قال الدكتور حمادة شعبان المشرف بمرصد الأزهر لمكافحة التطرف،

إن استخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة لم يكن فقط قاصراً على المعتدلين وأهل الخير، بل إن التنظيمات المتطرفة أيضا استغلت هذه الوسائل في تجنيد الشباب ونشر فكرها المتطرف، واستطاعت من خلالها تجنيد ٤٠ ألف شخص من أكثر من ١٠٠ دولة في الفترة من عام ٢٠١٤ وحتى ٢٠١٧، بل إن هذه التنظيمات استطاعت من خلال خطابها الإعلامي أن تجعل بعض الشباب يقومون بعمليات إرهابية دون أن يكونوا أعضاء تنظيمين فيها، وهؤلاء يسمون الذئاب المنفردة ، فالذئب المنفرد هو شخص لا ينتمي لأي تنظيم إرهابي، بل تأثر بخطاب داعش الإرهابي على مواقع التواصل ، وأخذ سكينة مطبخه ونفذ عملية طعن أو أخذ سيارته ونفذ عملية دهس.
جاء ذلك في ندوة (الذكاء الاصطناعي والمجتمع المصري) التي عقدها حزب المصريين اليوم السبت ١٨ مارس.
وتطرق شعبان في كلمته إلى أن تطور الذكاء الاصطناعي ليس خطرا ، الخطر كامن في تطوره هذا التطور الرهيب بالتوازي مع التدهور القيمي والأخلاقي، مؤكداً على أن أي تقدم أو أي حضارة لها جناحين أولهما مادي والآخر أخلاقي ، مشيرا إلى أن الحضارة المصرية القديمة كانت تمتلك الجناحين ، الجناح المادي تشهد عليه المباني والشواهد المادية ، والجناح الأخلاقي تشهد عليه البرديات والكتابات والنقوش ، مستشهداً ببردية آني الموجودة في المتحف البريطاني ، والتي تحوي بين جنباتها منظومة أخلاقية تدعو إلى الفخر بأجدادنا المصريين القدماء ، حيث يذكر كاتب البردية أنه سيقول للمحكمة التي ستسأله بعد الموت: (إني لم ارتكب إثما ولم أسرق ولم اقتل ولم انطق بالاكاذيب ولم اسبب ألما أو خوفا أو بكاء لأحد، ولم أرتكب الزنا، ولم أتعامل بخبث، ولم أرتكب الغش، ولم أتسبب في خراب أرض محروثة، ولم أتلصص على أحد، أو أرتكب نميمة ، ولم أكن حانقا غاضباً إلا من أجل الحق، ولم أغرر بزوجة أحد…).
فمن هذا المقتطف يتضح لنا مدى القيم الأخلاقية التي كان يتحلى بها أجدادنا القدماء ، ويدل على أن حضارتنا المصرية القديمة لم تكن مجرد مباني ، بل هي قبل هذا وذاك كانت منظومة أخلاقية وقيمية عظيمة للغاية.