ads
رئيس التحرير
ads

كلمةسفيرفنزويلابالقاهرة في لقاء مع مجموعات التضامن…الذكرى 240 لميلاد المحرر سيمون بوليفار…الذكرى المئوية الثانية لمعركة البحيرة البحرية

الأربعاء 26-07-2023 16:00

كتب

إبراهيم شحاته

نص كلمة سفير فنزويلا بالقاهرة

أيها الرفاق والأصدقاء والزملاء الأعزاء،

كما هو الحال في كل عام، نجتمع بفرح وحب وطني لبدء فعاليات إحياء ذكرى والإشادة بصفة خاصة بشخصية بارزة في تاريخ فنزويلا وأمريكا اللاتينية والتاريخ العالمي، رجل مسترشد بمثله العليا لصالح القضايا العادلة برز في لحظات تاريخية مصيرية، وبأقواله وأفعاله، تجاوز زمن وجوده الفعلي، لأن بصماته لا تمحى في الشعور الجماعي لشعب بأكمله مصمم على أن يظل حرا وذو سيادة دون وصاية إمبريالية أو استعمارية جديدة.

 

بالنسبة الى أولئك الذين كان من دواعي سرورنا أن يستمتعوا معنا بالعمل السينمائي الممتاز “المحرر”، الذي عرض مؤخرا في مركز الإبداع بدار الأوبرا المصرية، فقد شاهدنا لمحة عن رحلة السيرة الذاتية الاستثنائية لوالد الأمة سيمون بوليفار.

 

كان سليل إحدى أغنى العائلات الفنزويلية في ذلك الوقت، حيث ولد سيمون خوسيه أنطونيو دي لا سانتيسيما ترينيداد بوليفار بالاسيوس بونتي إي بلانكو في مدينة كاراكاس، التي كانت مقر القيادة العامة في فنزويلا حينئذ، في 24 يوليو 1783. كان والداه العقيد خوان فيسنتي بوليفار إي بونتي، والسيدة كونسيبسيون بالاسيوس بلانكو.

 

عندما كان عمره عامين فقط، توفي والده جراء إصابته بمرض السل، تاركا والدته كرب للأسرة، لكن والدته توفيت أيضا جراء إصابتها بمرض السل في 6 يوليو 1792، وعندما كان لديه 9 سنوات فقط، أصبح الطفل بوليفار يتيما، حيث كان في البداية تحت وصاية جده لأمه السيد فيليسيانو بالاسيوس، وعقب وفاة جده أصبح تحت وصاية عمه ومعلمه كارلوس بالاسيوس.

 

نتيجة لقيامه ببعض أعمال التمرد خلال فترة مراهقته، قضي سيمون بوليفار بضعة أشهر كمتدرب في منزل السيد سيمون رودريجيز، الذي كان يدير في ذلك الوقت مدرسة التعليم الأساسي في المدينة. بين المعلم البارز والطفل سيمون بوليفار، نشأ تفاهم وتعاطف متبادلين، والذي استمر مدى الحياة وأثر على تصرفات المحرر وعمله. كان لدى بوليفار أيضا معلمون آخرون في كاراكاس، بما في ذلك الشخص العظيم ذو النزعة الإنسانية السيد أندريس بيّو.

 

كانت موهبة بوليفار هي حمل السلاح. في يناير 1797، دخل كطالب في كتيبة الميليشيات البيضاء في وديان أراجوا. في بداية عام 1799، سافر إلى إسبانيا. وفي مدريد كرس نفسه بشغف للدراسة ووسع معرفته بالتاريخ والأدب الكلاسيكي والحديث والرياضيات، وبدأ دراسة اللغة الفرنسية. التقى في مدريد بماريا تيريزا رودريجيز ديل تورو إي ألايزا، التي تزوجها في 26 مايو 1802. سافر الزوجان الشابان إلى فنزويلا، لكن الزواج لم يدم طويلا، حيث توفيت ماريا تيريزا في يناير 1803. عاد الأرمل الشاب إلى أوروبا في نهاية العام نفسه، واستقر في باريس منذ ربيع عام 1804.

 

في العاصمة الفرنسية، التقي مرة أخرى بمعلمه سيمون رودريجيز، الذي سيستمر بعلمه وخبرته في التأثير على مصير حياة المحرر. سافرا معا إلى إيطاليا، وفي روما، 15 أغسطس 1805، في مونتي ساكرو، قام بوليفار بأداء “قسم مونتي ساكرو” المجيد، حيث تعهد، في حضور معلمه الذي لا ينفصل عنه، “بعدم إراحة ذراعه أو روحه حتى يتمكن من تحرير العالم الإسباني الأمريكي من الوصاية الإسبانية”.

 

 

في نهاية عام 1806، متبعا المحاولات التي قام بها فرانسيسكو ميراندا في فنزويلا، اعتبر بوليفار أن الوقت قد حان لعودته. وصل إلى فنزويلا في 19 أبريل 1810، حيث قام أعضاء مجلس حكم كاراكاس بتأسيس مجلس حكومة فنزويلا، وهي الهيئة التي عينته مفوضا أمام الحكومة البريطانية، وسافر بوليفار إلى لندن في نهاية العام نفسه.

 

عند عودته إلى فنزويلا، كان عضوا نشطا في الجمعية الوطنية في كاراكاس، كونه أحد أشد المدافعين حماسا للاستقلال التام للتخلص بشكل نهائي من السلاسل التي ربطتنا بالإمبراطورية الإسبانية آنذاك، والتي أعلن عنها الكونجرس في 5 يوليو 1811.

 

انضم بوليفار إلى الجيش، وبرتبة عقيد ساهم في عام 1811، بأوامر من فرانسيسكو ميراندا، في السيطرة على فالنسيا. في عام 1812، على الرغم من الجهود الكبيرة المبذولة، لم يتمكن من منع ساحة بويرتو كابيلو التي كان قائدها من الوقوع في أيدي القوات الملكية. في منتصف عام 1812، استسلم الجنرال فرانسيسكو دي ميراندا أمام الزعيم الإسباني دومينجو دي مونتيفيردي وخسرمعه أول جمهورية في فنزويلا. لكن الرغبة في مواصلة الدفاع عن قضية الاستقلال وتركيز المجهود الحربي على ذلك الهدف كانت لا تزال قائمة.

 

قام بوليفار، من كارتاخينا دي إندياس، التابعة آنذاك للتاج الملكي بغرناطة الجديدة أو سانتا في، بكتابة ونشر “بيان قرطاجنة”، أحد الخطابات الأساسية، التي كشف فيها بالفعل عن عقيدته السياسية، وكذلك المبادئ التي ستوجه عمله في السنوات المقبلة وبدأ حملاته العسكرية الملحمية، التي تناوبت فيها الانتصارات والنكسات حتى عام 1818.

 

في تلك الفترة حصل على لقب المحرر، بعد حملته الناجحة المثيرة للإعجاب، والذي منحه له بلدية وشعب كاراكاس في عام 1813، والذي سيظل معروفًا به إلى الأبد. في عام 1814، خسرالجمهورية الثانية، وقد كان عامًا مصيريًا في تاريخ فنزويلا. وفي عام 1815 ، نشر “رسالة من جامايكا” الشهيرة، وهي عبارة عن وثيقة شرح فيها ماضي القارة وحاضرها ومستقبلها بفهم عميق ورؤية رجل دولة.

 

في عام 1816، بعد الدعم الذي لا يقدر بثمن من رئيس هايتي ،أليخاندرو بيتيون، بدأ بوليفار مرحلة حاسمة في عملية استقلال فنزويلا ولأمريكا. في يوليو 1817، تم الاستيلاء على أنجوستورا، عاصمة مقاطعة جوايانا آنذاك، وأعيد تنظيم الدولة من جديد. عقد المؤتمر الثاني لفنزويلا، الذي دعا اليه بوليفار، في أنجوستورا في 15 فبراير 1819، وقبل اجتماع هذا المجلس الموقر، القي المحرر الخطاب الذي  يعد أحد الوثائق الأساسية لأيديولوجيته السياسية، أثناء تقديمه لمشروع الدستور.

فيما بعد، قام بالحملة التي حررت غرناطة الجديدة. سافر الجيش الوطني الى جبال الأنديز، وبعد المعارك الدموية، حقق نصرًا حاسمًا في معركة بوياكا في 7 أغسطس 1819. عاد المحرر إلى أنجوستورا ، حيث أصدر الكونجرس ، بناءً على اقتراحه ، القانون الأساسي لجمهورية كولومبيا ، 17 ديسمبر 1819. تضمنت هذه الدولة الكبرى، التي أنشأها المحرر، الجمهوريات الحالية لفنزويلا وكولومبيا وإكوادور وبنما ، وهي اتحاد من الدول الحرة التي كان لها أهمية سياسية وعسكرية ورمزية كبيرة في وحدة أمريكا اللاتينية .

 

في 24 يونيو 1821، حقق بوليفار والجيش الوطني انتصارا مدويا في معركة كارابوبو التي قررت بشكل قاطع استقلال فنزويلا. بعد هذا الانتصار، وجه بوليفار نظره نحو الإكوادور. في عام 1822، حاول جيشان وطنيان تحرير كيتو: قاد بوليفار الشمال، و قاد الجنرال أنطونيو خوسيه دي سوكري الجنوب بدءا من جواياكيل. أدت معركة بومبونا  التي قام بها بوليفار في أبريل الي دحض المقاومة، في حين أن معركة بيتشينشا ،التي فاز بها سوكري في 24 مايو حررت الإكوادور بشكل نهائي، والتي لا تزال ضمن جمهورية كولومبيا الكبرى.

 

ثم استمر الهجوم جنوبا، وفي 7 أغسطس 1824، في خونين، هزم الجيش الملكي في بيرو. استمرت الحملة وبينما دخل بوليفار ليما، وضع الجنرال أنطونيو خوسيه دي سوكري ، في أياكوتشو ، ختمًا نهائيًا على الحرية الإسبانية الأمريكية في 9 ديسمبر1824. قبل يومين، من ليما، وجه بوليفار إلى حكومات أمريكا اللاتينية دعوة لإرسال مفوضيها إلى الكونجرس الذي كان من المقرر أن يجتمع في بنما، والذي عقد بالفعل في يونيو 1826.

 

منذ عام 1826، بدأت عملية التفكك السياسي لعمل المحرر بوليفار والتي تعمقت في تلك السنوات الخمس والتي أدت إلى تفكك كولومبيا الكبرى. على الرغم من شعوره بالمرض والتعب، كافح بوليفار لإنقاذ مشروعه الاتحادي. في بداية عام 1830، بعد حل النزاع بين بيرو والإكوادور، عاد إلى بوجوتا لعقد المؤتمر التأسيسي. تحركت فنزويلا مرة أخرى وأعلنت نفسها دولة مستقلة. في غرناطة الجديدة نمت المعارضة واشدت قواها. استقال المحرر بوليفار، الذي تدهورت صحته بشكل متزايد، من الرئاسة و بدأ رحلته إلى الساحل. إن خبر اغتيال الجنرال أنطونيو خوسيه دي سوكري، الذي تلقاه في قرطاجنة،  أثر عليه بعمق. فكر في السفر إلى أوروبا، لكن الموت فاجأه في منطقة سان بيدرو أليخاندريو، بالقرب من سانتا مارتا، في 17 في  ديسمبر 1830. وبالفعل كان قد وجه إلى مواطنيه خطابه الأخير في 10 ديسمبر، والذي يعتبر وصيته السياسية .

 

برزت عبقرية المحرر سيمون بوليفار بين معاصريه لموهبته وذكائه وإرادته وإنكاره لذاته، وهي صفات وضعها بالكامل في خدمة مهمة عظيمة ونبيلة: الحرية والوحدة. كان اتحاد أمريكا الحرة والمستقلة، هو الحلم البوليفاري العظيم.

 

لقد أنقذ القائد هوجو تشافيز والثورة البوليفارية الإرث التاريخي لجيل التحرير، ولا سيما العمل البطولي لوالد الأمة، الذي جعلنا نضاله أمة حرة وذات سيادة ومستقلة عن جميع القوى الأجنبية وتتميز بنورها الخاص بين الأمم.

 

تحتفل فنزويلا اليوم، والشعوب الحرة في الأمريكتين، بمرور 240 عاما على ولادة المحرر سيمون بوليفار وإرثه القائم على قيم العدالة والحرية والسيادة والاستقلال. يعد نضال وفكر هذا الفنزويلي المتميز قوة أخلاقية في مواجهة التهديدات الإمبراطورية الجديدة التي تضر بشكل متزايد قضية حق تقرير المصير في أمريكا الجنوبية.

 

وينص الدستور الوطني لعام 1999 على شرط الحرية والاستقلال هذا، باعتباره مبدأ دائم وغير قابل للتصرف حيث يستند إلى أيديولوجية  المحرر سيمون بوليفار، وتراثه الأخلاقي وقيم الحرية والمساواة والعدالة والسلام الدولي. من خلال تمجيد الشخصية التاريخية للمحرر سيمون بوليفار، ينعكس الشعور الشعبي الذي يميزه كمنارة ورمز للوحدة الوطنية والنضال المتواصل ونكران الذات من أجل الحرية والعدالة والأخلاق العامة ورفاهية الشعب، والذي بموجبه ثبت أن الأمة الفنزويلية، المنظمة في دولة، تم تسميتها، تكريما لعبقرية قارتنا الأمريكية، جمهورية فنزويلا البوليفارية.

 

كما يتضح، فإن عقيدة بوليفار التحررية هي بالتحديد العمود الفقري للثورة البوليفارية التي قادها الزعيم هوجو تشافيز واستمرعلى نفس النهج رئيس الجمهورية نيكولاس مادورو.

 

في عام 2012 ، ذكر القائد تشافيز أن الفكر البوليفاري هو أفضل درع ضد خطط إعادة الاستعمار الجديد في أمريكا اللاتينية. “بوليفار يولد، هذا ما أعتقد، كل يوم في أنفسنا؛ في شعبه (…) في الكفاح من أجل الحياة ، في الكفاح من أجل العدالة الاجتماعية. هناك ولد بوليفار ويولد من جديد “.

 

وبنفس الطريقة ، يتبنى الرئيس مادورو كل يوم العقيدة البوليفارية باعتبارها السبيل الوحيد للشعوب ليكونوا حقًا احرارا وأصحاب سيادة. “إن فكر المحرر سيمون بوليفار يكتسب قوة وصلاحية أكبر بمرور الوقت ؛ لا يزال جعل قارتنا الأمريكية “ملكة الأوطان” و “أم الجمهوريات” ضرورة ملحة للحفاظ على سلام وحرية شعوبنا. يعيش الوطن العظيم!

 

زملائي الأعزاء، في هذا التاريخ، نحتفل أيضا بالذكرى المئوية الثانية لمعركة بحيرة ماراكايبو البحرية، التي وقعت في 24 يوليو 1823، وهي تعد حدثا ذات أهمية كبيرة من شأنه أن يمثل التاريخ لهزيمة معاقل التبعية الإسبانية و التأكيد علي استقلال فنزويلا رسميا .

 

من جواياكيل، أرسل سيمون بوليفار رسالة إلى الجنرال رافائيل أوردانيتا والجنرال ماريانو مونتيلا من البحرية الفنزويلية وكولومبيا الكبرى، وأمرهم باستعادة ماراكايبو، نظرا لأهميتها لانتصار الحملة الصليبية التي سعت إلى توحيد أمريكا اللاتينية. التقى الجنرال مونتيلا في قرطاجنة بالقيادة العليا للبحرية، بما في ذلك خوسيه برودينسيو باديلا، قبطان أسطول تلك المنطقة، وأشار إلى خطاب المحرر بوليفار، الذي أمرهم فيه بالعمل والظهور متحدين لاستعادة ماراكايبو، الذي يعد مكان مهم لمواصلة إنجازات عملية الاستقلال.

 

وصل النقيب باديلا إلى ماراكايبو في 3 مايو 1823، وعقب العديد من الأحداث وقعت المعركة الحاسمة في 24 يوليو. كان لدى باديلا عدد أقل من الرجال، لكنه معنوياته كانت مرتفعة، وكان مقتنعًا بالنصر، وهو شعور أكده الجنرال مانويل مانريكي ، عمدة مقاطعة زوليا ، الذي زوده بالموارد والمزيد من الرجال ، حيث تحرك بالسفن مع قواته البرية، مشجعا اياهم  بعبارة ” أيها الكولومبيون إما الفوز أو الموت”.

 

كانت معركة البحيرة البحرية انتصارًا وطنيًا حاسمًا على القوات الملكية بقيادة فرانسيسكو توماس موراليس. بعد قتال عنيف وأمام زخم وشجاعة الكريول الوطنيين، استسلم العدو وبدأ الانسحاب. وهذه الهزيمة العنيفة للقوات الإسبانية في البحيرة تلاها استسلام وتسليم مدينة ماراكايبو التي كانت محتلة من قبل التابعين للملكية في سبتمبر 1822.

 

سمحت هزيمة القوات الملكية في ماراكايبو بالسيطرة البحرية والإقليمية على كولومبيا (التي كانت تتكون آنذاك من فنزويلا وغرناطة الجديدة) ، كما كان لاستسلام فرانسيسكو توماس موراليس باعتباره آخر قائد عام لفنزويلا أهمية كبيرة. كما سهلت التقدم نحو الحملة الجنوبية، التي أضافت الأراضي التابعة للملكية في كيتو إلى جمهورية كولومبيا. تحرير مدن التاج الإسباني في بيرو وإنشاء جمهورية بوليفيا آنذاك.

 

في الواقع، لهذه المعركة أهمية تاريخية كبيرة، ليس فقط بالنسبة للشعب الفنزويلي، ولكن بالنسبة لأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي بأكملها، حيث أنه مع تحقيق النصر، تم التأكيد على استقلال فنزويلا كأرض حرة وذات سيادة، وكذلك تعزيز ” حملة الجنوب ” التي بدأها المحرر سيمون بوليفار بعد الانتصار الذي حققه في معركة كارابوبو في 24 يونيو 1821. كانت معركة بحيرة ماراكايبو البحرية بمثابة ختام لمهمة التحرير الطويلة ضد الإمبراطورية الإسبانية التي بدأها فرانسيسكو دي ميراندا في 28 أبريل 1806 ، قبالة ساحل أوكوماري واستمرت من قبل سيمون بوليفار.

 

قال القائد هوجو تشافيز في 24 يوليو 2009: “معركة بحيرة ماراكايبو البحرية التي نحتفل بها اليوم أيضًا ، في ذلك اليوم بلغ بوليفار سن الأربعين وقدم له بحارة الوطن هدية ، كان عام 1823 ، بعد عامين من كارابوبو اتجه بوليفار إلى الجنوب لتحرير الإكوادور والتوجه نحو بيرو. كانت المعركة البحرية لبحيرة ماراكايبو محددة، كما كان الحال في كارابوبو، ولكن يمكن للمرء أن يتكهن بمنطق علمي، لولا الانتصار العظيم للبحارة الفنزويليين ، في يوم مثل 1823 في بحيرة ماراكايبو ، فمن المرجح أن الحرب في الإقليم كانت ستندلع مرة أخرى ، لأنها كانت نقطة استراتيجية ماراكايبو، البحيرة والخليج. “.

 

نحتفل هذا العام بمرور 200 عام على هذا الحدث التاريخي الهام، وأعدت اللجنة الرئاسية رقم مئتين، بقيادة نائب رئيس الجمهورية، ديلسي رودريجيز، سلسلة من الفعاليات لإحياء ذكرى هذا الحدث التاريخي الذي منح الجمهورية استقلالًا نهائيًا عن الاستعمار الإسباني، للمطالبة بالهوية الوطنية للأمة وإنقاذ ذاكرتنا التاريخية الفنزويلية ، في إطار الدورة الخاصة بالاحتفالات التذكارية التي تمجد طريق الاستقلال الفنزويلي.

 

بعد مائتي عام ، تحتفل فنزويلا بهذا الإنجازالذي يعد مصدر إلهام في النضالات الحالية ضد مضايقات الإمبراطوريات الجديدة وإجراءاتها القسرية غير الأخلاقية وغير القانونية التي تسعى إلى إخضاع الشعب الفنزويلي. واليوم بصمة السيادة والاستقلال التي حققها محررونا مختومة في روح الوطن.

 

أود أن انتهزهذا الاجتماع لأتطرق إلى موضوعين متعلقين بحملة ما قبل الانتخابات التي بدأت في فنزويلا، لأن فنزويلا، كما تعلمون، مثل مصر، ستنظم الانتخابات الرئاسية بموجب  الدستور للفترة 2025-2031.

 

في محاولة لضمان أفضل الظروف للانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها ، في 15 يونيو ، تقدم رؤساء المجلس الانتخابي الوطني  باستقالتهم حتى يقوم المجلس الوطني بتعيين هيئة انتخابية جديدة تمثل توافق الآراء والتطلعات لكافة القطاعات الديمقراطية، بغرض المساهمة في تقدم فنزويلا في نهاية المطاف نحو الازدهار الاقتصادي والاستقرار السياسي والاجتماعي.

 

درست  الجمعية الوطنية استقالة عمداء المجلس الوطني الانتخابي وصوتت لاختيار اللجنة الأولية المسؤولة عن إجراء عملية تعيين السلطة الانتخابية الجديدة. وفي هذا السياق ، أكد رئيس البرلمان ، خورخي رودريجيز، أن الأمور السياسية يتم حلها بالمشاركة والاقتراع ، وأن تعيين المجلس الوطني الانتخابي الجديد سيساهم في إعادة إضفاء الطابع المؤسسي على البلاد وأن تعود إلى التصويت والسلام تلك القطاعات التي لجأت الى العنف في وقت ما.

لسوء الحظ، استغلت المعارضة الفنزويلية في الأيام الأخيرة رسالة تذكيرية وجهها مكتب المراقب العام للجمهورية بشأن التنحية السياسية للمواطنة ماريا كورينا ماتشادو، والذي يمتد لمدة 15 عامًا، وهو قرار إداري تم اتخاذه في عام 2015، ولكن بعض قطاعات المعارضة حاولت إظهار أن الإجراء تم اتخاذه حديثًا، مستغلين علاقاتهم مع المؤسسات الإعلامية الدولية الكبرى لإحداث ارتباك واتهام الحكومة الفنزويلية بأنها نظام ينتقص من الحقوق السياسية الأساسية لمواطنيها.

 

وفي هذا الصدد، رفضت الحكومة الفنزويلية بشدة، في 1 يوليو، المحاولة الجديدة التي قامت بها حكومة الولايات المتحدة للتدخل في شؤونها الداخلية، حال قيامها بالسعي إلى اتخاذ موقف فيما يتعلق بالجوانب المختلفة للعملية الانتخابية الفنزويلية المقبلة لعام 2024، لأن الديمقراطية التشاركية والقيادية القوية في فنزويلا لا تتطلب ولا تقبل وصاية الدول الأخرى.

 

بالنسبة لفنزويلا، ليس للولايات المتحدة أي مرجعية أخلاقية أو أحقية في التعبير عن رأيها بشأن العمليات السياسية في بلدنا، التي أثبتت بوضوح أنها ذات سيادة ومستقلة، للتعبير عن شعب قرر أن يكون حرا بشكل لا رجعة فيه.

 

وكذلك، في 3 يوليو، رفضت الحكومة البوليفارية رفضا قاطعا بيان الممثل السامي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، لأنه يمثل تدخلا جديدا في القضايا التي هي من اختصاص السلطات العامة الفنزويلية وحدها.

 

وأكدت فنزويلا مجددا لممثلي الاتحاد الأوروبي أن قانونية وشرعية العملية الانتخابية الفنزويلية لا تعتمدان ولن تعتمدعلى أي جهة أجنبية، بل على القرارات التي يقررها الشعب الفنزويلي بسيادة.

 

في مواجهة هذا الهجوم الجديد، وضع الرئيس نيكولاس مادورو نفسه في طليعة المعركة «ضد نشرالكراهية والتعصب والفاشية»، التي تعتزم القطاعات المتطرفة تأجيجها لخلق سيناريو مواجهة مشابه لسيناريو الأعوام 2002 و 2014 و 2017، لأنه لن تقوم قوة تلك الأقلية بالعودة الى الوراء بالأغلبية الفنزويلية التي تريد العيش في سلام، والحفاظ على استقلالها وروح التمرد التي ورثتها عن المحرر سيمون بوليفار. كما هو الحال دائمًا، ستنظم فنزويلا انتخابات حرة وشفافة ، تضمن إجراء انتخابات ديمقراطية في الاستفتاء الشعبي المقررالدعوة إليه لإجراء الانتخابات الرئاسية في عام 2024.

 

شكراً جزيلاً على حضوركم الكريم واهتمامكم الخاص.

 

ads

اضف تعليق