عن عائشة رضي الله عنها قالت ” كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر أحيا الليل وأيقظ أهله وجد وشد المئزر ” رواه البخاري ومسلم
أحيا ليله : بصرفه للعبادة قياما وسجودا وتلاوة.
أحيا ليله : بالطاعة سهرا في سبيل الله .
أحيا ليله : متحليا بصفات عباد الرحمن
( …. والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما )
أحيا ليله : رغبة في نيل الشرف العظيم بالقيام ” شرف المؤمن قيام الليل “
أحيا ليله : رجاء ان يكون من أهل هذه الآية ( تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون . فلا تعلم نفس ماأخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون ) .
أحيا ليله : ساجدا وقائما ، متضرعا بين الخوف والرجاء ، يجهز الزاد ، ويعد العدة لسفر طويل ، ويؤمن الطريق بزاد يدفع عنه غربة الرحلة وظلمة القبر ، ووحشة الطريق ( أمن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لايعلمون . إنما يتذكر أولوا الألباب )
أحيا ليله : طلبا للدرجات العلا من الجنة .
أحيا ليله : التماسا لليلة القدر ، رجاء أن يكون من أهلها ، فينال بركة العمر بأجر يفوق ألف شهر .
أحيا ليله : بزاد التربية والتأسيس والاستعداد للقيام برسالته في الحياة ، فلن ينهض بدوره بعيدا عن منهج ربه . ولن ينهض برسالته بالتنظير . وإنما بتربية قلبية روحية إيمانية .
فالرحلة طويلة ، والسفر بعيد ، والمرجو كثير ، والسلعة غالية ، والسلعة الجنة . والقيام بين يدي الله عمدة البناء وأساسه .
لقد ربى الله سبحانه وتعالى نبيه صلى الله عليه وسلم وأعده بالتربية الإيمانية التعبدية الروحية .
( ياأيها المزمل قم الليل إلا قليلا . نصفه او انقص منه قليلا . أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلا . إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا . إن ناشئة الليل هي أشد وطئا وأقوم قيلا )
ولقد ربى النبي صلى الله عليه وسلم صحابته الكرام بهذا الزاد الإيماني ، فصاروا أعلام الهدى وأئمة التقى ، ونالوا الشرف العظيم ( إن المتقين في جنات وعيون . آخذين ماآتاهم ربهم إنهم كانوا قبل ذلك محسنن .كانوا قليلا من الليل مايهجعون وبالأسحار هم يستغفرون )
أحيا ليله : باستمطار رحمات الله ، وطلب الهداية والتوفيق ، والفتح من ربه والعون من خالقه عز وجل ، موقنا بأن فتح الله لاحدود له ، ولا منع له .( مايفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها ) اللهم افتح لنا أبواب رحمتك ،
أحيا ليله : فما أجمله من إحياء ، وأسهر ليله : فما أعظمه من سهر .
وقد قيل للحسن :
مابال المتهجدين أحسن الناس وجوها ، فقال : لأنهم خلوا بالرحمن فألبسهم نورا من نوره .
وشتان بين سهر إحياء الليل وسهر إماتة الليل وإضاعته .
شتان بين سهر القرب والمناجاة لرب الأرض والسموات . وسهر الغفلة واللهو والإعراض .
اللهم اجعلنا من أهل إحياء الليل في رمضان وبعد رمضان .
الأستاذ الدكتور/ محمد عبدالسلام العجمي
أستاذورئيس قسم أصول التربية السابق.
والوكيل الأسبق للدراسات العليا بجامعة الأزهر
استاذ مشارك سابق لدى جامعة الامام
مستشار تربوي سابق لدى وزارة التعليم العالى بالسعودية تعليم البنات
رئيس مركز التأهيل التربوي بالاسكندرية و دمنهور سابق لدى جامعةالازهر