كتب صحيفة التايمز الدولية
بقلم :جـريـرمـنـصـور..ابن مصر
في تاريخ عمربن الخطاب فاروق الإسلام،
أن قال له رجل: اتق الله يا عمر. فدمعت عيناه، وقال: لاخير فيكم إذا لم تقولوها ولا خير فيّ إذا لم أقبلها
فقد ذكر ابن شيبة هذه الرواية فقال: حدثنا عفان قال: حدثنا مبارك عن الحسن قال رجل لعمر رضي الله عنه: اتق الله يا أمير المؤمنين فو الله ما الأمر كما قلت، قال: فأقبلوا على الرجل فقالوا: لا تألت أمير المؤمنين (أي لا تنتقص) فلما رآهم أقبلوا على الرجل قال دعوهم فلا خير… الخ.
وفي العدل بين رعيته: وقف عمر يخطب الناس وعليه ثوب طويل فقال: أيها الناس اسمعوا وعوا. فقال سلمان الفارسي: والله لا نسمع ولا نعي. فقال عمر: ولِمَ يا سلمان؟ قال تلبس ثوبين وتُلبسنا ثوبا. فقال عمر لابنه عبد الله: يا عبد الله قم أجب سلمان. فقال عبد الله: إنّ أبي رجل طويل فأخذ ثوبي الذي هو قسمي مع المسلمين ووصله بثوبه. فقال سلمان: الآن قل يا أمير المؤمنين نسمع وأمر نُطع. وقال عمر مرة على المنبر للناس: ما أنتم فاعلون لو حدت على الطريق هكذا؟ وحرف يده. فقام رجل من آخر الناس وسل سيفه وقال: والله لو حدت عن الطريق هكذا لقلنا بالسيوف هكذا. فقال عمر: الحمد لله الذي جعل في رعيتي من لو حدت على الطريق قومني.
وكذلك أوردها التوحيدي في البصائر والذخائر، وكذلك في أنساب الأشراف، وكذلك ابن رجبفي الحكم الجديرة بالإذاعة، كلهم يقولون عن رجل، وأما الراوي فهو الحسن البصري كما تقدم.
وطالب عمر على المنبر بتقليل مهور النساء، فقامت امرأة من آخر المسجد فقالت يا أمير المؤمنين إنّ الله يقول (وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنطَارا فَلاَ تَأْخُذُواْ مِنْهُ شَيْئا) فقال عمر: أصابت امرأة وأخطأ عمر. يقول ابن عباس: والله لقد رأيت في قميص عمر وهو خليفة أربع عشرة رقعة. ولهذا حيَّاه الشاعر محمود غنيم، فقال:
* يا من يرى عمرا تكسوه بردته – والزيتُ أدمٌ له والكوخُ مأواهُ
* يهتز كسرى على كرسيه فرقًا – من خوفه وملوكُ الروم تخشاهُ
* وجاء الهرمزان الوزير الفارسي يبحث عن عمر، فوجده نائما تحت شجرة عليه قميص مرقع بلا حراسة، فهزّ الهرمزان رأسه وقال: حكمت فعدلت فأمنت فنمت،
فنظمها حافظ إبراهيم في قوله
* فقال قولة حق أصبحت مثلا – وأصبح الجيل بعد الجيل يرويها
* أمنت لما أقمت العدل بينهمُ – فنمتَ نوم قرير العين هانيها
* وقال عمر: والله لو عثرت بغلة في ضفاف دجلة لخشيت أن يسألني الله عنها لِمَ لم تصلح الطريق لها يا عمر؟ ووجد حلوى عند أطفاله فقال لزوجته: من أين لكم ثمن هذه الحلوى؟ قالت كنت أوفّر من حصتنا من الدقيق الذي يأتينا من بيت المال، فقال عمر: توفرين الدقيق وفي المسلمين من لا يجد دقيقا؟ وأخذ الحلوى من أيدي أطفاله وقال ردوها لبيت مال المسلمين؛ قال حافظ إبراهيم:
* لمّا اشتهت زوجه الحلوى فقال لها – من أين لي ثمن الحلوى فأشريها؟
* ومرّ بامرأة في خيمة وقد ولدت طفلا وعندها أطفال غيره قد مات أبوهم، فذهب إلى بيت المال وأحضر دقيقا وزيتا وأوقد لهم النار وصنع لهم العشاء وقدمه، فقالت المرأة: والله إنك خيرٌ من عمر بن الخطاب. وقرأ قول الله تعالى (أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ) فبكى وقال ما بقي لنا شيء ومن بقي له شيء فليطلبه. وذهب بثوبه المرقعّ لفتح بيت المقدس وقال له بعض قواده لو لبست يا أمير المؤمنين لباسا جميلا إعزازا للإسلام، فقال: نحن قوم أعزنا الله بالإسلام ومهما ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله. وكان يطلي إبل الصدقة، فجاءه رجل فقال: يا أمير المؤمنين أنا أطلي عنك الإبل، فقال عمر: أأنت تحمل عني ذنوبي يوم القيامة؟ وذهب مرة خلف أبي بكر الصديق ودخل أبو بكر خيمة امرأة مع أطفالها فاختفى عمر وانتظر حتى خرج أبو بكر ثم دخل على المرأة فسألها عن حالها، فقالت أنا امرأة حسيرة كسيرة ومعي عيال وليس لنا عائل إلا الله. فقال عمر وماذا يصنع هذا الشيخ الذي يدخل عليكم؟ قالت يصنع طعامنا ويكنس بيتنا ويحلب شياهنا ويغسل ثيابنا. فجلس عمر يبكي ويقول: أتعبت الخلفاء بعدك يا أبا بكر. ومر في سكة المدينة ليلا فسمع بائعة لبن تقول لابنتها امزجيه بالماء ليكثر فإن عمر لا يدري، فقالت الفتاة: لكن الله يدري. فعرف عمر البيت وخطب الفتاة لابنه عاصم، وكان من ذريتها الخليفة الزاهد العادل المجدّد عمر بن عبد العزيز. ولما أصاب القحط المدينة كان يدور بين الخيام وجفنة الطعام على رأسه يوزعه بين الفقراء. وطلب عام القحط من الأعراب والفقراء أن يسكنوا في ضواحي المدينة ونصب لهم خياما وقال إما نحيا سويَّا أو نموت سويَّا.
أيهاالشعب العظيم ..صاحب ثورة 25ينايريوم ان قام وقال اتق الله
فكل انسان في هذا الوطن العظيم عليه أن يتق الله
بمعني أن يحس ويشعر الحاكم الحاكم بشعبه ويستشعر آلامه ويداوييه.
فقدكان سيدنا عمريخطب في الناس ويسمع أصوات بطونهم من الجوع فقال والله لا أشبع حتي يشبع المسلمون .
وان الحياة دائما مبدأ الأخذوالعطاء والعطاء قبل الأخذ
ان شعبنا فقير..ومطالبه بسيطةوهي المأكل والمشرب والملبس والعلاج والتعليم ..وللاسف نري الحكومة تتسول لعلاج السرطان … وتتسول لعلاج مرض السكري ..وتتسول لمصاريفالتعليم .,
وأيضا تتسولبمعونة الشتاء وببنك الطعام .
وانتقلت عدوي التسول الي الشارع فتري أطفال ونساءآورجال وشيوخ يتسولون في كل مكان حتي انك تتخيل ان الشغب أغلبه متسولون.
لإن أمل المواطن المصري أن يري الحكومةتتقي الله فيه ..فلا تطلب منه قبل أن تعطيه .
ويحضرني هنا قول الامام الغزالي:
ان كل دعوة تحبب الفقرالي الناس ..أو تقنعهم بالهون في الحياة أوتصبرهم علي قبول النحس والرضا بالنفس..فهي دعوة فاجرةوافتراء علي الله
نسأل الله مافيه الخير لمصرنا الحبيبة وان تتقي الحكومة الله في الشعب
وأن يتقي الله الشعب في حكامه.
لك الله ياشعب مصر…