ads
رئيس التحرير
ads

جامعة القاهرة تمنح الامتياز للقاضي الأصفهاني 

الخميس 15-06-2023 07:48

كتب

أوصت اللجنة العلمية المجتمعة صباح الثلاثاء الماضي بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة – بدرجة الامتياز – لرسالة الماجستير المقدمة

من الباحث / محمود مصطفى محمود إبراهيم بعنوان: “القاضي شمس الدين الأصفهاني وآراؤه الكلاميَّة ت 688هـ”،

والمكونة من كل من :
الأستاذ الدكتور/ مصطفى محمد حلمي، أستاذ الفلسفة الإسلامية المتفرغ بكلية دار العلوم جامعة القاهرة مشرفًا أساسيًا.
الدكتور/ محمود سعيد حميدة، أستاذ الفلسفة الإسلامية المساعد بكلية دار العلوم جامعة القاهرة مشرفًا مشاركًا.
الأستاذ الدكتور/ حسن الشافعي، أستاذ الفلسفة الإسلامية الغير متفرغ بكلية دار العلوم جامعة القاهرة، والرئيس الأسبق لمجمع اللغة العربية، وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف مناقشًا داخليًا.
الأستاذ الدكتور/ محمود الصاوي، أستاذ الثقافة الإسلامية، ووكيل كليتي الدعوة والإعلام السابق بجامعة الأزهر بالقاهرة مناقشًا خارجيًا.
وقد استهدفت الدراسة الكشف عن جانب من جوانب التراث الإسلامي وأعلامه، وذلك بإبراز جزء مهم من جهود علماء الإسلام في درس العقيدة وتأصيلها والدفاع عنها عقلا ونقلا، وهو ما كان لشيخ نُظَّار عصره العلَّامة شمس الدين الأصفهاني، الإمام المتكلم، والأصولي المحقق، نزيل مصر، المتوفى بالقاهرة، سنة 688هـ .
كما استهدفَت الدراسة تقديم عمل جاد للمكتبة الإسلامية، والقائمين على دفع الشبهات، والمهتمين بالدَرس العقدي من الباحثين، وذلك لأن من عَرف المعقولات تبين له أن العقل الصريح أعظم الأشياء موافقة لما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، ومعرفة منهج وآراء الأصفهاني الكلاميَّة بجانب كونه كشف عن حلقة مفقودة من تاريخ العلم فهو أمر يخدِم الواقع المعاصر، حيث بيَّن الأصفهاني كثيرا من الإشكالات العقلية، وتطرَّق إلى كثير من المهمات، وهو في ذلك متصف بالتحقيق، القائم على الحُجة والبرهان.
وقد توصلت الدراسة إلى نتائج من أهمها :
استقلال الشخصية العلمية للقاضي الأصفهاني، وترفعه عن التقليد في الأصول والفروع.
قيام البحث الكلامي عند الأصفهاني على مجموعة من الطرقِ العقلية في الاستدلال، والتي تفاوتت درجة اعتباره لها؛ ومن ثَم استخدامه إياها كطريق موصِّل إلى المطلوب.
استناد الاستدلال عند الأصفهاني إلى مجوعة من الأسس، مثَّلت منطلقات بُنِي عليها هذا الاستدلال.
اتصاف البحث الكلامي عند الأصفهـاني بالموضوعية، القائمـة على التحقيق العلمي، والحس النقدي؛ حيث تحرير محل النزاع، وتحقيق المذاهب والأقوال، وعرض الآراء وتحليلها، وسبر الأدلة لبيان مدى يقينيتها في الدلالة على المطلوب.
وكان من أبرز نتائج هذه الموضوعية ترجيحه ما انتهى إليه اجتهاده ونظره، وإن وافق ذلك قول الفلاسفة أو المعتزلة أو غيرهم، والاستدراك على الأقوال، والتصريح بضعف الأدلة والاختيارات إن تبين له ذلك أيّا من كان القائل بها، وبيان حقيقة الخلاف في كثير من المسائل، والتوقُف في الحكم في بعض المسائل لعدم قيام القاطع عنده على الحكم فيها، والإنصاف الذي كان من أبرز مظاهره تكلُف أدلة للآخر إن أمكن مع النظر فيها، والأدب مع المخالف وإن خالفه في مسائل عظيمة.
جاء منهج الأصفهاني وآراؤه شاهدا على تطور الفكر الأشعري.
ظهر أن بعض الاختلاف بين مقالات الإسلاميين في مسائل الكلام إنما كان لاختلاف المناهج والتصوُرات، مع الاتفاق على مقصد واحد هو إثباتُ الكمال لله ونفي النقص عنه، مما يدلُ على أن الخلاف لم يكن عن مكابرة أو جُحود.
بدا أن كل فكر قابل للنقد، حتى الفكر الذي يستمد بناءه من مصادر الوحي، إذ النقد حينئذ يتوجـه إلى طبيعـة الفهم، ومنهجية التعامل مع النصوص، لا النصوص الثابتة نفسها.
وقد أوصت الدراسة بعدد من التوصيات، من أهمها :
ضرورة تحقيق ما ذُكِر في كتب العلم، وكتب التراجم والببليوجرافيا عن الفِرق والشخصيات والمؤلَفات؛ وذلك لإمكان حصول الخطأ أو الوهم أو الخلط في ذلك .
النظر إلى اختلاف وتنوع آراء المتكلمين نظرة إيجابية، فيستفَاد من هذا الاختلاف بتجريد الكلام عن الأحكام واللوازم، حيث يظهر أن جزءا من العلم قد تولَّد نتيجة النظر والردود.
مما ينبغي على المعنيين بالدرس الكلامي ضرورة الالتفات إلى المشكلات الحديثة والشبهات المتجددة التي تواجه العقل الإسلامي في العقيدة والفكر، إذ هو عمل من صميم علم الكلام ومهمته الأساسية، والاستعانة على مواجهة ذلك بما تركه المتكلمون، وعدم الالتفات إلى دعوات التنفير عن علم الكلام بناء على أخطاء تاريخية، فإنه أمر لا يفيد واقع المسلمين.
الاهتمام بالتراث الكلامي لأقران الشمس الأصفهاني، وتراث تلاميذه؛ وذلك بالبحث عن هذا التراث والسعي في إخراجه ودراسته.

ads

اضف تعليق