ads
رئيس التحرير
ads

أ.د.محمدعمرأبوضيف:أستاذورئيس قسم الأدب والنقدبكليةالدراسات الإسلامية والعربية بسوهاج ،وعميد الكلية سابقا…يكتب: قصص الصالحين راحة الأرواح!

السبت 03-12-2022 02:32

كتب

قصص الأولياء الصالحين مليئة بالمواعظ والعبر ، وحكايا الأصفياء المتقين،ذات فوائد عظيمة، من أهمها أنها تحببنا في نبينا صلى الله عليه وسلم وتزيدنا على شرفه شرفا؛ وذلك أن الأولياء وكرامتهم تُحسب للأنبياء، فقد اتفق أهل العلم :أن كرامات الأولياء هي معجزات الأنبياء؛ وذلك أن الولي لم ينل هذه الكرامة إلا ببركة اتباعه لنبيه.
فسيرة الأولياء العطرة تزيد في شرف النبي صلى الله عليه وسلم فهي ببركة اتباعه والسير وراءه.
الثانية: هذه السير العطرة، وتلك القصص الرائقة، والحكايا الطيبة، تشرح الصدور، وتثلج القلوب، وتريح الأفئدة؛ بما فيها من أنوار صفائية، وإشراقات نورانية، وفيوضات إلهية.
وهي تُعلي الهمم، وتحفز النفوس، لصالح الأعمال، وجليل الأفعال وراقي الأقوال، وأن يحفظ الإنسان بيانه وبنانه وجنانه.
والأهم: أنها تهون الدنيا في عيون محبيها، وتقللها في قلوب عاشقيها، وتخفف من استيلائها على أفئدة الناس، وتزيل سيطرة زخرفها على نفوسهم.
ومن الصالحات التي تستطيب النفس قصتها، وتستلذ بحكايتها، الصالحة العابدة مُعاذة العدوية،
وهي تلميذة ستنا وأمنا عائشة رضي الله عنها، وتربت على يديها.
و لما أهديت معاذة إلى زوجها صلة بن أشيم، أدخله ابن أخيه الحمام، ثم أدخله بيت مُطيباً فيه العروس، فقام يُصلي حتى أصبح، وقامت مُعاذة خلفه!، فلما أصبحَ عاتبهُ ابن أخيه على فعله، فقال له: أدخلتني بيتاً ذكرتني به النار، ثم أدخلتني على تلك العروس فتذكرت الجنة، فما زالت فكرتي فيهما حتى أصبحت.
وكانت – رحمها الله- إذا جاء النهار، قالت: هذا يومي الذي أموت فيه، فما تنامُ حتى تُمسي، فإذا جاء الليل قالت : هذه ليلتي التي أموت فيها، فلا تنام حتى تصبح.
يقول ثابت البناني :- عن خبرها يوم أن بلغها نبأ استشهاد زوجها وابنها، وقد أتت النساء يواسينها في مصابها-، فقالت: إن كنتن جئتن لتهنئنني فمرحباً بكن، وإن كنتن جئتن لغير ذلك فارجعن من حيث أتيتن.
يقول الحسن : لما مات زوجها شهيداً لم توسد فراشاً بعده، بل قالت لابنتها من الرضاعة: والله يا بنية! ما محبتي للبقاء في الدنيا للذيذ عيش، ولا لروح نسيم،وإنما أحب البقاء؛ لأتقرب إلى ربي – عز وجل- بالوسائل، لعله يجمع بيني وبين أبي الصهباء ( زوجها ) في الجنة.
تقول عنها عفيرة العابدة: لما احتضرها الموت، بكت ثم ضحكت، فقيل لها: مما البكاء ومما الضحك؟ قالت: أما البكاء الذي رأيتم ؛ فإني ذكرتُ مُفارقة الصيام، والصلاة، والذكر، فكان البكاء لذلك، وأما الذي رأيتم من تبسمي وضحكي؛ فإني نظرت إلى أبي الصهباء قد أقبل في صحن الدار، عليهِ حُلتان خضراوان، في نفر – والله- ما رأيت لهم في الدنيا شبهاً؛ فضحكتُ إليه، وضحكَ إلي، ولا أراني أدركُ بعد ذلك فرضاً معكم، قالت: فماتت قبل أن يدخل عليها وقت الصلاة التالية.
وهنا أتوقف ولا أعلق، فيكفي قراءة هذه الإشراقات بعين القلب لا بعين الرأس.

ads

اضف تعليق