الرئيسية آخرالاخبار أخبار عاجلة أخبار عالمية أخبار عربية أخبارالعالم العربي اخبارعالمية الرأى الصحافة العالمية الصفحة الأدبية صحافة عالمية صحافة محلية مختارات صحيفة التايمز الدولية
خواطر الثلاثاء ليلة معصره للكاتب الصحفي/صلاح عامرمديرتحريرالأهرام التعاوتي
الإثنين 30-11-2020 10:25
التايمزالدولية
ذهبت في ليلة لأحد الزملاء والاحباب في نطاق اقامتى وعندما رجعت إلى المنزل وفي طريقي فوجئت بشيء غريب لم اشهده من قبل فكنا في السنين والاعوام السابقة كانت الافراح والمناسبات يتباهى بها أهل الأب والام والعائلات فيقولون هذا فرح ابن فلان من عائلة علان ووصلت تكلفة الافراح مابين مائة ألف جنيها والمليون بل ملايين ليتحاكي بها الناس والأهل ويتحدث العريس مع عروسته حديثاً معسولا عن إقامة فرح لها لم تشهده المنطقة كلها لتعلم قيمة أفراحهم عن باقي العائلات مما جعلهم يتباهون في هذا المجال والأمر والتكلفة التي تفوق طاقة العقل ويتحمل الفقير وعائلات الفقراء والغلابه مصاريف هذه الليالي وقاعات الافراح رغم انفهم لأنهم زوجوا أولادهم لابن اوبنت علان والذي هو يشغل منصب في مكان ما ليظهر في الصورة ويسدد ديونه علي سنين طويلة لتكون العروسه للعريس ويتحمل الأب والام الطين في النهاية وتكلفة الفرح والسرور ويتباهون فيما بينهم ليصنعون لأنفسهم جنه افراح في الدنيا عشان دى بنت وزير اوعضو مجلس النواب اوالمحافظ أو رئيس مجلس إدارة شركات كذا اومستشار اونقيب وغيره المهم خروج الأموال بصورة غير طبيعية في قاعات الافراح والفرح
ولكن رغم ظروف وظهور مرض الكورونا وزيادة المخاوف منه وارتفاع حالات الإصابة به والموت المفاجئ بعد فترة قليلة من الإصابة بهذا الوباء وبصورة كبيرة وتجدده في فصل الشتاء لبرودة الجو والذي يعد بيئة مساعده لاستمراره وانتشاره مما جعل المسئولين يصرون على اتخاذ الإجراءات الوقائية والعلاجية بالتباعد ولبس الكمامات وغسل اليدين بالماء والصابون والتطهير بالكحل من لمس اليدين والعناق مما دعانى للقول ليل نهار اللهم ارفع عنا الوباء والبلاء بفضلك وكرمك ورحمتك وجودك يا رحمن يا رحيم واحمى مصر وشعبها وجيشها من جميع الامراض الوبائية والكورونا
ورغم ذلك فالمنظر الذي رأيته اليوم دعانى للقول اللهم اجعل جميع افراحنا بهذه الصورة لنحمى أنفسنا واهالينا من الديون طيلة العمر بالخوف الشديد والتباعد في المسافات وخاصة في الأفراح ليكون وسيلة حياة أسرية سعيدة والابتعاد عن المشاركات والتقارب منعا لانتقال العدوى من المصاب إلى غيره ويؤدي إلى الوفاه فرأيت عريسا وعروسه يقضون ليلة العمر والتى تحسب لهم في معصره وتجمع الأهل والأصدقاء المقربين فقط مع كرسيين لهم وهم سعداء بذلك الفرح البسيط مع كوب عصير قصب ووجبه دون تكلفه فوق الطاقة وفي النهاية اخذ العريس عروسته إلى منزلهم في مكان ما دون أن يتحمل تبعات ديون مستقبلية فسعدت بهذا الاسلوب المناسب الذي أصبح وسيلة حياة كريمة واسريه لجميع الأسر المصرية فاللهم ارزقنا الخير من الحياة التي تعد بهذه الصورة الجميلة بدلا من تحمل أعباء وديون عادات ظلت لسنوات فينا بصورة سيئة فعودوا إلي ربكم تنالوا الخير الكثير منه ومن رسولكم الكريم