الرئيسية آخرالاخبار آراءحرة أحداث عالمية أخبار العالم أخبار عاجلة أخبار عالمية أخبارالعالم العربي الرأى الرئيسية الصحافة العالمية الصفحةالرئيسية بأقلامهم
أ.د.غانم السعيد عميد كليتي الإعلام واللغة العربية السابق يكتب:من وشوشات الليل…
الجمعة 24-02-2023 12:53
من عجائب آيات الله في إهمال الظالم ثم أخذه بقدرته وسلطانه، أنه يمهل الظالم فيتركه يرتكب المعاصي والآثام، ويعطيه – سبحانه وتعالى – الحيلة ليخرج من مظلمته دون عقوبة سترا عليه، لعله يئوب ويتوب، فإذا عاد للمعصية مرة ثانية حلِم عليه فمكنه من حيلة أخرى لعله يندم ويستغفر، فإذا ظهر منه الإصرار على ارتكاب المظالم والمعاصي تركه يستزيد منهما حتى يظن أن حيله ستنجيه من أي عقاب، فإذا جاء أمر الله – سبحانه وتعالى – بعقابه فإنه بقدرته يَزُجُّ به في معصية لم يرتكبها، ومظلمة لم يفعلها وتعجز حيلته – رغم براءته – من أن ينجو منها، لتكون له ومن على شاكلته عظة ودرسا ورسالة بأن الحيل مهما أحكمت وخالت على الناس، فإنها لا تنفع مع رب الناس، وإن الإمهال ليس معناه الإهمال، فكم من ظالم عوقب بالسجن أو الإعدام في قضية لم يفعلها وعند تنفيذ العقوبة يعترف بأن المعصية التي يعاقب عليها لم يرتكبها وإنما هي عقوبة لمظالم أخرى خرجتُ منها بحيلتي، ولكن حيلي عجزت هذه المرة عن أن تخرجني من تهمة لم أرتكبها بعد أن دبرها لي العلي العظيم فأحكم تدبيرها، ليقول لي: إنني أنا الله أمهل ولا أهمل، وإذا أخذت فإنني آخذ أخذ عزيز مقتدر…. فتدبروا ولا تخدعنكم الحيل.
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.