كتب صحيفة التايمز الدولية
التايمزالدولية
قد تعددت النوادر والمواقف والأحوال التي عاشها جحا بحيث أصبحت شخصيته مجموعة من الأزمات والحلول الحياتية اليومية لأفراد الشعب العاديين .
والحقيقة أن جحا يعتبر امتدادًا للنوادر الكثيرة التي تملأ التراث العربي والتي تعددت فهي إما مواقف لأبطالها وإما لطوائف من فئات من الناس كالعرب أوالقضاةوغيرهم . ومن أشهر الكتب التراثية التي تضمنت تلك النوادر ( المستظرف من كل فن مستطرف) و( ثمرات الأوراق لابن حجة الحموي ) و(عيون الأخبار ) لابن قتيبة )
و( العقد الفريد ) لابن عبد ربه وغيرها الكثير من الكتب التي حوت أوراقُها قفشات أضحكت الباكي والحزين وجعلته يطرح همومه أرضاً ويبتسم للحياة .
ولعل جحا استطاع إخراج المواطن العربي من قفص السلطان ومن غرف محاكم التفتيش ومن همومه اليومية ومشاغله ولم تكن قفشات ونوادر جحا كوميدية خالصة بل كانت تحمل إسقاطاً سياسياً لاذعاً للحكام والسلاطين الطغاة ومن نوادر جحا الجميلة : أنه اصطحب أحمقين وبينما هم يمشون في الطريق يوماً قال أحدهما للآخر تعال نتمنى .
فقال الأول أتمنى أن يكون لي قطيع من الغنم ألف 1000
وقال الآخر أتمنى أن يكون لي قطيع من الذئاب عدده ألف 1000 ليأكل أغنامك فغضب الأول وشتمه ثم تضاربا …
مر جحا وسألهما فحكيا له قصتهما وكان جحا يحمل قدرين من العسل فأنزل القدرين وكبهما على الأرض وقال لهما أراق الله دمي مثل هذا العسل إن لم تكونا أحمقين !! ومن النوادر الجميلة أيضا لجحا :
كان جحا يملك عشرة حمير فركب على واحد فعد الباقي فإذا هي تسعة ثم نزل من فوق الحمار العاشر فإذا هي عشرة فقال أمشي وأكسب حماراً بدلاً من أن أركب وأخسر حماراً !!!!.
ومن نوادر جحا أيضاً .
جاء (حسن) صديق جحا وقال له أريد أن اصنع ختماً وليس عندي مال كثير
فقال جحا : لا بأس وانطلق معه إلى صانع الأختام قال جحا .
كم يكلف الحرف الواحد ؟ فأجاب صانع الأختام عشرة دراهم
فقال صديق جحا : ليس معي سوى عشرين درهم فنظر جحا إليه وفكر قليلاً ثم قال للصانع : أصنع لنا ختماً باسم (حس) قال الصانع بدهشة: ماهذا الاسم ؟ فقال جحا : وما شأنك أنت ؟؟ أصنع ما أريد وضع الصانع لهما الختم وعندما أراد أن ينتهي قال له جحا مسرعاً ضع نقطة على آخر السين فضحك الصانع وعرف أن ما يريده جحا هو اسم (حسن) ولم يأخذ منهما أي درهم .
وأخيراً رأى جحا رجل يغرق في البحر فهب لنجدته فأخذه جحا ورماه إلى البحر فقال الرجل لماذا رميتني فقال جحا (افعل الخير وارميه البحر) .
بقلم الشاعر /محمد ثابت
مؤسس شعبة شعر الفصحى باتحاد كتاب مصر.