الرئيسية آخرالاخبار آراءحرة أحداث عالمية أخبار العالم أخبار عاجلة أخبار عالمية أخبار عربية أخبار في أخبار أخبارالعالم العربي أخبارك اخبارعالمية الأزهرالشريف الرئيسية الصحافة العالمية الصفحة الأدبية الصفحةالدينية الصفحةالرئيسية العالم في أخبار العرب اليوم مختارات صحيفة التايمز الدولية
أ.د.عبدالمنعم فؤاد عميد كلية العلوم الإسلامية للوافدين السابق يكتب:القرآن أكبر مما يفترون
الأربعاء 30-08-2023 02:49
القرآن كلام الله المتعبد بتلاوته لا يليق أبدا في مصر بلد الأزهر والقرآن أن يخرج علينا من يمسك بآلات الموسيقى والمعازف ليلحن بها القرآن ويعلم الناس المقامات، وينشر ذلك عبر الصفحات من بعض الذين يدعون الفن والتنوير!.
هذا أمر خطير ومريب والقرآن أكبر مما يبتدعون، ويجب أن يتدخل القانون لمنع هذا العبث مع كتاب الله الذي يجب أن تخشع له القلوب، وتطمئن له النفوس ، وتتنزل الملائكة والرحمات عند تلاوته .
فالقرآن ليس كلاما أنتجه الأدباء أو الشعراء إنما هو كلام المولى الذي نزل به جبريل على قلب الرسول الأمين ( نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين )، وإذا كان الرسول -عليه الصلاة والسلام -طلب أن نتغنى بالقرآن، ونحسن أصوتنا به فلا يعني أن يتغنى به على المسارح، وتعزف مع آياته الموسيقى، ويتغنى به السكارى في الملاهي والمسارح ، ولكن يعني أن نقيم أحكامه ، ونتعلم ضوابط تلاوته، ومعلوم أن موسيقى القرآن كامنة في ضوابط قراءته وصداها يظهر في الإلتزام ب :الإدغام الصحيح، والإظهار والإخفاء، والمد، والإقلاب ، والإمالة والتحقيق والتسهيل والإبداال، والمحافظة على المعاني، والسلامة من اللحن ومخارج الحروف وغير ذلك مما نجده لدى كبار القراء مثل الشيخ مصطفى اسماعيل والبنا والمنشاوي ورفعت والحصري رضى الله عنهم ورحمهم جميعا .
هؤلاء لم تصاحب أصواتهم معازف، ولم يلحن لهم بليغ حمدي، ولا الموسيقار عبد الوهاب ، ولكن تلاوتهم المتقنة كانت هي المعازف المصاحبة للخشوع والحزن والتدبر، والكشف لمعاني الآيات الكريمة وتصويرها بدقة، وخشوع! وكانك تشاهد الحدث القرأني بأم عينيك، ولا يوجد لديهم ما يسمى ( بسيكا أو بيكا) أو غيرهما مما يقال مقامات !، لأنهم يعلمون أن جبريل -عليه السلام -لم ينزل بسيكا ولا بيكا الخ من الأمور التي ابتليت الأمة بها في عهدنا هذا!! بل أصبح القرآن لدى من لديه هذه الغرائب المبتدعة مجرد ( بزنس ) فحسب وبعض القراء لا يعايش ولا يتعايش مع القرآن الذي يجب أن تهتز لسماعه القلوب ، ونشاهد ذلك في الميآتم وسرادقات العزاء التي تتحفنا بمقاطع منها شبكات التواصل و التي أحسب أنها لا تفيد الميت بشئ لما فيها من غرائب وعجائب لقراء هذا الزمان ( قراء أفلام المقاولات ) – إن سمح بهذا التعبير المؤلم -.
وأخيرا نرى هذا العبط الفني الذي يستخدمه رجل يعزف ويلحن لآيات القرآن، والناس يفتحون أفواههم في ذهول ولا ينطقون .!،
أيها السادة يجب أن نحترم كتاب الله عز وجل ، ونأخذ بأيد أبنائنا إلى محفظي القرآن المعتبرين في الأزهر، وأروقته القرأنية، والمنتشرة الآن في كل محافظات مصر ، وكتاتيب القراء المشهود لهم بالحفظ والإتقان ، وننبه أن هذا الذي أجرم في حق القرآن ولحن آياته علو أنغام الموسيقى تحت مسمى المقامات، إن هو إلا أفاك أثيم، والقرآن أكبر مما يعمل ويعملون وما يظن المفترون .