الرئيسية آخرالاخبار أحداث عالمية أخبار العالم أخبار عاجلة أخبار عالمية أخبار عربية أخبار في أخبار أخبارالعالم العربي اخبارعالمية الرئيسية الصفحةالرئيسية العالم في أخبار سـفــــــــراء الازهـــــرالشـــريف شئون دينيه صحافة عالمية صحافة محلية مجمع البحوث الإسلامية مختارات صحيفة التايمز الدولية
خلال خطبة الجمعة ببنجلاديش وبحضور ٦ الآف مصلٍّ.. أمين “البحوث الإسلامية”: الوسطية الإسلامية تضمن تحقيق التوازن في جميع مجالات الحياة البشرية
السبت 14-05-2022 02:59
ألقى الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية د. نظير عياد، اليوم، خطبة الجمعة في مسجد (الغوث الكبير) بالعاصمة البنغالية (دكا)، وبحضور ما يقرب من ٦ آلاف مصلٍّ.
وقال الدكتور نظير عيَّاد خلال الخطبة: إن الدين الإسلامي يتميز بالوسطية في التشريع؛
إذْ تتسم أحكامه الشرعية بالمرونة، وتقبل تشريعاته التجديد، والتماشي مع مقتضيات العصر والحاجة والمسائل المستجدة، فالتعاليم الإسلامية بسيطة وسهلة ومرنة،
وهي من أهم مميزات أمة الرسالة، فهي التي تؤهلها لأداء الشهادة على الآخرين وأن يشهد لها رسول الله ﷺ، قال تعالى: ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً﴾.
وأضاف الأمين العام أن الوسطية الإسلامية تضمن تحقيق التوازن في جميع مجالات الحياة البشرية؛ فهي التزام الوسط بين جميع المتناقضات والمتضادات والمتقابلات؛ فتشمل الاعتدال في الاعتقاد والمواقف والسلوك والنظام والمعاملة والأخلاق والمنهج،
وهي التوسط في الأمور والابتعاد عن طرفي الإفراط والتفريط، وهي أفضل طريقة يتبعها الإنسان ليؤدي ما عليه من واجبات تجاه ربه -سبحانه- وتجاه نفسه وتجاه الآخرين.
كما ذكر د. عيَّاد -خلال خطبته- أن الوسطية في الإسلام تتجلى في كثير من المعاني الإسلامية التي دعا إليها الإسلام، وتظهر جلية في علاقة الإنسان بخالقه سبحانه وتعالى، وعلاقته بأخيه الإنسان وعلاقته مع باقي المخلوقات والبيئة التي يعيش فيها،
وقد كان الاهتمام خاصًّا في بناء الفرد والمجتمع -تربويًّا وثقافيًّا واجتماعيًّا واقتصاديًّا وعسكريًّا وسياسيًّا وروحيًّا وأخلاقيًّا- بالوسطية والاعتدال والتوازن؛ فمنها الوسطية في العبادة، فالإسلام يرفض الغلو في العبادات؛ لأنها تؤدي بالمسلم إلى التهلكة.
وتابع فضيلته: جاء الإسلام ليحارب كل ما يؤدي إلى إلحاق الضرر بالمسلم؛ قال تعالى: ﴿وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾، والوسطية في التعامل مع الآخرين، وتعني أيضًا الاعتراف بالحرية للآخرين، ولا سيما الحريّة الدينية المشروعة في الإسلام في قول الله تعالى:﴿لا إكراهَ في الدّين قد تبيّنَ الرُشد من الغيِّ﴾،
ومن مظاهر الوسطية في الدين الإسلامي أمر بالتزام العدل مع الجميع حتى مع المخالفين؛ إذْ بنى الإسلام علاقة متوازنة بين المسلمين وغيرهم من حيث الحقوق والواجبات، وكذلك الوسطية في الدعوة، والوسطية أيضًا الجمع بين العمل للدنيا وإعمارها وتنميتها والعمل للآخرة كذلك.
وأكد الأمين العام أنه لا يمكن أن نحكم على الإسلام بالتشدد من خلال تصرفات بعض المنتسبين إليه؛ لأن منهج الشرع الشريف واضح في التزام التيسير والوسطية،
فمبادئ الإسلام وأصوله قائمة على ما يحفظ السلم والسلام العالمي، ويقيم العدل والأمن في العالم أجمع، وبين أبناء البشر بلا تفرقة أو تمييز، ويوفق بين حاجاتهم وواجباتهم، ويكفل لهم الحقوق الإنسانية التي تحفظ النسل البشري والعقل الإنساني، ومقومات الحياة المادية والاجتماعية، مشيرًا إلى أن هذا الفكر الوسطي المعاصر المطلوب ينتهي إلى ما جاء به النبي ﷺ من المنهج الوسط الذي وازن بين الفرد والمجتمع في الحقوق والواجبات
بلا إفراط ولا تفريط، وأقام على هذا النهج الأمةَ الوسط التي كانت خير أمة أخرجت للناس.