ads
رئيس التحرير
ads

تشيرنوميردين عن موت ميلوشيفيتش: “قتلوه، طبعا… لا فرق بالسم أم بالرصاص”

الأربعاء 22-03-2017 23:37

كتب

أجرى نائب رئيس تحرير صحيفة “كومسومولسكايا برافدا” ألكسندر غاما مقابلة، في تاريخ 13/03/2006، مع رئيس الوزراء الروسي السابق فيكتور تشيرنوميردين، إثر وفاة سلوبودان ميلوشيفيتش،

وهو يعيد نشر مقتطفات منها بمناسبة الذكرىالحادية عشرة لوفاة الزعيم الصربي.

جاء في المقال:

في هذه الأيام يجري في العاصمة اليوغوسلافية السابقة والصربية الحالية بلغراد تقديم كتاب “تشريح قتل قضائي”، حيث يؤكد أندريتش فوكاشين، مؤلف الكتاب والطبيب الشخصي للرئيس الصربي السابق سلوبودان ميلوشيفيتش، أنه قتل عن سابق عمد، بواسطة السم في سجن لاهاي، وإلا لم يكن ضروريا تغيير توقيت وفاته، – كما يقول فوكاشين.

وكتب الطبيب أن “ميلوشيفيتش لم يمت بنوبة قلبية يوم 11 مارس/آذار 2006، بل قتل في اليوم السابق على ذلك ما بين الساعة العاشرة والنصف والحادية عشرة مساء في زنزانته رقم 04، بواسطة مادة “دروبيريدول”، التي تسبب حالة الخدر الكامل في أعضاء الجسم كافة، ونوعا محددا من النوم شبيها بالموت”.

وقد توافقت شهادة الطبيب مع “التخمينات” (ولعلها كانت أكثر – واقعية) لرئيس الوزراء الراحل فيكتور تشيرنوميردين، الذي كان في عام 1999 ممثلا خاصا للرئيس الروسي بوريس يلتسين لتسوية الأزمة في يوغوسلافيا.

عندما جاء خبر وفاة الرئيس ميلوشيفيتش، اتصلتُ بتشيرنوميردين، ونشرتُ نص المقابلة الهاتفية معه بتاريخ 13/03/2006 تحت عنوان “فيكتور تشيرنوميردين: قتلوا ميلوشيفيتش. ولكن بطريقة أخرى”. هنا بعض المقتطفات من هذه المقابلة:

–      “… سيد تشيرنوميردين، هل تؤمنون بأن موت ميلوشيفيتش كان طبيعيا؟

الفحص سوف يبين ذلك، ولكن عندما يحتجزون شخصا خمس سنوات في السجن، ثم يفارق الحياة… ما هو الفرق؟ – أطلقوا النار عليه وقتلوه أم دسوا له السم؟ بطبيعة الحال قتلوه. ولكن بطريقة تختلف. ببساطة هو لم يعد يتحمل أكثر.

–      هل كان إصرار الجانب الروسي كافيا، عندما اقترح إحضار ميلوشيفيتش إلى موسكو من أجل العلاج؟

لقد قدمت روسيا لهم ضمانات جدية، على أن ميلوشيفيتش سوف يعود بعد العلاج إلى لاهاي. عن أي اصرار يمكن الحديث بعد ذلك! في هذه الحالة، نحن فعلنا كل ما بوسعنا. وحتى أكثر…”.

وبالمناسبة، في وقت لاحق نحن عدنا مرارا للحديث مع تشيرنوميردين عن “واقعة مقتل” ميلوشيفيتش. وكانت تعبيرات وصفه ذلك، أكثر حدة.

وهذا مقتطف آخر من حوارنا…

–      “… إذا عدنا إلى عام 1999 – هل كان موقف روسيا وموقفكم الشخصي صائبا في بإقناع ميلوشيفيتش بالانصياع لإنذار الغرب؟

نحن لم نشارك في هذه الحرب، ولم نناصر أي طرف فيها! ولم يوجه أحد أي إنذار إلى ميلوشيفيتش. ونحن كوسطاء كان أمامنا مهمة أخرى: وقف القصف وإقناع كل أطراف النزاع اليوغوسلافي بالجلوس إلى طاولة المفاوضات، والحفاظ على سيادة الدولة. وتمكنا من وقف عمليات القصف، واعترف البرلمان اليوغوسلافي بالحكم الذاتي لإقليم كوسوفو…”

آنذاك، سألت أيضا تشيرنوميردين:

–      “هل طرح ميلوشيفيتش عليكم مسألة سلامته الشخصية، في حال موافقته على شروط الغرب؟

وهذا ما قاله تشيرنوميردين:

“هو كان يمكن أن يناقش خيارات تطور الأزمة ومسألة إعادة إعمار البلاد بعد إحلال السلام، ولكن هذا الرجل لم يطرح قط، حتى في أي أجواء ودية، مسألة حياته الشخصية. لقد كان رجلا شجاعا. ويستحق الاحترام الكبير.

–      وكيف تقيمون نتائج المحكمة في لاهاي؟

عن أي نتائج تتحدثون؟ احتجزوا ميلوشيفيتش في السجن خمسة أعوام، ولم يصلوا الى أي نتيجة كانت… كان يجب محاكمة أولئك الذين قصفوا يوغوسلافيا، وليس ميلوشيفيتش…”

لو كنت مكان أندريتش فوكاشين، صاحب كتاب “تشريح قتل قضائي”، لأضفتُ إليه هذه المقتطفات من الحديث مع تشيرنوميردين…

ads

اضف تعليق