نانى تركى تكتب: المنافقون فى الدرك الأسفل
السبت 11-10-2014 18:18
كتب
كنت دائماً وأنا أقرأ القرآن يشغل بالى كثيراً ذكر المنافقين بعدد مرات يفوق ذكر الكفار، ولأن القرآن كلام الله فلا شىء فيه يذكر صدفة، فبت على يقين فى عقلى أن المنافقين أشد خطراً من الكفار، متلونين متحذلقين يسرون الأبصار ويدعون ما ليس فيهم، فيغرونك ويخدعونك فتكون العواقب وخيمة، هذا بخلاف أن الكافر معروف أنه كافر وعداؤه واضح وصريح، لكن المنافق صعب تمييزه فتعاشره وأنت لا تعلم أنه ألد أعدائك!! القرآن كريم والله أكرم وأعظم وأعلم بعباده حذرنا من المنافقين أكثر ما حذرنا من الكافرين. تشابه البشر علينا ولم نعد نعرفهم حتى من سيماهم، لا مدعى البطولة رجلاً، ولا المتحدث بقال الله وقال الرسول مؤمناً، ولا المتحدث فى الدين فقيهاً، ولا كليم السياسة خبيراً، ولا مدعية الشرف طاهرة، ولا مدعية الجرأة عاهرة، ولا الحنين رومانسى، ولا صعب المراس قاسى القلب. ما هذا؟! كانوا يقولونها حكمة سماهم على وجوههم فباتت لا هذه سماهم ولا هذه وجوههم، وأصبحت ستائرهم مكشوفة فى زمن كل شىء مسجل صوت وصورة، مبدأ حسن النية إلى أن يثبت العكس صار مغلوطا، بل سوء النية إلى أن يثبت العكس!!. ما المقياس للحكم على الناس إذا كانت أفعالهم وتصرفاتهم لا علاقة لها بهم، حتى الزمن لم يصبح كفيلاً بمعرفة معادن الناس، ولأن الناس معادن كان بديهياً أن تقابل “أشكال مصدية”. مُصر أن تظهر بمظهر رائع وإصرارك بإظهار ما ليس فيك هو إقرار منك بأنك ناقص ولست برائع على الإطلاق، إظهار الجميل فيك ولو قليل كان أفضل بكثير من الصاق ما ليس فيك، إذا كنت كرهت عيوبك وأخفيتها هل تريدنا نحن أن نتقبلها؟!. أين العفوية يا بشر فلكم ما لكم وعليكم ما عليكم وأربكتمونا نحن فتشابهتم علينا، باتت معرفة الناس مغامرة غير محسوبة العواقب بعد أن كانت معرفتهم كنوز، تحدث الرجل ببطولات الفرسان وانكشف أنه مجرد ذكر، والآخر قرآنا كلماته بقال الله وقال الرسول وفى أول اختبار الملذات لم يتذكر الله ورسوله بل أفتى لنفسه بنفسه وعلى ما سار هواه، وأيضاً بقال الله وقال الرسول، والآخر تحدث فى الدين وشرح ووضح واستمال القلوب بالدعوة حتى ظنناه فقيها،ً وحين سألناه شهادتك إيه يا مولانا؟! قال ده بالإحساس يا بنى والفطرة النقية!! أصابنى فى مقتل ابن الإيه خسارة حبى ليه. وأنت أيها الرائع الحنون الحالم ذو الكلام المعسول بماذا كنت تفكر بعقلك أم بقلبك أم بالاثنين معاً؟! لا بالنص التحتانى حضرتك.. مش مصدومة فيك قوى على فكرة، كم من قاسى القلب صعب المراس أو هكذا ظنناه طلع طيب القلب أكثر من مئة نحنوح. أما أنتى أيتها المصيبة لا أحب أن أطيل الحديث عنك فى هذا الأمر، لأن النساء أعراض وليس للرجال أعراض شئنا أم أبينا فى هذا المجتمع، فهم معصومون من خطأ الشرف لأنهم ذكور، ولكن لا تدعى الشرف كثيراً وأنت أدرى بطهارتك ولو غابت عن الناس كلها، فكم من جريئة القول والملبس تأبى أن ترتكب أفعالك، أيتها المصيبة شرفك فى رأسك وليس فى غطاء رأسك.