كتب:صلاح الدين بلتاجي
أدى القتال المكثف إلى نزوح أكثر من 48,000 شخص من تعز في الأسابيع الستة الأخيرة وحدها.
فيما يلي ملخص لما قاله المتحدث باسم المفوضية ماثيو سالتمارش– الذي يمكن أن يُعزى إليه النص المقتبس- في المؤتمر الصحفي الذي عُقد اليوم في قصر الأمم في جنيف.
بعد أسابيع من المفاوضات المكثفة، وصلت المفوضية إلى منطقة المخا المحاصرة في محافظة تعز الغربية في اليمن، حيث تصاعدت الأعمال العدائية بين الأطراف المتحاربة منذ يناير.
وقد أدى القتال المكثف إلى نزوح أكثر من 48,000 شخص من تعز في الأسابيع الستة الأخيرة وحدها. وقد كان وصول المساعدات الإنسانية إلى المخا، وهي نقطة يشتد فيها القتال وإحدى أكثر المناطق المتضررة في المحافظة، تحدياً كبيراً بسبب الاشتباكات المستمرة والقيود التي تفرضها أطراف النزاع على التنقل.
وذهبت فرق المفوضية في بعثة إلى المخا هذا الأسبوع وبدأت عمليات التوزيع في منطقة قريبة من الخطوط الأمامية. وتلقى أكثر من 3,416 فرداً من المتضررين من النزاع المساعدات غير الغذائية من المفوضية، وشملت الفرش وحصائر النوم والبطانيات وأدوات المطبخ ودلاء الغسيل.
وقد فر معظم النازحين بسبب أعمال القتال في تعز إلى أجزاء أُخرى من المحافظة. وقُدمت توزيعات المفوضية في المخا إلى الأشخاص الذين نزحوا من القرى الأُخرى في المنطقة.
وأفاد موظفو المفوضية الميدانيون بأن العديد من هؤلاء أصيبوا بصدمات نفسية ويعيشون في ظروف يائسة، ويفتقرون إلى المياه وخدمات الصرف الصحي ويتقاسمون الموارد المحدودة مع المجتمعات المحلية المضيفة. وقد تم استيعاب هؤلاء النازحين من قبل عائلات محلية أو يعيشون في العراء، دون أي حماية. وأبلغ كثيرون المفوضية بأنها المرة الأولى التي يتلقون فيها مساعدات إنسانية غير غذائية.
ويكمل هذا التوزيع الأخير توزيعات المفوضية السابقة على النازحين الجدد بسبب العنف الحاد في تعز. كما وصلت مساعدات المفوضية إلى أكثر من 18,151 فرداً نزحوا مؤخراً من محافظة البحر الأحمر إلى محافظتي الحديدة وإب القريبتين.
ومع بقاء الوضع العسكري متقلباً للغاية على الجبهة الغربية لليمن وتوسع العمليات القتالية، فقد تمكنت المفوضية أيضاً من الوصول إلى ست مناطق أُخرى في تعز، وسوف تصل إلى أكثر من 42,000 شخص مع مساعدة طارئة في الأيام المقبلة في الضباب والوزية والموزة والمعفر والمقبانية والماوية.
وبشكل منفصل، بدأت المفوضية أيضاً في وسط اليمن، حيث نزح 13,900 شخص بسبب اندلاع القتال مؤخراً في منطقة عتمة في محافظة ذمار، بتوزيع المساعدات على العائدين إلى ديارهم. وبدأت عمليات توزيع المفوضية في عتمة يوم الأربعاء لمساعدة أكثر من 7,700 من العائدين الذين نزحوا بسبب الصراع.
ومع شهر مارس الذي يسجل عامين على بداية النزاع الحالي في اليمن، فقد أجبر 11.3% من سكان اليمن على النزوح قسراً بسبب الحرب. وهنالك مليوني شخص نزحوا في اليمن ومليون شخص عادوا إلى ديارهم في ظروف غير مستقرة.
ومع استمرار النزاع في اليمن، أصبح 84% من الذين اقتلعوا من ديارهم نازحين منذ أكثر من عام، وهم يكافحون لتلبية احتياجاتهم الأساسية، ومنها الغذاء والمأوى.
وعلى الرغم من موجات النزوح الجديدة والطويلة الأمد في اليمن، لا تزال الوكالات الإنسانية، بما فيها المفوضية، تعاني من نقص كبير في التمويل لتلبية الاحتياجات ذات الأولوية والناشئة. وتظل استجابة المفوضية للاحتياجات الإنسانية العاجلة في اليمن ممولة حتى الآن بنسبة 10% فقط.