الدكتور/ محمود الصاوي لاخصومة بين الدعوة والفن الراقي
الخميس 03-11-2022 11:43
لاحظنا تكريم عدد من الفنانين في كلية الدعوة الإسلامية طرحنا هذا السؤال علي اد محمود الصاوي الوكيل السابق لكليتي الدعوة والإعلام واستاذ الثقافة الإسلامية ورئيس اللجنة الإعلامية للمؤتمر الدولي الثاني لكلية الدعوة الإسلامية بالقاهرة فكان جوابه علي سؤالنا:
نعم أعلم أنه ليس مشهدا متكررا أو مألوفا أن يظهر بعض الفنانين بجوار بعض الدعاة بل وفي أحد المصانع الكبري لتخريج وإعداد الدعاة بل ويدعون الي مؤتمر دولي تنظمه كلية الدعوة الإسلامية بجامعة الأزهر الشريف يخاطب العالم كله .. وبحضور ومباركة قيادات المؤسسة الدينية
ربما بدا ذلك غريبا علي البعض .. اعتقد ان وجود هذا الاستغراب أن حصل فإنه يعكس في واقع الأمر ثقافة سائدة متشنجة تجاه الفنون ، تتبني وجود خصومة مبدأية بين الإسلام والفن ، ويرجع هذا من وجهة نظري لأسباب أحاول أن القي الضوء علي ما تيسر منها في هذه المقالة :
أولا : اعتقاد حرمة الفن لانه يثير الشهوات هكذا في أحكام تعميمية مطلقة ! دونما اعتبار أنه حتي الشهوات فيها تفصيل وتدقيق في الشريعة فليس كل شهوة تصبح محرمة بدون دليل أو حجة اوبرهان وليست كل شهوة محرم يحرم بالتبعية الحديث عنها أو تناولها ومعالجتها دراميا بالضوابط اللازمة المتسقة مع الرؤية الإسلامية التي أكدت علي حب الشهوات أمر فطري ( زين للناس حب الشهوات..) فالإسلام اعترف بفطرية الشهوات واوجب رعايتها وتهذيبها وضبطها
ثانيا : الاعتقاد بأن الفنون في اغلبها تستبطن اللهو والتسلية والمرح واللعب وأن هذا في اصله يتنافي مع الإسلام!
مع ان اللهو والتسلية المباحة في موضعها وزمانها أمر مندوب اليه في شريعة الإسلام وفي مثل قوله صلي الله عليه وسلم( لعائشة ماكان معكم من لهو ؟ فإن الأنصار يعجبهم اللهو ) لاضفاء البهجة والفرحة علي أجواء العرس وقس علي ذلك كل المناسبات السعيدة
ثالثا : وجود ثقافة سائدة تؤكد أن الفن وسيلة للشرور !
ومع أنه قد يستخدم فعلا لإثارة الفتن والشرور لكنه سلاح ذو حدين يستخدم للشر ويستخدم للخير كأداة الهداية ونشر القيم السامية والفضائل
رابعا : نؤكد علي أن الإسلام ليس مخاصما للفنون في ذاتها مخالفة مبدأية خاصة وأنه يعكس حاجات فطرية لكننا بكل تأكيد ضد الإسفاف والابتذال والتجارة بالغرائز
رابعا : الفنون أحد أهم أسلحة التأثير النفسي والتغيير الثقافي في هذا العصر خاصة مع ثورة الاتصالات والتحول الرقمي والإعلام الرقمي مما يستوجب تشجيع كل الأعمال الفنية الراقية التي تغرس القيم وتنمي الفضيلة وترتقي بالوجدان وتوسع مساحات الخير في المجتمع وتحاصر وتقلل مساحات الشرور والجرائم والانفلات الاخلاقي والقيمي
خامسا : إذا كانت حاجتنا ماسة لتجديد الخطاب الدعوي والديني فإن حاجتنا اشد واقوي لتجديد الخطاب الفني ليكون رافعة حقيقية للمجتمع تسهم في نهضته ورقيه وتقدمه والمحافظة علي هويتنا الثقافية والدينية.