ads
رئيس التحرير
ads

حينما تستقيم الفطرة …يستقيم كل مافي الحياة…للأستاذالدكتور/غانم السعيد عميد إعلام الأزهر السابق

الثلاثاء 15-11-2022 01:35

كتب

من الناس من لم يتعلموا قط، بل لم يخرجوا من قراهم أو عزبتهم أو نجعهم إلى مكان آخر إلا لماما ولضرورة ملحة، ولم يصلهم شيء من حضارة العصر إلا مذياع يستمعون منه إلى القرآن الكريم، وساعة يدوية يعرفون بها وقت صلاتهم، وإذا جن ليلهم تراهم بعد صلاة العشاء كأنهم من أهل الكهف، وإذا ظهر الخيط الأبيض من الفجر هبوا من نومهم إلى ربهم مصلين عابدين، وإلى حقولهم ذاهبين ،وإلى زرعهم يسقون ويعزقون.
ومع كل هذا ترى فيهم من الإنسانية ما تعجز عن وصفه الكلمات، ومن الاستيعاب للحياة ما يفوق أبناء المدن والحضارات، تجد فيهم الأخلاق السامية، والبر النادر بالوالدين والأرحام، يسيِّرون حياتهم بالفطرة التي تتسق مع المعنى الواسع للإسلام، وكأنهم ربوا على موائد العلماء، وحصلوا شريف العلم من أفواه الشيوخ الأجلاء.
وما هكذا كانوا ولكنها فطرة ولدوا وعاشوا بها، وينتظرون لقاء الله عليها.
فطوبى لهؤلاء البشر أصفياء القلوب، أنقياء النفوس الذين جعلوا الدنيا في أيديهم ولم يمكنوها من قلوبهم.
رحم الله أبي وأعمامي وأخواتي فقد عهدناهم كذلك وأرجو من الله أن نكون قد ورثنا منهم شيئا من هذه الفطرة.
ads

اضف تعليق