يوم الاثنين القادم ٢٢ / ٥ بجامعة الأزهر بالمنوفية ستتم مناقشة الباحث مؤمن عبدالمجيد محمد عبدالفتاح في دراسته التي جاءت بعنوان: “مراعاة النبي صلي الله عليه وسلم لأحوال المدعوين من خلال السنن الصغرى للإمام النسائي المسماة بالمجتبى”، حيث تكون لجنة الحكم والمناقشة من:
أ.د/ مرسي شعبان السويدي أستاذ الدعوة والثقافة الإسلامية المتفرغ بكلية اصول الدين والدعوة بالمنوفية وعميد الكلية الأسبق مشرفا أساسيا، أ.د عبدالفتاح عبد العزيز حسين أستاذ الدعوة والثقافة الإسلامية المساعد المتفرغ بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بدسوق مشرفا مشاركا، أ.د/ محمد سعد قاسم أستاذ الحديث الشريف وعلومه المساعد المتفرغ بالكلية مشرفا مشاركا، أ.د فوزي عبد العظيم رسلان أستاذ الدعوة والثقافة الإسلامية المتفرغ بالكلية ووكيلها الأسبق والعميد الأسبق لكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بمدينة السادات وعضو اللجنة العلمية لترقية الأساتذة والأساتذة المساعدين بجامعة الأزهر مناقشا داخليا ،أ.د/ محمود الصاوي أستاذ الثقافة الإسلامية ووكيل كليتي الدعوة والإعلام بجامعة الأزهر مناقشا خارجيا.
وقد استهدفت الدراسة دراسة السنة النبوية المطهرة دراسة دعوية ، وكذا تقديم غذاء روحي متكامل وسهل التناول لدى فئات المجتمع كافة ، وكذلك إبراز جانب دعوي أصيل من جوانب دعوة النبي () وهو مراعاته () أحوال المدعوين المختلفة ، وهو محاولة جادة لتجديد الخطاب الديني بما يتواكب ويتواؤم مع مقتضيات العصر، كما أنها تبين المنهج الإسلامي المعتدل الوسطي البعيد كل البعد عن التطرف بشتي صوره ، ومن ثم تبين المنهج الإسلامي في القضاء على الفكر المتطرف ، كما تهف الدراسة إليالارتقاء بالمستوى الفكري والخُلُقي لدى المدعوين ،
وقد توصلت الدراسة إلى نتائج من أهمها:
أولا: سبق النبي e النظريات الحديثة التي خلصت إلي الإقرار بمبدأ الاختلاف بين البشر ، كما سبق النبي e العلوم الحديثة في الإقرار بأهمية التأثير الحادث في السلوكيات والشخصيات من خلال البيئة ومن ثم وجب مراعاة ذاك الاختلاف لوصول الدعوة لجميع المدعوين.
ثانيا: هناك عدد من العوامل المؤثرة في المدعوين والتي تؤثر بشكل مباشر علي تنوعهم واختلافهم منها العامل الوراثي والبيئة الاجتماعية ومنها التفاوت بين المدعوين في الطباع وغيرها من العوامل التي توجب علي الداعية أن يراعيها ويسايرها وفق الشرع الحنيف
ثالثا: أكد النبي e أن معيار التفاضل بين المدعوين لا يقوم إلا علي مبدأ ما وصل إليه المدعو من درجة التقوي عند الله سبحانه وتعالي ، هذا في التفاضل العام أما فيما يتعلق بالمهمات مثلا كالقيادة العسكرية أو الناحية العلمية أو الحكم والسفارة الدبلوماسية فكانت معاييرها تختلف فبداية البحث عن الكفاءات وأصحاب القدرات الخاصة لكي يبرعوا في مهماتهم ومن ثم فلا وجود لمعايير تتمثل في الحكم علي المدعوين من حيث الشرف أو اللون، أو العرق، أو القبيلة، أو المستوى اقتصادي- فلم تكن تلك معايير التفضيل بين الناس، فهي وإن كانت فروقاً موجودة لكن لا تستحق أن يترتب على وجودها أثر حكمي بالنسبة للأشخاص، ويحذر النبي e من يفرق بين الأشخاص باعتبار تلك الفروق، وتنسبه إلى الجاهلية.
رابعا: لابد من وضع ضوابط للتعامل مع المدعوين بغية الوصول إلي النتائج المرجوة منها ما يتعلق بشخص الداعية فهو ركن ركين في العملية الدعوية ومنها ما يتعلق بالمدعوين وهم الركن الركين الثاني الذي به تتحقق الرسالة النبوية وهم المنوطون بتلك الدعوة بلاغا وتعليما وتطبيقا لكل ما جاء فيها ، ومنها ما يتعلق بالدعوة من حيث أسلوب العرض وتحين الفرص في تبليغها.
خامسا: مراعاة أحوال المخاطبين بما يتناسب مع مقتضيات العصر هو نوع من تجديد الخطاب الديني المعتمد علي النص والسير معه حسب مقتضيات وحاجات الناس دون مخالفة للشرع.
سادسا: مراعاة أحوال المخاطبين يسهم بشكل فاعل في القضاء على الأفكار المتطرفة والمفاهيم الفاسدة التي تروج لها بعض الجماعات والأفراد فالمعيار هنا التوسط كأمتنا الوسط ومن ثم فلا تفريط ولا إفراط فالتوسط هو المعيار الصحيح والرشيد والسليم الذي يجب أن يلتزم به الدعاة .
سابعا: إن مراعاة النبي لأحوال المدعوين قد أزالت اللبس والشك والريب في الأفهام وفي التعامل مع الأوامر والنصوص لدي جموع المدعوين ومن ثم إذا طبق الدعاة ذلك أدي هذا إلي الحد من انتشار ظاهرة الإرهاب التي نتجت عن فهم خاطئ للنص فتولدت الأفكار الهدامة؛ التي اعتنقها بعض المدعوين بفهم الخاطئ وترتب عليها ما ترتب من إرهاب
ثامنا: معاملة غير المسلمين بالأسلوب الأمثل الذي تَنبُتُ منه المحبة والتعايش والإخاء الإنساني.
وقد وأوصت الرسالة بما يأتي:
أولا: ضرورة الفهم الحقيقي لأهداف الدعوة الإسلامية، وذلك عم طريق إجراء مزيد من الدراسات في رعاية أحوال المخاطبين في القرآن الكريم والسنة النبوية
ثانيا: لابد من وضع مناهج علمية تدرس وفق رؤية دعوية استراتيجية مصحوبة بتطبيق عملي وإشرافي من دعاة وأساتذة متخصصين ويشهد لهم بالكفاءة في الدعوة وفي تطبيق الضوابط والمناهج العلمية الدعوية الصحيحة من خلال استقراء السنة والمنهج النبوي الدعوي ، كما يجب وضع مناهج علمية تعني بدراسة فئات الناس والأساليب والوسائل والطرق المناسبة لكل منهم
ثالثا: علي الدعاة أن يعوا جيدا أهمية مراعاة أحوال المدعوين من خلال التعرف علي محيطهم الدعوي وظروفهم المحيطة بهم وبمدعويهم ومن ثم دراسة كل فئة وحالة علي حدة ثم اقتراح العلاج الأمثل لكل فئة وطائفة بل لكل مدعو.
رابعا: الأهمية الحقيقة لفهم النفس البشرية ففهمها يؤدي إلي معرفة كيفية التعامل معها ومن ثم فلا بد من برنامج تعليمي يقوم علي دراسة علم النفس البشري والسلوكي بالنسبة للدعاة ومن يعملون في حقل الدعوة لما له من أثر كبير في قبول الدعوة واستمالة المدعوين .
خامسا: معالجة الأفكار المنحرفة بالطريقة الإسلامية المعتدلة؛ وذلك من خلال: مقابلة الفكر بالفكر؛ ومجابهة الرأي بالرأي؛ ومواجهة القول بالقول
سادسا: لابد من وجود دراسات بينية بين تخصصي الدعوة والإعلام لاسيما في هذا الجانب الذي يعتمد اعتمادا مباشرا علي جمهور المدعوين ، خاصة وأن الإعلام يلعب دورا هاما في تشكيل الوعي والإدراك لدي المشاهدين والقراء والمستمعين .. بل هو المحرك والمسيطر على عقول الجماهير بمختلف فئاتهم، اذا تم استخدامه بطريقة علمية منظمة ومخططة فخبراء الإعلام علي دراية كافية ووافية بشرائح الجمهور ومن ثم تحديد المحتوي لكل فئة بما يتناسب مع متطلباتها ومن ثم الحصول علي نسب عالية من التفاعل والمشاهدات ، من هنا يمكن استعارة هذه العلوم وتطويُعها وتدريسُها بما يتواءم مع كليات الدعوة والدعاة خاصة فيما يتعلق بالجمهور وكيفية اجتذابه للمسجد و للمحتوي الدعوي الذي يقدمه الدعاة ، لا سيما وقد تطورت وسائل الاعلام بصورة مهولة خلال السنوات العشر الماضية وصارت مواقع الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي منافسا قويا لوسائل الإعلام التقليدية، بل أصبحت جزءا حيويا في حياة الإنسان ، فقد انتشرت مواقع رفع الفيديوهات والبث الحي كاليوتيوب و الفيس بوك وسيلة إعلامية ، وأصبح كثير من الأشخاص ينافسون عددا من كبار الإعلاميين فى نسب المشاهدة بل تفوقوا عليهم فى العديد من الحالات، وتحولت صفحات اليوتيوب و الفيس بوك إلي أهم المصادر المعرفية لدي الجمهور ، ومن هنا فلا بد من دراسات إعلامية للدعاة خاصة فيما يتعلق بشرائح الجمهور وكيفية اجتذابهم نحو المحتوي الدعوي والذي نهدف من خلاله إلي بيان دين الله بما يتناسب مع طبيعة الأشخاص والأزمان.