والتفاهم بين الثقافات، كما تم عرض تجارب بعض الطلاب الوافدين الذين استفادوا من هذه البرامج، مما يعكس الأثر الإيجابي الذي تركه الأزهر في حياتهم الأكاديمية والشخصية.
وأشارت الدكتورة نهلة الصعيدي إلى أن الأزهر يسعى لتوفير بيئة تعليمية داعمة ومتنوعة تساعد الطلاب الوافدين على الاندماج والتفوق، من خلال مجموعة من البرامج التدريبية والأنشطة الثقافية التي تساعدهم على التكيف مع البيئة التعليمية والاجتماعية في مصر، موضحةً أن هذه البرامج تشمل ورش عمل لتطوير المهارات الأكاديمية والاجتماعية، فضلاً عن دورات لتعلم اللغة العربية ولقاءات مع أعضاء هيئة التدريس لتعزيز التواصل والتفاعل فيما بينهم، إلى جانب توفير موارد تعليمية متعددة مثل المكتبات ومراكز البحث، لتعزيز قدرات الطلاب وتوفير بيئة مثالية للتعلم والابتكار.
واستعرضت مستشارة شيخ الأزهر الجهود الكبيرة التي يبذلها الأزهر للحفاظ على اللغة العربية، والمبادرات التي أطلقها مركز تطوير تعليم الطلاب الوافدين والأجانب، مثل مبادرة «قوِّم لسانًا.. تبن إنسانًا» وسلسلة «التحفة الأزهرية لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها» بالإضافة إلى افتتاح العديد من المراكز العالمية لتعليم اللغة العربية، فضلاً عن التحديات التي تواجه الطلاب الوافدين غير الناطقين بالعربية وسبل معالجتها.
كما أكدت على اهتمام الدولة المصرية بمنظومة تعليم الطلاب الوافدين بالأزهر، موضحةً أن هناك تنسيقًا دائمًا بين وزارة الخارجية المصرية وسفاراتها المنتشرة في دول العالم لدعم جهود الأزهر في هذا المجال، بما يعكس الحرص على تعزيز مكانة مصر كمركز تعليمي رائد للطلاب من مختلف دول العالم. لافتةً إلى أن هذا الدعم يأتي في إطار رؤية مصر لتعزيز العلاقات الثقافية والتعليمية مع الدول الشقيقة والصديقة، مما يسهم في تقوية الروابط العلمية والثقافية.
وفي ختام المحاضرة، أكدت الدكتورة نهلة الصعيدي على ضرورة التركيز على نشر المنهج الأزهري الوسطي في المعاهد الأزهرية بالخارج من خلال المبعوثين، معتبرةً ذلك واجبًا دينيًا يهدف إلى تحصين الطلاب الوافدين ضد الانزلاق في شباك الجماعات المتطرفة، داعيةً المبعوثين إلى مضاعفة جهودهم في تعزيز قيم التسامح والوسطية، والتصدي للمفاهيم المغلوطة التي قد تسهم في انتشار الأفكار المتطرفة، مشددةً على أهمية بناء وعي ثقافي وديني راسخ لدى الطلاب، بما يساهم في تشكيل رؤية متوازنة قادرة على مواجهة التحديات الفكرية المعاصرة.
كما شددت على أهمية التواصل المستمر بين الأزهر والمبعوثين بالخارج من جهة، والطلاب الوافدين من جهة أخرى، لتعزيز الروابط الثقافية والعلمية. وأشارت إلى التزام الأزهر بتقديم الدعم الأكاديمي والنفسي لطلابه في مختلف المجالات، لضمان تجربة تعليمية واجتماعية شاملة، موضحةً أن هذه الجهود تهدف إلى إعداد الطلاب ليصبحوا سفراء للسلام والتعايش عند عودتهم إلى أوطانهم، مما يسهم في نشر قيم التسامح والتفاهم بين الثقافات المختلفة.