باكستان تقر عملية شبه عسكرية بعد مقتل 70 في تفجير عيد القيامة
الثلاثاء 29-03-2016 09:55
من مهرين زهراء مالك ومبشر بخاري
لاهور (باكستان) (رويترز) –
قال مسؤولونأمس الاثنين إن باكستان قررت تنفيذ حملة شبه عسكرية ضد متشددين إسلاميين في إقليم البنجاب أغنى أقاليمها وأكثرها سكانا بعد مقتل 70 شخصا في تفجير ضرب لاهور عاصمة الإقليم أثناء الاحتفال بعيد القيامة.
وأعلنت جماعة في حركة طالبان كانت قد بايعت في الماضي تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليتها عن هجوم يوم الأحد. وقالت الجماعة إنها استهدفت مسيحيين.
وهجوم يوم الأحد هو الأكثر دموية في باكستان منذ ديسمبر كانون الأول 2014 عندما وقعت مذبحة قتل فيها 134 تلميذا في مدرسة يديرها الجيش في مدينة بيشاور مما أدى إلى إطلاق حملة حكومية كبرى ضد المتشددين الإسلاميين.
وكان معظم ضحايا التفجير الذي وقع في متنزه في مدينة لاهور بشرق باكستان مساء الأحد من النساء والأطفال الذين كانوا في نزهة بمناسبة عيد القيامة إذ كان 29 طفلا على الأقل من بين القتلى. وباكستان دولة ذات أغلبية مسلمة لكن تقطنها أقلية مسيحية تقدر بأكثر من مليوني نسمة. ولاهور هي مركز قوة لرئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف.
وأدان البابا فرنسيس الهجوم ووصفه بأنه “شائن” وطالب السلطات الباكستانية بحماية الأقليات الدينية.
وقال مسؤولون حكوميون لرويترز إن القرار اتخذ بشن عملية واسعة النطاق تشارك فيها وحدات شبه عسكرية تملك القوة لشن غارات والتحقيق مع مشتبه بهم بنفس الطريقة التي نفذت بها مهام مماثلة في مدينة كراتشي قبل أكثر من عامين.
وقال مسؤول أمني بارز تحدث مشترطا عدم نشر اسمه “لا يزال العمل جاريا على الأمور التقنية. هناك بعض القضايا القانونية التي تتعلق بإشراك القوات الخاصة لكن الجيش والحكومة يقفان في خندق واحد.”
وأكدت مصادر عسكرية وحكومية أخرى اتخاذ القرار.
هذا وقال أحد المصادر الحكومية “أمر رئيس الوزراء (نواز شريف) بعملية مشتركة لإدارة مكافحة الإرهاب والقوات الخاصة في المناطق الحدودية بإقليم البنجاب ضد الإرهابيين ومن يساعدونهم.”
* “مصيرهم الفشل”
قال عاصم باجوا المتحدث باسم الجيش الباكستاني إن وكالات المخابرات والجيش والقوات شبه العسكرية شنت العديد من المداهمات في أنحاء البنجاب عقب الهجوم.
وأضاف في تغريدة على تويتر “اعتقل عدد ممن يشتبه في أنهم إرهابيون أو مساعدون لهم وضبطت كميات ضخمة من الأسلحة والذخائر” دون الإدلاء بالمزيد من التفاصيل. ولم يتسن الاتصال به للحصول على مزيد من التعليقات.
وزار رئيس الوزراء المستشفيات التي امتلأت بالمصابين ووصف المهاجين بأنهم “عدو جبان يحاول اصطياد أهداف سهلة.”
وقال شريف في بيان أصدره مكتبه “على الإرهابيين أن يعوا أن مصيرهم الفشل.”
وأعلن فصيل في حركة طالبان يسمى جماعة الأحرار مسؤوليته عن الهجوم وأظهر تحديا مباشرا للحكومة.
وقال إحسان الله إحسان المتحدث باسم الفصيل “المسيحيون كانوا الهدف.
نريد توجيه هذه الرسالة لرئيس الوزراء نواز شريف بأننا دخلنا لاهور.”
ولاهور هي عاصمة أغنى الأقاليم الباكستانية وهو إقليم البنجاب وتعتبر المركز السياسي والثقافي للبلاد.
وأغلقت الأسواق والمدارس والمحاكم في لاهور يوم الاثنين حدادا على الضحايا.
وقالت المتحدثة باسم خدمات الإنقاذ ديبا شاهناز إن 70 شخصا على الأقل قتلوا من بينهم 29 طفلا وسبعة نساء و34 رجلا ونحو 340 أصيبوا من بينهم 25 في حالة خطيرة.
وتشهد باكستان أعمال عنف من قبل متشددين خلال الخمسة عشر عاما الماضية منذ انضمامها لحملة قادتها الولايات المتحدة ضد التشدد الإسلامي بعد هجمات القاعدة في الولايات المتحدة في 11 سبتمبر أيلول في 2001.
وأعلن هذا الفصيل مسؤوليته عن عدة هجمات كبيرة بعد انشقاقه عن حركة طالبان الباكستانية الرئيسية في 2014. وأعلن الفصيل مبايعته لتنظيم الدولة الإسلامية ولكنه قال بعد ذلك إنه انضم من جديد لحركة طالبان.
وعلى الرغم من أن الجيش والشرطة والحكومة والمصالح الغربية كانت الأهداف الأساسية لحركة طالبان الباكستانية وحلفائها فقد تعرض المسيحيون والأقليات الدينية الأخرى لهجمات أيضا.
وقُتل نحو 80 شخصا في هجوم انتحاري على كنيسة في مدينة بيشاور بشمال غرب باكستان في 2013.
وتُتهم أجهزة الأمن الباكستانية منذ فترة طويلة باحتضان بعض المتشددين لاستخدامهم في المساعدة في تحقيق أهداف أمنية في أفغانستان وضد الهند الخصم القديم لباكستان.
وتقاتل طالبان الباكستانية من أجل إسقاط الحكومة وفرض تفسير متشدد لأحكام الشريعة الإسلامية.
ويقول خصوم شريف إنه يتغاضي عن التشدد مقابل السلام في
إقليمه وهو اتهام ينفيه بشدة.
(إعداد سامح البرديسي – تحرير محمد اليماني)