ads
رئيس التحرير
ads

(ليلة القدر وحكمة الإخفاء) :بقلم الأستاذ الدكتورعصمت رضوان وكيل كلية اللغة العربية جامعة الأزهر وعضو مجلس إدارة المنظمة العالمية لخريجي الأزهر بسوهاج..

الجمعة 14-04-2023 23:51

كتب

شاءت حكمة الله تبارك وتعالى أن تكون ليلة القدر غير محددة تحديدا دقيقا ، فلا يعلم أحد أي ليلة هي على سبيل الجزم والتحديد القاطع.
من المعروف أن ليلة القدر في رمضان ، وفي العشر الأواخر منه ، وهي أرجى ماتكون في ليالي الوتر من العشر الأواخر، وأرجى ما تكون في ليلة السابع والعشرين.
لكن هذا الأمر ليس مقطوعا به ، فعلى المسلم أن يتحراها في أي ليلة من ليالي العشر الأواخر.
ولعل الحكمة من إخفائها أن يجتهد المسلم في العبادة في ليالي العشر كلها ، لينال أجر ذلك الاجتهاد وثوابه ، ولو كانت ليلة القدر معلنة محددة ربما قصر المسلم العبادة عليها وتراخى في غيرها.
يقول الإمام ابن حجر في “فتح الباري” :
قال العلماء: الحكمة في إخفاء ليلة القدر ليحصل الاجتهاد في التماسها بخلاف ما لو عينت لها ليلة لاقتصر عليها.
وقال الفخر الرازي في تفسيره “التفسير الكبير”: إنه تعالى أخفى هذه الليلة لوجوه:
أحدها: أنه تعالى أخفاها كما أخفى سائر الأشياء، فإنه أخفى رضاه في الطاعات حتى يرغبوا في الكل، وأخفى غضبه في المعاصي ليحترزوا عن الكل، وأخفى وليَّه فيما بين الناس حتى يعظموا الكل، وأخفى الإجابة في الدعاء ليبالغوا في كل الدعوات، وأخفى الاسم الأعظم ليعظموا كل الأسماء، وأخفى الصلاة الوسطى ليحافظوا على الكل، وأخفى قبول التوبة ليواظب المكلف على جميع أقسام التوبة، وأخفى وقت الموت ليخاف المكلف… فكذا أخفى هذه الليلة ليعظموا جميع ليالي رمضان.
وثانيها: كأنه تعالى يقول: لو عينت ليلة القدر وأنا أعلم بتجاسركم على المعصية، فربما دعتك الشهوة في تلك الليلة إلى المعصية فوقعت في الذنب، فكانت معصيتك مع علمك أشد من معصيتك لا مع علمك؛ فلهذا السبب أخفيتها عليك..
فعلى المسلم أن يجتهد في طاعة الله عزوجل في هذه الليالي المباركات، فيكثر من الصلاة والدعاء والذكر، وتلاوة القرآن الكريم وسائر أعمال البر ، عسى أن يوافق ليلة القدر، فيكون من الفائزين.
نسأل الله تعالى أن يبلغنا ليلة القدر، وأن يجزل لنا الثواب والأجر .
ads

اضف تعليق