الرئيسية آخرالاخبار آراءحرة أحداث عالمية أخبار العالم أخبار عاجلة أخبار عالمية أخبار عربية أخبار في أخبار أخبارالعالم العربي الاكثر تعليق الاكثر قراءة الصفحةالدينية الصفحةالرئيسية الصفحةالطبية شئون دينيه صحافة عالمية صحافة محلية كتابنا
أ.د.محمد عمر أبوضيف: أستاذ ورئيس قسم الأدب والنقدبكلية الدراسات الإسلاميةوالعربيةبسوهاج ،وعميد الكلية سابقايكتب :الطب رحمة، ونبل! ..
الجمعة 18-11-2022 02:37
ينبغي للعاملين في مجال الطب، من بداية الذي يقف على الأبواب، إلى أعلى منصب في كل مؤسسة طبية، أن يكونوا أكثر الناس حلما، وأوسع الناس صدورا، وأعظم الناس أناة، وألين الخلق عريكة، ويمتازوا ببشاشة الوجوه، والابتسامة الدائمة، والكلمة الطيبة، برغم متاعب العمل، ومشاق الشغل، و المعاناة والضغوط الشديدة ؛ لأنهم يتعاملون مع الإنسان في أضعف حالاته، وأقل وأذل هيئاته، حيث كسره ما لا طاقة لمخلوق به، وهو المرض، وهاجم بدنه وهده السقم، وأرغم أنفه جبروت الداء، وليتحملوا: انفعالات المرضى، وسوء أخلاقهم، وضيق صدورهم، ورعونة تصرفاتهم، فهذا من تبعات المرض، ومخلفات السقم، وربما يكون بدون وعي وبغير انتباه، وهو يقينا عن غير عمد، وبدون قصد، فمن من الناس يحب أن يُعرف بسوء، أو يبدو ذميما؟
وكذلك على الأطباء- بعد الاتسام بالرحمة- التحلي بالصدق والأمانة، والابتعاد عن التجارة، التي استولت على قلوب الكثيرين! ، فقد سمعت امرأة فقيرة تبكي بحرقة!، وهي تهاتف أحدا، وبجوارها غلام منكسر، وينظر لها بحزن، ويسمع بقهر، وتقول: طلبوا مني أشعة وتحاليل، وليس معي مال، إلا كذا فقال لها بعض الحضور: اذهبوا للجمعية؛ فذهبت، و ساعدوني، ولكن الطبيب نظر في الأشعة وألقاها، وقال لا تصلح، ولا تنفع، وأحلف له أنها جديدة!. وهاج وطردني!. وتقول:( أعمل إيه وأجيب منين)، فحولقت! وعجبت أن يصل القلب لهذا القدر من القسوة!، وانعدام الرحمة!، وسيطرت التجارة على القلوب والعقول؛ حيث يتفق مع معامل الأشعة والتحليل، الذي يشارك أو يساهم فيها، وربما يصل الأمر به إلى ارتكاب جريمة تخريب الأجهزة في المؤسسات العامة التي يعمل بها ؛ ليدفع المرضى للذهاب لما يتاجر فيه، وهو ذنب وإن ظنوه هينا فهو عند الله عظيم، ويستوجب غضبه، مما يستمطره ألسنة المرضى من سخط الله، وتستجلبه أفواههم من لعنات، على من يعنتونهم، ويتعبونهم، ويشقون عليهم، ويكلفونهم ما لا يطيقونه.