نظم جناح الأزهر الشريف بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في نسخته (٥٤)، اليوم الخميس، ندوة تثقيفية بعنوان ،”العنف المجتمعي ظاهرة تحتاج إلى حل”، حاضر فيها الدكتور محمود الهواري، الأمين العام المساعد للدعوة والإعلام الديني بمجمع البحوث الإسلامية، والأستاذ يسري البدري، رئيس قسم الحوادث ومساعد رئيس تحرير المصري اليوم، وأدار الندوة الدكتور محمد البحراوي، عضو هيئة التدريس بكلية الإعلام جامعة الأزهر، وذلك رغبةً من الأزهر الشريف في وضع حد لهذه الظاهرة وتحليل القضايا والظواهر السلبية التي أصابت المجتمعات.

في بداية الندوة، أوضح الدكتور محمود الهواري أن منهج الأزهر قائم على الرحمة ونبذ العنف، ومن ذلك أنه يعلم أبناءه أن “المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده” وأن “الراحمون يرحمهم الرحمن”، ولذلك فقد اتخذ الأزهر خطوات كبيرة نحو تحويل الرحمة إلى واقع، والتصدي للعنف بكل أشكاله، عبر تصحيح المفاهيم الخاطئة واطلاق مبادرات شبابية كثيرة ومتنوعة تهدف لتوعية الشباب بمخاطر العنف، وتعزيز التسامح والرحمة بينهم، مضيفا أن الأزهر بجانب ذلك قد أنشأ اللجنة العليا للمصالحات، لمواجهة العنف في صعيد مصر، وأنشأ وحدة لم الشمل لمواجهة العنف الأسري، كما أنه ينشر وعاظه وعلماءه في مختلف المحافظات لنشر الرحمة والتسامح.

وأضاف الدكتور الهواري أن الإيمان والأمن مترابطين، فكلما زاد الإيمان زاد الأمن، والقرآن الكريم مليء بالكثير من مواطن الرحمة التي تدلنا على أن الله رحيم بعباده، إلا أن ذلك لم ينعكس على سلوكياتنا نتيجة عدم فهمنا معنى الإيمان، وذلك هو سبب انتشار ما نراه من ارتفاع في وتيرة العنف وضعف في مظاهر الرحمة والتسامح.

ومن جانبه قال الأستاذ يسري البدري، رئيس قسم الحوادث ومساعد رئيس تحرير المصري اليوم، إن الإعلام عليه الدور الأكبر في مواجهة العنف المجتمعي، فالدولة من جانبها تقوم بدورها في مواجهة العنف السياسي، وقد أبلت فيه بلاء حسنا بعد الانخفاض الملحوظ في وتيرته، على خلاف العنف المجتمعي الذي ترتفع وتيرته بمرور الوقت، وهو دورنا جميعا ودور الإعلام ويحتاج إلى تضافر الجهود لمواجهته.

ووجَّه البدري رسالة للقائمين على صناعة الإعلام والدراما والسينما بأن يضطلعوا بدورهم في توعية الناس بمخاطر العنف المجتمعي، وأن يواجهوا بكل قوة مظاهر العنف على اختلافها، مطالبا صناع الدراما بحسن اختيار الأعمال، وأن يرفضوا المشاهد العنيفة، خاصة بعدما رأيناه مؤخرا من تكرار لأعمال عنيفة في بعض الأعمال درامية على أرض الواقع.

ويشارك الأزهر الشريف -للعام السابع على التوالي- بجناحٍ خاص في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 54 وذلك انطلاقًا من مسؤولية الأزهر التعليمية والدعوية في نشر الفكر الإسلامي الوسطي المستنير الذي تبناه طيلة أكثر من ألف عام.

ويقع جناح الأزهر بالمعرض في قاعة التراث رقم “4”، ويمتد على مساحة نحو ألف متر، تشمل عدة أركان، مثل قاعة الندوات، وركن للفتوى، وركن الخط العربي، فضلًا عن ركن للأطفال والمخطوطات.