ترامب يعين ضمن فريقه شخصيات متشددة في قضايا الامن والهجرة
السبت 19-11-2016 00:23
عين دونالد ترامب الجمعة في إدارته ثلاث شخصيات من ذوي المواقف المتشددة في قضايا الأمن الوطني والهجرة الأمر الذي أثار غضب الديموقراطيين، فيما تم تداول اسماء شخصيات اخرى أكثر توافقية لتولي وزارة الخارجية وطمأنة حلفاء الولايات المتحدة.
وقرر الرئيس الاميركي المنتخب أن يعهد بوزارة العدل إلى السناتور جيف سيشنز (69 عاما) المؤيد لسياسة الحزم الشديد في ما يتعلق بالهجرة غير الشرعية التي شكلت احد المواضيع الرئيسية خلال حملة ترامب الذي وعد بترحيل 11 مليون مهاجر غير شرعي.
وسيشنز الذي ينوي العمل “بعدل وبلا انحياز” سيقدم لترامب الحديث العهد في السياسة معرفته الدقيقة بآليات السلطة في واشنطن.
لكن تصريحات عنصرية علنية أدلى بها في ثمانينات القرن الماضي لا تزال تلاحقه حتى اليوم. فعندما كان مدعيا عاما في ألاباما عام 1986 انتقد محاميا أبيض معتبرا أنه “عار على عرقه” بسبب دفاعه عن موكله الأسود.
وذكّرت منظمة “آي سي إل يو” المدافعة عن الحريات بأن سيشنز نعتها بأنها “شيوعية” وعارض عددا من المواقف التي اتخذتها في مجال حقوق المثليين وعقوبة الإعدام والإجهاض.
وقال النائب الديموقراطي عن إلينوي لويس غوتيريز ساخرا “إذا كنتم تحنون الى عصر كان يتم فيه إسكات السود، وكان المثليون يختبئون في المراحيض، والمهاجرون بعيدين عن الأنظار والنساء في المطبخ، فإن سيشنز هو الرجل” المناسب.
في المقابل، رحب سناتور تكساس المحافظ المتشدد تيد كروز بما اعتبره “نبأ عظيما”.
– مؤيد لروسيا ومعارض لإيران –
أما منصب مستشار الامن القومي الذي يعتبر مهما جدا وتشغله حاليا سوزان رايس فسيتم إسناده الى الجنرال المتقاعد مايكل فلين (57 عاما) المناهض للتطرف الإسلامي والمعروف بمواقفه التصالحية تجاه روسيا.
وترأس فلين جهاز الاستخبارات العسكرية (وكالة استخبارات الدفاع) بين عامي 2012 و2014 واثار جدلا بسبب تصريحات مناهضة للاسلام.
ويدافع فلين عن تقارب مع موكسو وبكين وظهر خلال عشاء في موسكو مع فلاديمير بوتين في كانون الاول/ديسمبر 2015.
ولا يحتاج تعيين فلين إلى موافقة مجلس الشيوخ، على عكس المرشحين الاثنين الاخرين اللذين عينهما ترامب الجمعة،
وقال ديفيد أكسلرود المستشار السابق للرئيس باراك أوباما، ان تعيين فلين “قد يثير فرحة (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين و(الرئيس التركي رجب طيب) أردوغان”.
وقال النائب الديموقراطي آدم شيف عضو في لجنة الاستخبارات، انه “قلق جدا” من “ضعف” فلين تجاه روسيا و”تصريحاته التحريضية” حول الإسلام.
كما أعلن الملياردير الذي انتخب في 8 تشرين الثاني/نوفمبر على اساس برنامج شعبوي، أن وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه) ستكون بقيادة مايك بومبيو (52 عاما) عضو مجلس النواب عن ولاية كنساس. وكان تم انتخابه تزامنا مع وصول حزب الشاي الجناح المحافظ المتشدد في الحزب الجمهوري الى الكونغرس.
وبومبيو “الصقر” هو خصم شرس للنظام الإيراني وللاتفاق الذي وقعته الدول الكبرى لمنع طهران من حيازة قنبلة نووية.
وكان أيضا أحد أعضاء لجنة التحقيق في الكونغرس الذي يهيمن عليه الجمهوريون حول الهجوم على البعثة الأميركية في بنغازي عام 2012 والذي ادى الى مقتل أربعة أميركيين بينهم السفير كريس ستيفنز.
واتهمت تلك اللجنة، المرشحة الديموقراطية السابقة الى الرئاسة الاميركية هيلاري كلينتون التي كانت وقتذاك وزيرة للخارجية، بأنها قللت من أهمية التهديد الجهادي في ليبيا.
– معتدل في الخارجية؟ –
ولاقت هذه التعيينات صدى جيدا لدى الجمهوريين، غير أنها اثارت قلق الديموقراطيين الذين كانوا عارضوا تعيين ستيف بانون رئيس موقع بريتبارت اليميني المتطرف كبيرا للمستشارين الاستراتيجيين في البيت الابيض.
وإضافة الى ستيف بانون، عين ترامب ايضا شخصية اكثر توافقية هو رينس بريبوس الرئيس الحالي للحزب الجمهوري في منصب كبير موظفي البيت الابيض.
لكن بالتوازي مع هذه التعيينات لشخصيات من أنصار التشدد، أتاح ترامب تسريب اسماء شخصيات اكثر اعتدالا لتسلم وزارة الخارجية.
ومن المفترض أن يجتمع خلال عطلة نهاية الأسبوع مع المعتدل الجمهوري ميت رومني، الذي خسر المعركة الرئاسية في مواجهة باراك أوباما عام 2012.
واشارت وسائل اعلام اميركية الى ان ترامب يسعى الى تعيين رومني وزيرا للخارجية. وقد يشكل تقارب كهذا مفاجأة، لأن رومني كان في الصف الاول لمعارضي ترامب وخطه الشعبوي خلال الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري.
ولا يزال اسم رئيس بلدية نيويورك السابق رودي جولياني يتردد أيضا لمنصب وزير الخارجية.
– طمأنة الحلفاء –
ويسعى الرئيس المنتخب أيضا إلى طمأنة حلفاء الولايات المتحدة. وكان اول مسؤول يقابله الخميس في نيويورك هو رئيس الحكومة اليابانية شينزو آبي الذي اعتبر ان ترامب زعيم يمكنه “الوثوق به”.
واعلن الامين العام لحلف شمال الاطلسي ينس ستولتنبرغ الجمعة انه اجرى “حديثا جيدا” عبر الهاتف مع دونالد ترامب حول مستقبل الحلف واهمية “زيادة نفقات الدفاع” لدى الدول الاعضاء.
من جهته اعلن رئيس قمة المناخ وزير خارجية المغرب صلاح الدين مزوار الجمعة في مراكش انه يعول على “براغماتية” ترامب و”روح الالتزام” لديه.
والرئيس المنتخب الذي لازم مقر اقامته في برج ترامب بنيويورك منذ انتخابه، يفترض ان يقضي عطلة نهاية الاسبوع في نادي الغولف الذي يملكه في بدمينستر بنيو جيرزي، ومن المقرر أن يواصل من هناك مشاورات تشكيل فريقه.
وواصل ترامب التغريد على تويتر فنشر تغريدة الخميس أوضح فيها أنه تجنب اتخاذ قرار يقضي بنقل أحد مصانع شركة فورد، علما أنه كان وعد خلال حملته الانتخابية بإعادة كل المصانع الأميركية المنتشرة في الخارج إلى الولايات المتحدة.