ads
رئيس التحرير
ads

رمضانيات.خديجة -رضي الله عنها-صاحبة البيت القصبي في الجنة.يكتبها أد.غانم السعيد العميد الاسبق لكليتي الاعلام واللغة العربية بالازهر الشريف

الأربعاء 05-04-2023 16:55

كتب

إن الحديث عن أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها، وعن مقامها عند رسول- صلى الله عليه وسلم- حديث تَحَار دونه الأقلام، ويعجز عن وصفه البيان.
إنها خديجة بنت خويلد، تزوجت قبل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- برجلين، وكان لها منهما ثلاث بنات، ثم تزوجت بعدهما رسول الله -صلى عليه وسلم- وكان عمره خمسا وعشرين سنة، وعمرها خمسة وأربعين، وكانت هي التي سعت إلى ذلك الزواج الميمون المبارك لما عرفت عنه من أمانته وصدقه، فقد بعثت إليه بصديقتها نفيسة بنت أمية تعرض عليه الزواج منها، فقالت له- صلى الله عليه وسلم – ألا تُزَوَّج؟! فقال: مافي يدي شيء، فقالت: فإن كُفيت، ودعيت إلى المال والجمال والكفاءة؟ قال: ومن؟ قالت خديجة، فقبل النبي عرضها مستبشرا، وقد أنجبت له القاسم، وبه يكنى -صلى الله عليه وسلم -ثم زينب، ثم رقية ثم أم كلثوم، وفاطمة، ثم عبد الله الملقب بالطيب الطاهر، سمي بذلك لأنه ولد في الإسلام، وقد مات القاسم وعبد الله تباعا، وقد تجاوزا محنة فقد ولديهما بصبرهما ورضاهما بقدر الله.
وكانت خديجة رضي الله عنها تتميز بالعقل الراجح والحكمة البالغة وكان لذلك مواقف في حياتها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم- منها:
– حينما أرادت -رضي الله عنها – امتحان برهان الوحي، وما أكرم به الله النبي- صلى الله عليه وسلم- من النبوة، فقالت لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- يابن عم تستطيع أن تخبرني بصاحبك هذا الذي يأتيك إذا جاءك؟ فقال: نعم، فقالت: إذا جاءك فأخبرني.
فبينا رسول الله- صلى الله عليه وسلم- عندها إذ جاء جبريل، فرآه رسول الله- صلى الله عليه-، فقال: يا خديجة هذا جبريل، فقالت: أتراه الآن؟ قال: نعم، قالت: فاجلس على شقي (جنبي) الأيمن، فتحول فجلس، فقالت: هل تراه الآن؟ قال: نعم، قالت: فاجلس في حجري، فتحول فجلس، قالت: هل تراه الآن، قال: نعم، فتحسرت فألقت خمارها، ورسول الله – صلى الله عليه وسلم – جالس في حجرها، فقالت هل تراه الآن؟ قال: لا ، قالت: ما هذا شيطان، إن هذا لملك يابن عم، فاثبت، وأبشر، ثم آمنت به وشهدت أن الذي جاء به حق، فكانت أول من آمن برسول الله-صلى الله عليه وسلم – من النساء والرجال.
ومن رجاحة عقلها -أيضا – أن جبريل -عليه السلام- أتى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فقال:يارسول الله هذه خديجة قد أتت معها طعام فيه إدام، أو طعام، أو شراب، فإذا هي أتتك فاقرأ عليها السلام من ربها ومني، وبشَّرْها ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب، فقالت خديجة: إن الله هو السلام، وعلى جبريل السلام، وعليك يا رسول الله السلام ورحمة الله وبركاته.
قال العلماء في هذه القصة دليل على وفور فقهها لأنها لم تقل: وعليه السلام، كما وقع لبعض الصحابة حيث كانوا يقولون في التشهد: ,(السلام على الله) فنهاهم النبي- صلى الله عليه وسلم – وقال: (إن الله هو السلام) فقولوا التحيات لله، فعرفت خديجة – لصحة فهمها -أن الله لا يرد عليه السلام كما يرد على المخلوقين، لأن (السلام) اسم من أسماء الله.
ويبقى الحديث عن أم المؤمنين خديجة ممتدا.
ads

اضف تعليق