الصحافة الورقية في العناية المركزة وكيل كلية الإعلام السابق بجامعة الأزهر يوضح للتايمز الدولية التحديات التي تواجهها الصحافة الورقية
الإثنين 20-01-2020 21:00
التايمزالدولية
أوضح الدكتور محمود الصاوى وكيل كلية الإعلام السابق بجامعة الأزهر للتابمز الدولية ، أن هناك العديد من أساتذة الإعلام والصحافيين والسياسيين وعلماء الاجتماع وغيرهم يتحدثون عن التحديات الكبيرة التي تواجهها الصحافة الورقية من جراء ضغط الصحافة الإلكترونية من جهة والإعلام الرقمي من جهة أخرى وأيضا النيو ميديا أو ما يعرف بالإعلام الجديد،مشيرا إلي أن هناك خبراء يشبهون حالة الصحافة الورقية حاليا بالمريض في غرفة العناية المركزة و يوشك أن يسلم أوراقه لكن أحبابه وأقاربه يحلمون له بالشفاء والعافية واستعادة صحته مرة أخرى، ولذلك ربما تتحكم الروابط العاطفية بين كبار السن “أجيال مافوق الخمسين” وبين الصحافة الورقية فتراهم وأنا منهم يدافعون عن الصحافة الورقية كارتباط عاطفي كما قلت فيدافعون عنها بالحق والباطل، فيقولون مثلا أنه لن تختفي الصحافة الورقية من الوجود لأن كل وسيلة حديثة لم تقض علي الوسائل التي سبقتها فالراديو لم يقض علي التلفزيون والفضائيات لم تقض علي القنوات الارضيّة وهكذا. وأضاف أنه يتغافل الجميع عن أن الإعلام المرقم قد خلق عوالم جديدة وفرصا جبارة غير مسبوقة ودمج الصحافة الورقية مع الراديو مع التلفزيون، في منصة واحدة يستطيع المواطن أن يصل إليها ويستفيد من خدماتها من اأي مكان في منزله في عمله في المقهي علي الشاطئ .. الخ، مؤكدا أن موت الصحافة الورقية لايعني بحال موت الصحافة الورقية قطعا لأنها في النهاية أخبار وأحداث ووقائع وآراء وهذه كلها حاجات إنسانية لايمكن أن تخفي غاية ماهنالك أن وسائل ممارسة الصحافة ستختلف. وأشار إلي أنه علي كل المؤسسات الصحفية أن تراجع سريعا مواقفها في ظل التدني الرهيب لنسب توزيع الصحف المصرية الورقية خلال العامين الماضيين وتعرضها لخسائر كبيرة مما جعل الكثيرين يرون أن الصحافة الإلكترونية هي البديل الأمثل لرخص تكلفتها مقترنة بالصحافة الورقية، كما أن بعض الصحف العالمية بدأت في الاكتفاء بنسخها الإلكترونية إذا كان عدد متابعي الصحف الورقية في العالم بلغ ٢ مليار و ٧٠٠ مليون فقد بلغ عدد متابعي الصحف الالكترونية ٣ مليار و ٢٠٠ مليون متابع مما يظهر معه الفارق المتصاعد في هذا الاتجاه. وقال إن التحدي الحقيقي الذي تواجهه الصحافة الورقية في عهد الإعلام الرقمي هو التغير الجذري في عادات القرّاء وأذواق الأجيال الجديدة من الشباب تحت الأربعين الذين تخلو عن العادات القديمة المتمثلة في شرب قهوة الصباح مع الصحيفة الورقية، وأصبح الجميع الآن يفتحون أعينهم صباحا علي الإنترنت والمواقع الصحفية والإعلامية الإلكترونية، وهكذا انتقلت الأجيال الجديدة للمنصات الإلكترونية بحثا عن الأحداث والأخبار والتحقيقات الصحفية التي تصب في جوالاتهم لاأقول في دقائق بل في ثوان معدودة. وأضاف أننا لاننسي في غمرة الحماس والاندفاع في التصفيق للصحافة الإلكترونية بعص المشكلات الجسدية التي يعاني منها قراء الصحف الالكترونية هي المتاعب المتمثلة في قرب الجسد الشديد من الجهاز ومشكلات النظر، حيث أثبتت بعض الأبحاث أن من 50 إلي 90 % من مستخدمي الصحافة الإلكترونية يعانون من مشكلات في عيونهم نتيجة الجلوس لفترة طويلة علي الكمبيوتر وأيضا البعد النفسي له انعكاساته علي الموقف، فنحن القرّاء عند احتجاب النسخ الورقية من الصحيفة نتحدث بخيبة أمل عن هذا الاحتجاب ونستصغر اكتفاء الصحيفة بنسخة الكترونية بل الأكثر من ذلك في مجتمعاتنا لازالت فكرة ضم صحافيين للنقابة من العاملين بالصحف الالكترونية في مهدها ولَم تلق التشجيع الكافي. وأكد أن ثمة أبحاث ودراسات واستطلاعات رأي عديدة تجري في العديد من دول العالم علي الجمهور و كثير منها لايحسم الجدل ولا يؤيد دعوي موت الصحافة الورقية، ولازالتً صحف لوس إنجلوس واشنطن بوست إس أي تؤدي وأخيرا نيويورك تايمز بل واليوم السابع المصرية كلها استجابت لرغبة قراءها ومعلنيها بالجمع بين النسخ الورقية والإلكترونية. وقد أجريت دراسة فرنسية علي ١٠٧٠٠ مستخدم من ١٠ دول أوربية وإفريقية أظهرت أن الصحف الورقية لازالت تتمتع بنسبة مصداقية أكبر من الصحف الرقمية، الذي بات رصيد مصداقيتها يتراجع عاما بعد عام نتيجة تزايد الأخبار المفبركةً والمضللة ومخاوف المستخدمين من احتمال تعرض بياناتهم الشخصية للقرصنة، وخلصت الدراسة إلي أن : ٣٤ ٪ من الجمهور يميلون لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي في استقاء الاخبار. ٥٦٪ يميلون لاستقاء أخبارهم من الصحف الورقية. ١٠٪ علي الحياد. ٧٤٪ يرون في منصات التواصل الاجتماعي بيئة خصبة لانتشار الشائعات والأكاذيب. وتابع أن التعلق العاطفي بالصحافة الورقيةُ لايعتمد علي ركائز قوية سواء تمثل ذلك في شريحة نادرة من القرّاء لازالت تحتفظ بعاداتها القديمة في القراءة من الورق والاستمتاع برائحة الأحبار والطباعة أو حجم إعلانات ضعيف يتدحرج نحو السقوط المستمر ولا يبقيه إلا حجب المعلومات الحقيقية المتعلقة بنسب التوزيع التي لو ظهرت علي حقيقتها لتوقف سيل الإعلانات أو ماتبقي منه عن خزائن الصحف الورقية وحجب عنها أهم مصدر لوجودها أو قبلة الحياة كما يقولون.