ظاهرة غريبة وفجة وعجيبة ومتكررة في دنيا البحث العلمي نكاد نلمسها بأيدينا وتزكم انوفنا وتصدم ابصارنا و ما ان ينتهي الطالب من مرحلة التمهيدي للماجستير حتى تجد الواحد منهم يترصد للاساتذة في كل مكان يتواجدون فيه جسديا او إلكترونيا – وليتهم كانوا يفعلون ذلك أثناء الدراسة المنهجية – ثم يطلبون منهم ترشيح موضوعات للتسجيل ، وليتهم يقتصرون على اساتذتهم لهان الأمر لان اساتذتهم سيرشدونهم بالصرورة الي ماينتفعون به، لكنهم يلجأوون لاصدقائهم نابهين او غير نابهين وكل من قدم له فكرة مهما كانت ساذجة او سطحية اوبعيدة عن تخصصه او قدراته وامكاناته الا ويسارع الي كتابة اي معلومات تصادفه عنها في بضع ورقات قلت او كثرت ثم يقدمها للقسم العلمي واذا رفضها القسم لعدم جداوها او لهشاشك موضوعها او لضعف صلتها بتخصصه يقيم الدنيا على القسم ويتهم اساتذته بالتعنت وعدم التيسير
ولهولاء ونظرائهم. اقدم هذه الهمسة الابوية الحانية
اولا : . الله عز وجل قسم الأعمال والملكات والمواهب كما قسم الأرزاق ابنائي الاعزاء فليس بالضرورة ان كل من انهي الدرجة الجامعية الأولى بتقدير يجب عليه أن يمضي في هذا الطريق حتى وان كان لايقوي عليه ولا بجد نفسه فيه
ثانيا : مع نفاسة البحث العلمي وضرورته البالغة الأهمية لنهضة المجتمعات وتقدمها الا انه ليس الطريق الأوحد لتحقيق المجد والشهرة وتحصيل الرزق المادي الوفير.كما يتوهم البعض بل هناك اسباب ووسائل أخرى كثيرة لتحقيق هذا
ثالثا : من قدر الله له المضي في طريق البحث العلمي من أبناءنا الطلاب. حفظهم الله ووفقهم وانتهى من تمهيدي الماجستير. وبدأ خطوات البحث عن موضوع لبحثه فيلزمه الانتفاع بالارشادات الآتية.
١ قوة الصلة باساتذته في التخصص ليش في كليته فحسب بل في التخصص بشكل عام. معرفة اهم الشخصيات والعلماء في هذا المجال. ومولفاتهم واسهاماتهم وكيف يصل إليهم
٢ الإحاطة القوية بمجال تخصصه رؤية القسم ورسالته وفلسفته وأهدافه الاستراتيجبة وكلما كانت هذه القضايا واضحة جدا في عقله وتصوره كلما كان اقدر على اختبار موضوع يتناسب مع هذه الرؤية
٣ الاطلاع على عناوين وموصوعات الرسائل التي نوقشت خلال العامين الاخيرين على الاقل في القسم وتأملها جيدا وتصورها تصورا كاملا وصحيحا. لرؤية الخيط الناظم لها لكي يكون خرزته الجديدة التي سينظمها في هذا العقد
٤ حرصه الشديد على حضور كافة المحاضرات في مرحلة الدراسة المنهجية او التمهيدي والتصاقه باساتذته وتدوينه الفوائد التي حصلها منهم سينتج له بالضرورة بعض المسائل الجديرة بالبحث والنظر والدراسة
٥ انوه هنا لزملائي من أساتذة الجامعة خاصة في الدزاسات الشرعية والعربية بشكل عام إلزام طلابهم بضرورة حضور المناقشات العلمية وتقديم تقارير عنها كانشطة للمقررات الدراسية
٦ قامت الجامعات الان وجامعة الأزهر الشريف ولله الحمد والمنة بعمل خطة بحثية لكل قطاعات الجامعة في التخصصات المختلفة انسانية واجتماعية وشرعية وطبيه و َهندسية تشمل على محاور واتجاهات يجب على الباحثين الالتزام بها واستيعابها وتوليد عناوين من داخلها تدور في فلكها وتسبح في فضائها
٧ توصيات الرسائل العلمية التي تمت مناقشتها تحتوي على افكار بحثية مقترحة للكتابة فيها. وهنا اوصي نفسي وزملائي بضرورة إلزام طلابهم ان يضمنوا بحوثهم توصيات بأهم الموضوعات المقترحة لينتفع بها زملاؤهم وعلى الباحثين عن موضوعات للتسجيل. مراجعة هذه الرسائل للوقوف على هذه التوصيات والَمقترحات.
بقلم الأستاذ الدكتور/محمود الصاوي أستاذ الثقافة الإسلاميةوكيل كلية الدعوة الإسلامية بالقاهرة ووكيل كلية الإعلام الأسبق