الرئيسية آخرالاخبار آراءحرة أحداث عالمية أخبار العالم أخبار عربية الاكثر تعليق الاكثر قراءة الصفحة الأدبية الصفحةالرئيسية بـأقلـام الـقـراء بأقلامهم صحافة عالمية
التواصل ( Communication )… د.علي أحمد جديد
الإثنين 05-12-2022 11:16
التواصل هو التفاهم بين طرفين أو بين شخصين ، ويكون أحد الطرفين مرسلاً في وقت معين ، والطرف الآخر متلقياً في وقت آخر ، فيحدث التفاعل الإيجابي فيما بينهما ، ويكون ذلك من خلال استعمال حواس كلٍّ من المرسل والمتلقي على حَدٍّ سَواء .
وهناك احتياجاتٌ و دواعٍ متعددة ومختلفة تستدعي حدوث التواصل بين الطرفين ومنها :
* الطبيعة الإنسانية الإستخلافية والتي هي الغاية الأساسية من وجود الإنسان على الأرض من أجل تعميرها والتعايش فيها ، وهذه الغاية لا يمكن تحقيقها دون القدرة على التواصل مع الآخرين وتحقيق الأهداف التي يسعى إليها كل إنسان .
* حاجة الإنسان الاجتماعية :
لأن طبيعة المخلوق البشري تدفع إلى الانفتاح وإلى التعايش والتواصل مع غيره من البشر ، ولأن ذلك التعامل يُكسِب تجربة التصرف بحكمة وعقلانية عند مواجهة الصعوبات أو الانكسارات مهما كانت مُعقَّدة في حجمها ونوعها أو بسيطة .
وهنالك أيضاً مجموعة من العوائق النفسية والسلوكية التي تعيق عملية التواصل وتجعلها صعبة أو شبه مستحيلة ، وهي مجموعة من الأحاسيس والأفكار السلبية التي تدفع الشخص إلى الامتناع عن التواصل الفَعّال مع غيره من البشر ، وهذه العوائق يمكن اختصارها بنوعين اثنين ، وهما :
– عوائق الإرسال : وتتضمن هذه العوائق مجموعة الصفات السلبية التي يحملها الشخص العاجز عن التواصل كالتعالي والغرور بالنفس ، وكذلك سوء الظن بالآخرين .
وكذلك عوامل عدم الاستجابة التي تشمل عدة صفات كالكِبَر أو التكبّر والجحود ، بالإضافة إلى شعور الشخص بفوقيته وبدونية الآخرين .
– عوائق السلوك : وهي عبارة عن عدة صفات مُنفِّرة ، وتنقسم إلى نوعين اثنين أيضاً و هما :
* عوائق التبليغ التي تضم التصرفات الشخصية المُنفِّرة كالغضب والانفعال السريع غير المبرَّر والتعامل مع الآخرين بعنف وجبروت . إذْ تكون عوائق التلقي متوقفة على تصرفات معينة للشخص مع الآخرين كالتعامل معهم بالاستهزاء أوالإعراض والغفلة .
ولذلك فإن للتواصل قِيَماً يجب الالتزام بها عند التواصل مع الآخرين وهي قِيَمٌ تحكم نية المتواصل . وتقوم هذه القيم في أساسها على نيّة الإنسان في تواصله مع الآخرين ، حيث يكون الهدف الرئيس من هذا التواصل هو الحصول على رضا الخالق تعالى . وهي قيم تحكم فعل المتواصل وتشمل هذه القيم صفات الصدق والأمانة والحياء والتواضع واحترام الأخر والخضوع للحق ، والاعتراف بالحق ، إضافة إلى صفة الرفق واللين عند الحديث والحوار مع الآخرين . وكذلك الالتزام بضوابط التواصل كضوابط التبليغ والإرسال التي تشمل العديد من الأمور كحسن البيانة، والتعامل مع المتلقي برفق ، والتخاطب بالحسنى ، والنطق بالألفاظ الطيبة عند الحديث مع الآخرين .
كما تضم ضوابط التلقي والاستقبال حسن الاستماع للآخرين ، وحسن الإقبال على الطرف المخاطِب ، وتجنب المقاطعة عند قيام الطرف المقابل بالحديث في أي موضوع كان .
وثمة فرق بين مفهوم التواصل وبين مفهوم الاتصال فيُعرَفُ التواصل ( Communication) بأنه عملية تبادلية وتشاركية تُرسَل فيها الرسائل وتُستقبَل عبر الوسائل اللفظية وغير اللفظية كالكلام والتواصل الشفهي ، أوالكتابة والتمثيل البياني ، أوالرسوم التخطيطية والإشارات ، والسلوك .
بينما الاتصال ( Connection) ، فهو العلاقة التي تربط بين شخصين أو شيئين ، كما أنه الرابط الذي يجمع عدة أمور أو أشخاص ببعضهم البعض ، وهو تعبير عن العلاقة مع المعارف أو الأصدقاء أو الأقارب وإيصال المعلومات فيما بينهم من خلال الإشارات أو الإيماءات أو اللغة .
أما أبرز الفروقات بين التواصل وبين الاتصال من حيث المشاركة والأهمية ، فقد فَرَّق الباحثون بين مفهوم الاتصال وبين مفهوم التواصل ، وكان التفريق بين هذين المصطلحين مُختَصَراً على النحو التالي ، إذْ يقتصر مفهوم الاتصال على وجود طرفٍ واحدٍ وفَعّال في عملية الاتصال مثل مشاهدة التلفاز وهي عملية ليست تشاركية ، أمّا التواصل فهو عمليّة اتصالٍ مشتركةٍ بين طرفين اثنين (المرسل والمتلقي) ذهاباً وإياباً ، كالتواصل بين المعلّم والطالب في غرفة الصف الواحدة .
والاعتقاد الخاطئ لدى الغالبية العظمى من الناس في أن التواصل أهم من الاتصال . إذْ لن يكونَ هنالك تواصلٌ في المقام الأول بدون اتصال او بعيداً عنه ، وبالتالي لن تكون هنالك أي علاقة تواصلية بين الطرفين .
والكائنات الحَيّة جميعها تتواصل في الأساس من أجل إيجاد اتصال ايجابي ورابط يجمع فيما بينها ، فإذا كان هناك اتصال جيد بين شخصين ستزداد رغبتهما في التواصل أكثر وبشكل دائم ، لأن الاتصال القوي بينهما يزيد من متانة تواصلهما وديمومته ، وبالتالي يزدادان انفتاحاً على بعضهما البعض ويزداد شعورهما بالمصداقية وبالأمان وبالقدرة على المشاركة . وهذا يؤكد على حقيقة تشابك وتشابه المفهومين مع بعضهما البعض حيث لا يمكن تكريس طاقة التواصل في أحدهما وتجاهل الآخر ، ووفقاً لذلك يأتي الاتصال في المرتبة الأولى من حيث الأهمية ثم يليه التواصل .
وتحقق عملية الاتصال عدة أهداف ، منها :
* الأهداف التوجيهية : وهي الأهداف التي يتم من خلالها إكتساب الإنسان اتجاهات جديدة و تثبيت توجهاته ، أو تعديلها .
* الأهداف التعليمية : تتحقق الأهداف التعليمية بعد اكتساب خبرات جديدة أو مفاهيم ومهارات جديدة لدى الإنسان من أجل تطبيقها ممارسات معينة .
* الأهداف التثقيفية : وهي الأهداف التي تساعد على توعية الأشخاص المُتلقين لمُساعدتهم على زيادة المعارف لديهم و توسيع آفاقهم المعرفية ، كما يحدث في التواصل القائم من خلال وسائل الإعلام .
* الأهداف الترفيهية :
ومن الممكن أن تتسبب بعض الاتصالات في إدخال السرور والبهجة إلى نفس الإنسان المُتلقي .
* الأهداف الاجتماعية : وهي الأهداف التي تُتيح للإنسان فرصة الاحتكاك بالآخرين مما يساعد على تقوية الصِلات الاجتماعية بين الأفراد .
* الأهداف الإدارية :
وهي الأهداف التي تساعد على تحسين سير العمل ، وتدعم التفاعل ما بين العاملين في توزيع المسؤوليات فيما بينهم ،
بغض النظر عن المكانة الاجتماعية أو المنصب المهني الذي يحتله الطرف المرسل أو الطرف المتلقي ، فيجعله يتمتع بمجموعة متنوعة من المهارات التي تجعل عملية اتصاله مع الآخرين كاملة وناجحة .
أي أن الاتصال ماديٌّ بحت ، بينما يكون التواصل وجدانياً خالصاً وإنسانياً في مفهومه ومعناه .