كتب صحيفة التايمز الدولية
كتب:سيدالسمان
تبادلت الرياض وطهران الاتهامات على خلفية فقدان السفير الإيراني السابق لدى لبنان أثناء تأديته مناسك الحج، وذلك بعد حادثة التدافع في منى التي راح ضحيتها 769 حاجا بينهم 226 إيرانيا.
فالمصادر الإعلامية السعودية تقول إن غضنفر ركن آبادي السفير الإيراني السابق لدى لبنان، دخل السعودية باسم مستعار وبطريقة غير رسمية، ما عطل إجراءات تحديد مصيره، لترد المتحدثة باسم الخارجية الإيرانية مرضية أفخم وتوضح المسألة بقولها إن ركن أبادي توجه إلى الحج بجواز سفره الرسمي، وجميع المعلومات المتعلقة بجوازات سفر جميع الحجاج ومن ضمنهم ركن أبادي موجودة لدى الهيئات الرسمية السعودية، وليس هناك أي شبهات بشأن المعلومات والتفاصيل المتعلقة به وبكيفية دخوله إلى السعودية.
وكانت بعض وسائل الإعلام ومنها صحيفة “الديار” اللبنانية نقلت معلومات عن وفاة السفير الإيراني السابق في لبنان غضنفر ركن آبادي في حادثة التدافع في “منى” بعد ساعات من وقوعها.
وكان شقيق ركن آبادي قد صرح في وقت سابق أن شقيقه في عداد المفقودين في حادث تدافع “منى”، مشيرا إلى أنهم فقدوا الاتصال معه منذ الخميس 24 سبتمبر/أيلول.
وکان رکن آبادي سفیرا لإیران في لبنان مننذ عام 2010 حتی أبریل/نيسان 2014.
وفقدان آبادي في الحج كان من بين نقاط الخلاف الجديدة التي ظهرت مؤخرا بين الرياض وطهران، إلى جانب ارتفاع أعداد قتلى الحجاج الإيرانيين في حادثة تدافع منى إلى 226 حاجا.
وتشير البيانات الإيرانية الرسمية الأخيرة إلى أن 248 إيرانيا لا يزالون مفقودين بعد الحادث، في الوقت الذي لا يزال فيه 27 إيرانيا آخرين في المستشفيات، وسينقل قسم كبير من جثث الضحايا الإيرانيين الثلاثاء 29 سبتمبر/أيلول إلى طهران، ما دفع الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى قطع زيارته لنيويورك والعودة إلى طهران للمشاركة في تشييعهم.
وارتفعت حدة الخطاب الإيراني الرسمي بعد حادثة التدافع في “منى” التي تعد الأسوأ منذ 25 سنة في موسم الحج، متهما السعودية بالتقصير، وذلك على لسان الرئيس الإيراني حسن روحاني الذي قال إن “الحجاج كانوا ضحايا تقصير من قبل الذين كلفوا بتنظيم الحج”، بينما رفضت السعودية انتقادات إيران، معتبرة أن الوقت غير مناسب لتوظيف حادث مشعر “منى” سياسيا.
وقال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير: “اعتقد أنه من الأفضل للإيرانيين أن يفعلوا، لا أن يستغلوا سياسيا مأساة طالت أناسا كان يقومون بالشعائر الدينية المقدسة”.
وأضاف الجبير “نحن لا نخفي شيئا. إذا كانت هناك أخطاء قد ارتكبت فإن الذين ارتكبوها سوف يحاسبون”.
وطالب روحاني بفتح تحقيق دقيق حول أسباب هذه الكارثة، بمشاركة ممثليها في عملية التحقيق لأن إيران صاحبة أعلى عدد وفيات حجاج بين ضحايا الحادث، كما شددت طهران على تقديم ضمانات سعودية لعدم تكرار مثل هذه الحوادث مستقبلا، كما احتج مئات الإيرانيين أمام السفارة السعودية في طهران على مقتل الحجاج الإيرانيين.
وتتوقع أوساط إقليمية احتدام الأزمة بين السعودية وإيران بعد الاتهامات المتبادلة بشأن كارثة التدافع في منى، لتزيد من حدة الخلافات التي تعصف بالعلاقة بين البلدين على خلفية الأزمات القائمة في العراق وسوريا واليمن، وهو ما سيعقد مهمة تحقيق الاستقرار في منطقة في الشرق الأوسط.
المصدر: وكالات