ads
رئيس التحرير
ads

ظاهرة الزلازل: إظهار لقدرة الخالق وضعف المخلوق : د.عصمت رضوان _ وكيل كلية اللغة العربية للدراسات العليا والبحوث

الثلاثاء 07-02-2023 10:55

كتب

إن الزلازل من الظواهر الدالة على قدرة الله عزوجل ، المبينة لعجز العباد وضعفهم أمام هذه القدرة الإلهية العظيمة .
كما أنها من الأمور الموجبة للتفكر في آيات الله تعالى ودلائل قدرته ، الداعية إلى الخوف والخشية ، الباعثة على الإقلاع عن المعاصي ، والتوبة من الذنوب .
قال العلماء :إن الله سبحانه وتعالى حكيم عليم فيما يقضيه ويقدره ، كما أنه حكيم عليم فيما شرعه وأمر به ، وهو سبحانه يخلق ما يشاء من الآيات ، ويقدرها ؛ تخويفا لعباده ، وتذكيرا لهم بما يجب عليهم من حقه ، وتحذيرا لهم من الشرك به ، ومخالفة أمره وارتكاب نهيه ، كما قال الله سبحانه : ” وما نرسل بالآيات إلا تخويفا ” (الإسراء : ٥٩) ، وقال عز وجل : ” سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أولم يكفِ بربك أنه على كل شيء شهيد ” (فصلت : ٥٣) ، وقال تعالى : ” قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم أو من تحت أرجلكم أو يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض” (الأنعام : ٦٥) .

وروى البخاري في صحيحه عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لما نزل قول الله تعالى : ” قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم ” قال : ( أعوذ بوجهك ) ” أو من تحت أرجلكم ” قال : ( أعوذ بوجهك ) . صحيح البخاري .

وروى أبو الشيخ الأصبهاني عن مجاهد في تفسير هذه الآية : ” قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم ” قال : الصيحة والحجارة والريح . ” أو من تحت أرجلكم ” قال : الرجفة والخسف .

فظاهرة الزلازل ونحوها لله عزوجل في وقوعها حكمة بالغة، من بيان لقدرة الله وعظمته، وضعف العباد وعجزهم، وإهلاك الظالمين بذنوبهم وعصيانهم، وتخويف المؤمنين وتنبيههم، وتذكيرهم ليتوبوا وينيبوا إلى ربهم.

قال العلامة ابن القيم – رحمه الله – : ” وقد يأذن الله سبحانه للأرض في بعض الأحيان بالتنفس فتحدث فيها الزلازل العظام ، فيحدث من ذلك لعباده الخوف والخشية ، والإنابة والإقلاع عن المعاصي والتضرع إلى الله سبحانه ، والندم ، كما قال بعض السلف وقد زلزلت الأرض : إن ربكم يستعتبكم . وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقد زلزلت المدينة ، فخطبهم ووعظهم ، وقال : لئن عادت لا أساكنكم فيها “.

وقال الحافظ ابن حجر : (لما كان هبوب الريح الشديدة يوجب التخويف المفضي إلى الخشوع والإنابة كانت الزلزلة ونحوها من الآيات أولى بذلك ولاسيما وقد جاء الخبر أن أكثر الزلازل من شرط الساعة ).

والموت في الزلازل، ضرب من الموت بالهدم، الذي يكون صاحبه من شهداء الآخرة.

نسأل الله تبارك وتعالى أن يحفظنا من كل شر وأذى ، وأن يحمي بلادنا من كل مكروه وسوء ، إنه على ذلك قدير ، وبالإجابة جدير .

د.عصمت رضوان

ads

اضف تعليق