ads
رئيس التحرير
ads

أ.د. محمد عبد الدايم الجندي وكيل كلية الدعوة الإسلامية للدراسات العليا والبحث العلمي في محاضرة أون لاين مع طلاب كلية الدراسات الإسلامية بالهند احتفاءآ باليوم العالمي للغة

الخميس 22-12-2022 00:39

كتب

في محاضرة أون لاين مع طلاب كلية الدراسات الإسلامية بالهند احتفاء باليوم العالمي للغة العربية قال الأستاذ الدكتور محمد عبد الدايم الجندي وكيل كلية الدعوة الإسلامية للدراسات العليا والبحث العلمي: تلتقي الألسن تحت قبة الأزهر المعمور على لسان واحد هو اللسان العربي المبين إن العربية تتميز عن غيرها بأنها لغة الدين الإسلامي، فالقرآن الكريم نزل باللغة العربية؛ قال تعالى: ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ﴾ [يوسف:

وقال: ﴿ كِتَابٌ فُصِّلَتْ آَيَاتُهُ، قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ﴾

والرسول – صلى الله عليه وسلم – خاطب قومه العرب بلسانهم؛ قال تعالى: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ… ﴾

وهكذا فإن الأساسين الأَوَّلين لهذا الدين – القرآنَ والسنةَ – هما باللغة العربية، ولا يمكن فهمُهما، ومعرفةُ أسرارِهما، واستنباطُ الأحكام منهما لغير المتمكّن من هذه اللغة المباركة.

وقد أدرك الأئمةُ الأقدمون أهميةَ اللغة العربية في فهم كلام الله – سبحانه وتعالى – وكلامِ رسوله – صلى الله عليه وسلم – فهذا الإمام الشافعي – رحمه الله – يقول عنه زوجُ ابنته: “أقام الشافعي علمَ العربية وأيامَ الناس عشرين سنة، فقلنا له في هذا، فقال: ما أردت بهذا إلا استعانةً للفقه”

؛ أي: ظلّ عشرين سنة يتبحّر في اللغة العربية وعلومها ليفقه ويفهمَ القرآن والسنة، ولا يستغرب منه هذا، فهو الذي يقول: “أصحاب ُالعربية جِنُّ الإنس، يُبصرون ما لم يبصرْ غيرُهم”

ولله در أمين عام مجمع البحوث الأستاذ الدكتور نظير عياد حين قال إن استراتيجية الأزهر الشريف الشاملة في الاهتمام باللغة العربية التي نزل بها القرآن الكريم على النبي الأمين -صلى الله عليه وسلم- وهي اللغة الغنية بمعانيها ومفرداتها والتي يتحدثها كثير من البشر في العالم تشمل تنوع جهود قطاعات الأزهر في الحفاظ على اللغة العربية؛ حيث يقوم المجمع بنشر الكثير من المطبوعات المختلفة المتعلقة باللغة، وعقد المؤتمرات المتنوعة بالتعاون مع جامعة الأزهر، إضافة إلى دور كليات وأقسام اللغة العربية في الحفاظ على اللغة وإثراء مؤلفاتها. 

وكان علماء الدين يقولون: “من تكلّم في الفقه بغير لغةٍ تكلم بلسان قصير”! والمقام لا يتسع للتفصيل، وفيما ذُكر كفاية لإثبات المراد.

واللغة العربية بحر لا ساحل له، بعضُ علومها: النحو، والصرف، وعلم المعاني، وعلم البيان، وعلم البديع… إلخ، وكانت في الجيل الأول، جيل الصحابة – رضي الله عنهم – ملكةً وسليقة، ثم لما انتشر الإسلام في شتَّى البلاد، واختلط العرب بالمسلمين الجدد بالمصاهرة والمعاملة، والتجارة والتعليم، دخلت في لسانهم العجمةُ وبدأ الخطأ في الكلام، (فخفضوا المرفوعَ، ورفعوا المنصوب، وما إلى ذلك).

وقد بدأ هذا اللحن في وقتٍ مبكر جدًّا، إذ يُروى أن الخليفة الراشد عليًّا – رضي الله عنه – هو الذي وجَّه أبا الأسود الدؤلي إلى أن يضع أصولَ علم النحو حفظًا على اللغة العربية من الضياع[ وكما قالت سعادة الأستاذ الدكتــــــور نهلة الصعيدي مستشار فضلية الإمام الأكبر لشؤون الوافدين:  إن  مسؤولية المحافظة على اللغة العربية تقع علينا جميعًا بداية من الأسرة، مرورًا بالمدرسة، والجامعة، وانتهاءً بالمؤسسات المتخصصة في الدراسات والبحوث اللغوية.

وقد حرصت مؤسسة الأزهر الشريف في الحفاظ على الهوية العربية، واللغة العربية وأساليب تدريسها، سواء للمصريين أو الطلاب الوافدين والأجانب الذين يدرسون في مراحل التعليم المختلفة بالأزهر، مشيرة إلى أن اللغة العربية قادرة على توحيد الشعوب الإسلامية؛ لما تمتلكه من خصائص وصفات وقدرات تعبيرية، فهي الركيزة الأولى لوحدة الأمة وتقدم مسيرتها الحضارية والنهوض بها، وبناء السياج الثقافي والحيلولة دون اختراقه، فهي جزء من وحدة الأمة متصل وملتصق بها.

وأوضحت الصعيدي أن الطلاب الوافدين من أكثر 137 دولة يقصدون مصر ويقصدون الأزهر الشريف؛ لتعلم اللغة العربية والتفقه في الدين، فأنشأ لهم الأزهر المعاهد الخاصة والبرامج والخطط لتلقي علوم العربية، فاجتمعوا في رحاب الأزهر على حب اللغة العربية وتعلم مهاراتها.

وأكد على جهود مركز تطوير تعليم الطلاب الوافدين والأجانب في تذليل الصعوبات لهؤلاء الطلاب، لافتة إلى أنه تم إطلاق برنامج تعليم” سلسلة التحفة الأزهرية”  لطلاب دولة سنغافورة والتي تم توفير أحدث تقنيات التعلم عن بعد بها؛ لسهولة التواصل مع الطلاب صوتًا وصورة، بجانب تهيئة أماكن مناسبة للمعلمين لأداء مهامهم في شرح المهارات اللغوية في كل مستوى من مستويات المنهج الدراسي.في زماننا، بعد مضي أكثر من أربعة عشر قرنًا؟!

ومن العلوم المهمة جدًّا في فَهم كلام الله – سبحانه – وكلام رسوله – عليه الصلاة والسلام – بعد علوم العربية: علم أصول الفقه الذي يُحدِّد قواعد استنباط الأحكام الشرعية العملية من أدلتها التفصيلية في القرآن والسنة.

 وهو أيضًا بحر لا ساحل له، وقد كُتِبَ باللغة العربية ونَقْلُهُ إلى لغة أخرى يُخِلُّ بالكثير من مقاصده، وهو إحدى الأدوات المهمة لمن يريد الاجتهاد في الدين.

وغني عن البيان أننا عندما نتكلم عن اللغة العربية، فإننا نعني: اللغة الفصحى، لا اللهجاتِ المحلية العامية التي ابتعدتْ عن أصلها، وتباينت فيما بينها تباينًا كبيرًا، جعل العربي المشرقي لا يكاد يفهم شيئًا مِن عامية العربي المغربي، وبالعكس وقد أصدر معالي رئيسجامعةالأزهرالأستاذالدكتورسلامة داوود حفظا للعربية قرارا بالجامعة جميع أعضاءهيئةالتدريس بالجامعة

بالقطاع العربي والشرعي والأقسام المناظرة بكليات التربية باستخدام اللغة العربية الفصحى في التدريس والحوار في مرحلتي الإجازة العالية والدراسات العليا.

أوضح المركز الإعلامي بجامعة الأزهر أن هذا القرار يأتي  حفاظًا على هويتنا العربية، وتيسيرًا على الطلاب الوافدين، وإيمانًا بأهمية اللغة العربية بوصفها المرآة التي تعكس هويتنا الحضارية، وموروثنا الثقافي الأصيل. 

أضاف المركز الإعلامي بجامعة الأزهر أن القرار جاء انطلاقًا من حرص الجامعة على تمكين الطلبة من لغتهم الأم، لغة القرآن الكريم، وتعزيزًا لمكانتها في نفوسهم، واستمرار صلتهم بمفرداتها.

وشدد القرار على أنه سيتم متابعة تنفيذ ذلك من خلال عمداء الكليات والوكلاء ورؤساء الأقسام كل في كليته.

شمس علوم الأزهر تسطع على الصين:

إنه الأزهر يا سادة..الأزهر بوسطيته واعتداله ودلاله وعطائه، إنه السراج الذي بلغ رسالة الإسلام بروحها وجمالها وعظمتها في كل أنحاء الدنيا، إنه الأزهر الذي كسر صنم الجهل والتعسف، ومهد طريق الأخلاق وواجه الانحراف السلوكي والفكري وتعامل بالموعظة الحسنة،   إنه الأزهر الذي نهل علماء الصين من علومه وأصبح لهم رسالة قوام مشربها من منهجه.

ads

اضف تعليق